إيقونة المجموعة التأسيسية الثالثة بمشروع 1000قائد إفريقي
كتب: دعاء أبوبكر
تختلف طرق التربية والتنشئة الأسرية والاجتماعية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وفقًا لتقبل وثقافة الوالدين وحرصهم على دعم ومساندة أبنائهم، رغم قسوة المجتمع والأشخاص المحيطين ممن يطلقون على هؤلاء الأطفال أوصاف مهينة وجارحة منها ” طفل منغولي ـ بركة ـ متخلف ـ متوكل ” قد تضطر بعض الأسر إلى إغلاق الغرف على أطفالهم انتظارًا للموت البطىء لعدم قدرتهم على تحمل انتقادات المحيطين، بينما ينجح آخرون في تحويل أبنائهم المعاقين إلى أبطال على المستويين المحلي والدولي ليصبحوا مصدر فخر وإعزاز لذويهم.
“مريم ” صاحبة العشرين عامًا أحد أهم هذه النماذج الفريدة الناجحة للأطفال ذوي الإعاقة، بدأت رحلة تأهيل مريم ” أول مولودة في الأسرة “ على أيدي والدها ووالدتها التي تعمل في مجال التدريس، بعد تأكيد الأطباء أنها تعاني ” متلازمة داون “ وتعاني من مشاكل صحية منها ثقب في القلب وفتق سري وحساسية جلديه مزمنة.
بدأت الأم رحلة علاج وتأهيل مريم منذو عمر الأربعين يومًا في المراكز المتخصصة والتدريب على برنامج ” البورتيج “ لتنمية المهارات من سن يوم إلي ٦ سنوات في جميع المجالات الحركية والإدراكية والمعرفية واللغوية والرعاية الذاتية، وظهرت على مريم ملامح الذكاء ومواكبة زملائها الطبيعيين من نفس السن، وسرعان ما بدأت المرحلة الثانية لتأهيل مريم بدخول المدرسة بعد معاناة ورفض عدة مدارس قبولها نظرًا لإعاقتها، لكنها بالفعل التحقت بمدرسة دمج حكومية، إلا أنه عانت من ظاهرة التنمر تجاهها من قبل زملائها بالمدرسة وانتقلت إلى مدرسة خاصة بقسم الاحتياجات الخاصة، وتعلمت مهارات الكتابة والقراءة واستخدام الكمبيوتر ونجحت في الالتحاق بمدرسة تربية فكرية وتسعى حاليًا لاستكمال سنتين لمعادلة الشهادة الإعدادية تمهيدًا لاستكمال المرحلة الثانوية.
وفي المجال الرياضي حصلت مريم على البطولة العربية في السباحة عام 2014 كما حصلت على 50 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزيه في بطولات الأولمبياد والجمهورية والشباب والرياضة، كما تدرس حاليًا في أكاديمية الفنون ” باليه “ في الصف الثاني دراسات حره، كما تدرس الكمبيوتر في أكاديمية سيسكو الدولية وحاصلة على كورس Get Connect وتدرس الآن الكورس الثاني وهو ريادة الأعمال.
وتعشق مريم أيضًا الفن التشكيلي وهو أحد أهم هواياتها حيث تعشق الرسم والتلوين منذ الصغر، وشاركت في الملتقى الدولي للفنون لسنة 2017 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وشاركت بلوحتين وفازت بشهادة تقديرية، وشاركت أيضًا في الملتقى الثاني وتقدمت بلوحتين حازتا على إعجاب شديد من دكتور أشرف رضا وكيل كلية فنون جميلة، وكانت المفاجأة فوز مريم في الملتقى علي مستوي 33 دولة أوروبية وعربية كما فازت بمنحة دراسية بكلية فنون جميلة دراسات حرة والتحقت بقسم الجرافيك واجتازت اليترم الأول وحصلت على تكريم من عميد الكلية ووكيل الكلية، وسف تدرس في التيرم الثاني فنون النحت.
كما شاركت مريم العام الماضي في مسابقة ” موهوب مصر “ في الفن التشكيلي وشاركت في إعلان لشركة مياه معدنية في رمضان الماضي بالتصميم المنفذ على الزجاجة مع أربعه من زملائها من القدرات الخاصة، وحصلت على تكريم من المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة السابق والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن على البطولة الإقليمية كما حصلت أيضًا على تكريم من وزير البيئة السابق لمشاركتها في تدوير المخالفات مع مدرستها.
واخيرآ التحقت “مريم” بمشروع 1000قائد إفريقي الذي تنظمة جامعة القاهرة المتمثلة في كلية الدراسات الإفريقية بشراكة مع مؤسسة القادة للعلوم الإدارية في المرحلة التأسيسية للمجموعة الثالثة .
ويذكر أن كلية الدراسات الإفريقية العليا أستقبلت المجموعة الثالثة المرحلة التأسيسة ” مشروع 1000 قائد إفريقى ” الذي إنطلقت يوم الاحد الماضي من الاسبوع المنقضي اولي فعاليات اليوم الأول من المرحلة التأسيسية المجموعة الثالثة لمشروع 1000 قائد أفريقي بحضور الدكتور” سيد رشاد “ منسق عام شئون الطلاب الأفارقة بجامعة القاهرة و الدكتورة “مايسه عشماوى” رئيس مجلس امناء مؤسسة القادة للعلوم الإدارية و التنمية و الدكتور “احمد الشريف” امين عام مؤسسة القادة بمشاركة 140 متدرب يمثلون جميع الدول الإفريقية المشاركة في المشروع حيث تم تقسيم اجمالى عدد المقبولين في المشروع من الشباب إلى مجموعات عمل.
جدير بالذكر ان المرحلة الأولى من المشروع يحصل خلالها المتدرب على30 ساعة دراسية نظرية و عملية وكانت المحاضرة الأولى في القيادة والإدارة للدكتور أحمد الشريف و المحاضرة الثانية تشكيل وإدارة فريق العمل و ورشة تطبيقه للدكتور سيد رشاد هذا المشروع ينفذ تحت رعاية رئيس جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور “محمد عثمان الخشت” و بالشراكة بين كلية الدراسات الإفريقية العليا و مؤسسة القادة للعلوم الإدارية و التنمية و الهيئة العامة للاستعلامات يأتي هذا المشروع في إطار وعود سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتدريب و تأهيل الشباب المصري و الإفريقي و يستمر المشروع لمدة عام كامل لعدد 1000 شاب و فتاة يمثلون 34 دولة بالإضافة إلى مصر.