أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك، ذلك الملاذ اللذي يلجأ إليه المسلمون ليغتسلوا من ذنوبِهم، وليجددوا توبتهم وأوبتهم الى الله تعالى، ولكن الكثير من الناس يَحرم نفسه من هذا الخير وهذه المغفرة…
وذلك بالإفطار في نهار رمضان بدون عذر، بل هناك من يقوم بـ”الجهر بالإفطار” وهذا وزره مضاعف، فهو لم يستحي من الله تعالى ولا من الناس والمجتمع، وتغاضى عن أن لهذا التصرف العديد من الآثار السلبية التي تؤثر على الصائمين بطبيعة النفس البشرية، كما أنها يمكن أن تؤثر على الاطفال وتغريهم وتدفعهم الى الإفطار.
دون الدخول في تفاصيل هذا الذنب وحكمه في الشريعة الإسلامية وآثاره السلبية المتعددة، فإن هذا الذنب مُعاقب عليه قانوناً في العديد من الدول العربية، حيث يتم فرض غرامات مالية على المُجاهرين بإفطارهم في نهار رمضان، سواء كانوا من السكان المحليين للدولة أو اجانب.
ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تقوم بتطبيق العقوبات على المُجاهرين بإفطارهم من مواطنيهم والأجانب ايضاً، حيث أن الإفطار علناً قد يكلف المفطر عقوبة بالسجن والجلد، و بالنسبة للأجانب فمصيره الترحيل الفوري عن ارض المملكة.
أما بالنسبة لمصر ورغم إنتشار تلك الظاهرة فلم يحظى هذا التصرف بعقوبة صارمة حيث أن عقوبته تنحصر في غرامة بسيطة فقط، لذلك فمن الضروري على ذوي الشأن أن ينظروا لهذه الظاهرة بعين الاعتبار ويتوسعوا في فرض العقوبات على مرتكبيها وتطبيقها بكل حزم، حيث أن ارتكابها يعد مخالفة للنظام العام والآداب العامة ولا بد من المعاقبة عليه.
ولكن هل تعتقد أن تلك العقوبة تُقيِّد حرية شخص رقيبه الله، أم يعد ذلك أمر منافي للأخلاق ويجب مواجهته بكافة الطرق؟