كتب – إبراهيم احمد
أعلنت مجموعة الإمارات اليوم عن مواصلتها تحقيق الأرباح وتوسيع عملياتها للسنة الحادية والثلاثين على التوالي.
وأظهر التقرير المالي السنوي 2018/ 2019، الذي أطلقته مجموعة الإمارات اليوم أن أرباحها عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس (آذار) 2019 بلغت 2.3 مليار درهم (631 مليون دولار أميركي)، بانخفاض نسبته 44% مقارنة بالسنة الماضية. وبلغت عائداتالمجموعة 109.3 مليارات درهم (29.8 مليار دولار) بنمو 7% عن نتائج العام الماضي، وسجلت الأرصدة النقدية 22.2 مليار درهم (6.0 مليارات دولار) بانخفاض نسبته 13% نتيجةً للاستثمارات الضخمة في مختلف الأعمال، بما في ذلك عمليات الاستحواذ الكبيرة ومدفوعات ملياري درهم (545 مليون دولار) حصة أرباح السنة السابقة.
وأعلنت مجموعة الإمارات عن تقديم 500 مليون درهم (136 مليون دولار(، حصة المالكين من الأرباح، إلى مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: “لم يأت أداؤنا بمقدار طموحنا خلال السنة المالية 2018/ 2019 التي كانت صعبة، فقد أدى ارتفاع أسعار النفط وقوة الدولار إلى تآكل أرباحنا، وترافق ذلك أيضاً من تزايد حدة المنافسة في أسواقنا الرئيسة. كما يبدو أن الارتفاع في الطلب العالمي على الشحن الجوي مقارنة بالعام السابق قد اتخذ اتجاهاً عكسياً، وقد شهدنا أيضاً ضعفاً في الطلب على السفر، خصوصاً في منطقتنا، ما أثّر على كل من دناتا وطيران الإمارات”.
وأضاف سموه قائلاً: “نواصل العمل بذكاء وبجدية لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص، فكل دورة عمل تختلف عن غيرها. لقد تمثّل هدفنا دائماً في إنشاء أعمال مربحة ومستدامة وموثوق بها في دبي، وواصلنا انتهاج هذه المبادئ في جميع قراراتنا واستثماراتنا. وفي السنة المالية 2018/ 2019، استمرت ربحية طيران الإمارات ودناتا للسنة الحادية والثلاثين على التوالي، وحققتا نمواً في جميع عملياتهما واستثمرتا في مبادرات وبنى أساسية من شأنها ضمان استمرار نجاحنا في المستقبل”.
واستثمرت المجموعة خلال السنة المالية 2018/ 2019 نحو 14.6 مليار درهم، (3.9 مليارات دولار) لشراء طائرات ومعدات جديدة، وتملّك شركات ومرافق وتقنيات حديثة، وبما يفوق كثيراً استثمارات السنة الفائتة التي بلغت 9 مليارات درهم (2.5 مليار دولار(.
ففي فبراير (شباط)، أعلنت طيران الإمارات عن التزام بشراء 40 طائرة A330-900 و30 طائرة A350-900، بقيمة 21.4 مليار دولار أميركي (78.5 مليار درهم) بموجب اتفاقية مع إيرباص، ستبدأ في تسلمها اعتباراً من 2021 و2024 على الترتيب. وسوف تتسلم أيضاً 14 طائرة أخرى من طراز A380 من 2019 حتى نهاية عام 2021، وبذلك يصل إجمالي طلبياتها من طراز A380 إلى 123 طائرة.
وشملت استثمارات دناتا الرئيسة خلال السنة المالية المنقضية ما يلي: شراء عمليات كوانتاس للتموين و”سناب فريش” في أستراليا، وعمليات شركة “121 إنفلايت كيترينغ” في الولايات المتحدة، وشراء بقية الأسهم لتصبح مالك شركة دبي إكسبريس، وشركة فريت ووركس ذ.م.م. وحصة أغلبية 51٪ في شركة بولور لوجيستكس ذ.م.م، الإمارات العربية المتحدة، وبناء منشآت جديدة لمناولة البضائع والأدوية في بلجيكا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وأستراليا وسنغافورة وباكستان. بالإضافة إلى الاستحواذ على شركة السياحة الألمانية تروبو Tropo وحصة أغلبية في BD4travel، وهي شركة توفر حلول تكنولوجيا معلومات لقطاع السفر قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وسجّل إجمالي أعداد العاملين في أكثر من 120 شركة تابعة لمجموعة الإمارات، زيادةً بنسبة 2% ليبلغ 105286 شخصاً، ينتمون إلى أكثر من 160 جنسية. واستأثرت دناتا بمعظم هذه الزيادة نتيجة عمليات التملك التي أنجزتها وتوسعات عملياتها العالمية.
واستطرد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم قائلاً: “واصلنا خلال السنة المالية 2018/ 2019 تركيزنا على ضبط التكاليف، مع توسيع أعمالنا وتنمية عائداتنا في ذات الوقت. وقد تمكنا بفضل ترشيد أنشطة التوظيف واعتماد تقنيات وهيكلية عمل جديدة، من تحسين الإنتاجية وضبط ارتفاع تكلفة العمالة”.
واختتم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم تصريحه بالقول: “من الصعب التكهن بما سيكون عليه الأداء في السنة المقبلة، لكن كلاً من طيران الإمارات ودناتا في وضع جيد يؤهلهما للتغلب على مختلف العوائق، ومواصلة المنافسة بقوة وتحقيق النجاح في السوق العالمية. ينبغي علينا المضي قدماً، لذا فإننا نستثمر في موظفينا وفي التكنولوجيا والبنى التحتية لمساعدتنا في المحافظة على قدراتنا التنافسية. ونظراً إلى كوننا شركة مسؤولة، فإننا نستثمر مختلف الموارد لدعم المجتمعات والمبادرات المتعلقة بحماية البيئة والحياة البرية، وكذلك احتضان المواهب والابتكارات التي ستدعم صناعتنا في المستقبل”.
أداء طيران الإمارات
تجاوزت السعة الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن حاجز 63 ملياراً لتصل إلى 63.3 مليار طن كيلومتري متاح ATKM في نهاية السنة المالية 2018/ 2019، ما عزز مكانتها كأكبر ناقلة جوية دولية في العالم. وقد زادت السعة خلال السنة المالية بنسبة 3% مع التركيز على تحسين العائد.
وتسلمت طيران الإمارات 13 طائرة جديدة، منها 7 إيرباص A380 و6 طائرات بوينج 777-300ER، بما في ذلك آخر طائرة من طلبية البوينج 777-300ER. ومن المقرر أن تتسلم الناقلة طائرة الـ777 التالية في عام 2020، عندما تستقبل الطائرة الأولى من طلبية البوينج 777X.
وخلال السنة المالية أيضاً، خرجت 11 طائرة من الخدمة، ما وصل بعدد الأسطول في نهاية مارس (آذار) 2019 إلى 270 طائرة. وللمرة الثانية، فإن دخول وخروج 24 طائرة يعد من أكبر عمليات الإحلال التي تتم خلال سنة مالية واحدة، ما حافظ على معدل عمر الأسطول عند 6.1 سنوات. ويعزز ذلك استراتيجية طيران الإمارات الرامية إلى تشغيل أسطول فتي وحديث، ما يؤكد وعد علامتها التجارية بـ”تميّز دائم”، وينعكس بالفائدة على البيئة والعمليات والعملاء.
وأطلقت طيران الإمارات خلال السنة المالية خدمات ركاب إلى ثلاث وجهات جديدة هي: لندن ستاندستيد (المملكة المتحدة) وسانتياغو (تشيلي) وإدنبره (اسكتلندا)، وأعادت تشغيل خدمتها إلى صبيحة جوكتشن (تركيا). كما أضافت رحلات وزادت السعة المتاحة إلى 14 مدينة عبر شبكة محطاتها القائمة ما وفر للعملاء مزيداً من الخدمات وخيارات السفر.
ووسعت طيران الإمارات قدراتها على تحقيق مزيد من الربط والتواصل لعملائها عبر العالم من خلال شراكات استراتيجية جديدة. فخلال السنة المالية 2018/ 2019، وقعت اتفاقيتي مشاركة في الرموز مع “جيت ستار” و”تشاينا ساذرن إيرلاينز”. كما طورت شراكتها التجارية الاستراتيجية مع خطوط جنوب أفريقيا الجوية. واستمر كذلك تطوير شراكة طيران الإمارات- فلاي دبي، حيث أصبح في استطاعة عملاء طيران الإمارات السفر إلى 67 وجهة إضافية تخدمها فلاي دبي، والتمتع بمواصلة السفر بسهولة إلى 11 وجهة تنطلق إليها رحلات فلاي دبي من المبنى 3 في مطار دبي الدولي. ونجم عن الشراكة أيضاً أن أصبح “سكاي واردز طيران الإمارات” برنامجاً لولاء عملاء كل من طيران الإمارات وفلاي دبي.
وعلى الرغم من المنافسة الحادة في أسواقها الرئيسة، فقد نجحت طيران الإمارات في زيادة عائداتها بنسبة 6% إلى 97.9 مليار درهم (26.7 مليار دولار). وانعكست قوة العملة الأميركية مقابل عملات معظم الدول التي تعمل فيها طيران الإمارات سلباً على الأرباح بقيمة 572 مليون درهم (156 مليون دولار)، وذلك على النقيض تماماً من التأثير الإيجابي للعملة على أرباح العام السابق بقيمة 661 مليون درهم (180 مليون دولار(.
وارتفعت التكاليف التشغيلية بنسبة 8% مقارنة مع السنة المالية 2017/ 2018. فقد شهد متوسط أسعار وقود الطائرات ارتفاعاً آخر بنسبة 22% خلال السنة المالية بعد ارتفاعه بنسبة 15% في السنة السابقة. ومع ارتفاع مشتريات الوقود بنسبة 3% تماشياً مع زيادة السعة، فقد سجلت قيمة فاتورة الوقود ارتفاعاً كبيراً بنسبة 25% مقارنة بالسنة المالية السابقة لتبلغ 30.8 مليار درهم (8.4 مليارات دولار). وهذه أكبر فاتورة وقود سنوية لطيران الإمارات على الإطلاق، حيث أصبح الوقود يشكل الآن 32% من إجمالي التكلفة التشغيلية مقارنة بنسبة 28% في السنة السابقة، وبقي محتفظاً بأكبر حصة من التكلفة التشغيلية.
وعلى خلفية أسعار الوقود العالية وضغوط المنافسة المتصاعدة، والتأثيرات غير المواتية لأسعار صرف العملات، أعلنت طيران الإمارات عن تحقيق أرباح صافية قدرها 871 مليون درهم (237 مليون دولار) في السنة المالية 2018/ 2019، بانخفاض نسبته 69% عن أرباح السنة التي سبقتها، وبهامش ربحي نسبته 0.9%.
ونقلت طيران الإمارات 58.6 مليون راكب، بنمو 0.2%. ومع نمو السعة المقعدية بنسبة 4%، فقد سجل إشغال المقاعد نسبة76.8%. وجاء الانخفاض البسيط في نسبة إشغال المقاعد مقارنة بمستوى السنة السابقة البالغ 77.5% نتيجة لتأثير تباطؤ اقتصادات المنطقة على الطلب على السفر، والمنافسة القوية في العديد من الأسواق.
وساهمت الزيادة في أسعار السوق ونظام الفئات السعرية المتباينة في دعم معدل العائد على الراكب لكل كيلومتر RPKM عن مستواه في السنة السابقة بنسبة 3% إلى 26.2 فلساً (7.1 سنتات أميركية)، وذلك على الرغم من التأثير المعاكس جزئياً لقوة العملة الأميركية مقابل معظم العملات الأخرى.
وخلال السنة المالية، تمكنت طيران الإمارات من ترتيب تمويلات قدرها 14.2 مليار درهم (3.9 مليارات دولار) لتمويل توسعات أسطولها، وذلك باستخدام مختلف الهيكليات التمويلية المتاحة، مثل القروض لأجل والتمويل والتأجير التشغيلي.
وكشاهد على تزايد اعتماد طيران الإمارات على سوق التمويل الهيكلي اليابانية، فإن طائرات البوينج 777-300ER الستة التي تسلمتها خلال السنة المالية، جرى تمويلها بالتأجير التشغيلي الياباني Japanese Operating Lease with Call Option (JOLCO) وبما زاد على مليار دولار أميركي. وبلغ إجمالي تمويلات طيران الإمارات من السوق اليابانية منذ عام 2014 وحتى اليوم على 28 مليار درهم (7.6 مليارات دولار(
وجمعت طيران الإمارات في عام مارس (آذار) مبلغ 600 مليون دولار من إصدار صكوك شركات لتمويل طائرتي A380، في حين تم تمويل طائرات A380 الخمس الأخرى بمزيج من عقود التأجير التشغيلي، وعقود تأجير معتمدة من وكالة الصادرات الأوروبية ECA، وعقود تمويل تشغيلي من خلال مؤسسات استثمارية وبنوك من كوريا وألمانيا والمملكة المتحدة والشرق الأوسط.
وتجسد هذه الصفقات التمويلية قدرة طيران الإمارات على الاستفادة من مختلف المصادر والوصول إلى السيولة العالمية، كما تؤكد على قوة مركزها المالي وثقة المستثمرين العالميين بنموذج عملها.
واختتمت طيران الإمارات سنتها المالية بمستوى صحي في أرصدتها النقدية حيث بلغت 17.0 مليار درهم (4.6 مليارات دولار(.
وحافظت العائدات المتأتية من المناطق الست التي تعمل فيها طيران الإمارات على توازنها، حيث لم تزد مساهمة أية منطقة بمفردها على 30% من العائدات الكلية. واحتلت أوروبا المركز الأول حيث بلغت العائدات المتأتية منها 28.3 مليار درهم (7.7 مليارات دولار) بنمو نسبته 6% عن عائدات السنة السابقة. وجاءت منطقة شرق آسيا وأوقيانوسيا (أستراليا ونيوزيلندا) في المركز الثاني وبعائدات 26.6 مليار درهم (7.2 مليارات دولار) بنمو 5% عن سنة 2017/ 2018. وسجلت منطقة الأميركتين عائدات قدرها 14.5 مليار درهم (3.9 مليارات دولار) بنمو نسبته 8%. وتراجعت عائدات منطقة الخليج والشرق الأوسط 3% إلى 8.3 مليارات درهم (2.3 مليار دولار)، وارتفعت عائدات منطقة أفريقيا بنسبة 9% إلى 10.2 مليارات درهم (2.8 مليار دولار). كما ارتفعت عائدات منطقة غرب آسيا والمحيط الهندي 6% إلى 8.1 مليارات درهم (2.2 مليار دولار(
وواصلت طيران الإمارات التركيز على رفاه وراحة عملائها، فأدخلت خلال السنة الماضية تحسينات على خدماتها ومنتجاتها في الأجواء وعلى الأرض وفي الفضاء السيبراني. وشملت أبرز هذه التطورات: اكتمال برنامج بقيمة 150 مليون دولار أميركي لتجديد أسطولها من طائرات البوينج 777-200LR وتزويدها بمقاعد جديدة أوسع في درجة رجال الأعمال وتحديث الدرجة السياحية بالكامل. وإطلاق منتجات فاخرة جديدة في الدرجتين الأولى ورجال الأعمال تم تطويرها بالتعاون مع علامات تجارية عالمية باورز آند ويلكينزBowers & Wilkins وبولغاري Bulgari وبايريدوBYREDO.
وعلى الأرض، أطلقت طيران الإمارات خدمات جديدة، حيث أصبح في إمكان عملائها في دبي إنهاء إجراءات السفر من المنزل أو المكتب أو الفندق، وتسليم أمتعتهم لنقلها إلى المطار. وأضافت صالة انتظار جديدة لركاب الأولى ورجال الأعمال في القاهرة، وانتهت من تحديث صالتيها في نيويورك وروما. كما بدأت تجارب لأول “مسار بيومتري” على مستوى العالم في مطار دبي الدولي باستخدام أحدث تقنيات القياسات الحيوية لتسهيل معاملات مسافري طيران الإمارات في المطار، بدءاً من إجراءات السفر، مروراً بالجوازات والإجراءات الأمنية، وحتى الصعود إلى الطائرات.
وعلى الإنترنت، أصبحت طيران الإمارات أول ناقلة في العالم تطلق على موقعها الشبكي نموذجاً ثلاثي الأبعاد لتوزيع المقاعد على طائراتها بتقنية الواقع الافتراضي، ما يتيح لعملائها الاطلاع على المنتجات الجوية واختيار المقعد. كما أطلقت ميزة جديدة على تطبيقها المحمول تتيح للعملاء تصفح آلاف الأفلام والألبومات الموسيقية والبرامج التلفزيونية المتوفرة على نظامها للترفيه الجوي، وإعداد قوائم تشغيل ببرامجهم المفضلة قبل السفر، ثم مواءمتها من أجهزتهم المحمولة وعرضها على شاشة الفيديو الشخصي على الطائرة.
وواصلت الإمارات للشحن الجوي تحقيق أداء قوي في سوق تسودها منافسة شديدة مع تراجع الطلب عالمياً، وساهمت بنسبة 14% من إجمالي عائدات الناقلة المتأتية من النقل.
وفي سوق الشحن، التي تواجه ضغوطأً شديدة على العائدات وتراجعاً في الطلب، سجلت عائدات قسم الشحن في طيران الإمارات 13.1 مليار درهم (3.6 مليارات دولار) بنمو نسبته 5% عن السنة السابقة، في حين سجل إجمالي كميات الشحن المنقولة نمواً بنسبة 1% إلى 2.7 مليون طن.
وواصلت حصيلة الشحن لكل طن كيلومتري FTKM ارتفاعها للسنة الثانية على التوالي، حيث سجلت نمواً بنسبة 3%، ما يجسد قدرة الإمارات للشحن الجوي على الاحتفاظ بعملائها وكسب عملاء جدد، وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود والطلب المتراجع في العديد من الأسواق.
وتشغل الإمارات للشحن الجوي أسطولاً مكوناً من 12 طائرة بوينج 777F، كما تستخدم الطاقة التي توفرها عنابر الشحن على طائرات الركاب، وقد أطلقت خدمة شحن جديدة إلى بوغوتا (كولومبيا)، واستأنفت خدمتها إلى أربيل (العراق).
واستمرت الإمارات للشحن الجوي في تطوير منتجات مبتكرة متخصصة لخدمة قطاعات معينة في الصناعة. ففي أبريل (نيسان) 2018، أطلقت منتج “الإمارات AOG” لنقل قطع غيار الطائرات بسرعة عبر العالم. وأتبعته في أغسطس (آب) بإطلاق منتجي “الإمارات بيتس” و”الإمارات بيتس بلاس” لنقل الحيوانات الأليفة بمنتهى الراحة والأمان، مع الرعاية البيطرية وتخليص المعاملات والتسليم من الباب إلى الباب، وحجز رحلات العودة.
وسجلت فنادق الإمارات، خلال السنة المالية 2018/ 2019 عائدات بلغت 669 مليون درهم (182 مليون دولار)، بانخفاض نسبته 10% مقارنة بالسنة السابقة في سوق تسودها منافسة حادة ومتصاعدة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما أثّر على متوسط أسعار الغرف ومعدلات الإشغال.
أداء دناتا
حققت دناتا خلال السنة المالية 2018/ 2019 أعلى أرباح منذ بدء عملياتها، حيث بلغت أرباحها 1.4 مليار درهم (394 مليون دولار)، بما في ذلك المكاسب الناجمة عن صفقة لمرة واحدة، حيث باعت دناتا حصتها البالغة 22% في مجموعة هوغ روبنسون HRG لإدارة السفر التي استحوذت عليها مجموعة أميكس Amex لأعمال السفر. ومن دون هذه المعاملة لمرة واحدة، فإن أرباح دناتا تكون قد انخفضت 15% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغ إجمالي عائدات دناتا 14.4 مليار درهم (3.9 مليارات دولار) بنمو 10%. ويعكس ذلك استمرار توسع أعمالها في أقسام عملياتها الأربعة، من خلال النمو الذاتي والمحافظة على عملائها وكذلك نتيجة فوزها بعقود جديدة واستحواذات. وساهمت العمليات الخارجية خلال السنة المالية المنقضية بنسبة 70% من إجمالي عائدات دناتا.
وواصلت دناتا إرساء أسس للنمو المستقبلي باستثمار 1.1 مليار درهم (314 مليون دولار) في منشآت ومعدات جديدة، وعمليات تملك شركات، واستخدام تقنيات متقدمة وتطوير الموارد البشرية.
وارتفعت تكلفة دناتا التشغيلية خلال السنة المالية بنسبة 11% إلى 13.1 مليار درهم (3.6 مليارات دولار)، ما يعكس تأثير النمو العضوي عبر مختلف أعمالها، بالإضافة إلى إدماج التملكات الجديدة، وبشكل خاص عبر عملياتها للمطارات الدولية وقسم التموين.
وبلغت أرصدة دناتا النقدية 5.1 مليارات درهم (1.4 مليار دولار)، بنمو 4%. وحققت الشركة 1.4 مليار درهم (386 مليون دولار) أرصدة نقدية من عملياتها خلال السنة المالية 2018/ 2019. ويتماشى ذلك مع تحسن الأرصدة النقدية للشركة ويضعها في موقع قوي لتمويل استثماراتها.
وسجلت عائدات دناتا لخدمات المطار، بما في ذلك مناولة الركاب والشحن، نمواً بنسبة 2% لتصل إلى 3.2 مليارات درهم (878 مليون دولار(
وبقيت أعداد الطائرات التي قدمت لها دناتا خدمات المناولة في دولة الإمارات العربية المتحدة ثابتة عند 211 ألف طائرة، وذلك نتيجة للتحديات التي يواجهها قطاع الطيران في المنطقة والتي تركت تأثيراتها على عملائها من شركات الخطوط الجوية. وسجلت كميات الشحن انخفاضاً طفيفاً بنسبة 1% إلى 727 ألف طن بسبب انخفاض الطلب في سوق الشحن الجوي عالمياً.
وعززت دناتا، خلال السنة المالية 2018/ 2019، مكانتها في صناعة الشحن حيث اشترت مزيداً من أسهم “دبي إكسبرس” و”فريت ويركس ذ.م.م” وحصة أغلبية بنسبة 51% في “بولور لوجيستكس ذ.م.م، الإمارات العربية المتحدة” التي تعمل في ست دول.
وتملكت دناتا حصة أغلبية في شركة دوبز DUBZ، الفائزة بحاضنة “انطلاق” في دبي. وتقوم الشركة بتوصيل أمتعة القادمين إلى دبي وجمع أمتعة المسافرين من دبي ونقلها إلى كاونترات إنهاء إجراءات السفر وإصدار بطاقات صعود الطائرة.
وواصلت دناتا الاستثمار في التكنولوجيا لتحسين العمليات ورضا العملاء. وأطلقت عدداً من الحلول التقنية ومن ضمنها: نظام جديد لإدارة الموارد قائم على الذكاء الاصطناعي، ومركبات ذاتية القيادة، وتحليلات متقدمة لتحسين العمليات في مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي، وأداة “وان كارغو” الجديدة الأولى من نوعها لمزودي الخدمات الأرضية، وهي حل لرقمنة عمليات الحجز والخدمة لضمان تجربة سلسة في مناطق تسليم الشحنات، ومنصة مشاركة موحدة للعملاء بين وكلاء الشحن ودناتا.
وارتفعت عائدات قسم عمليات المطارات الدولية في دناتا بنسبة 5% إلى 4 مليارات درهم (1.1 مليار دولار)، وذلك نتيجة لنمو حجم العمليات وفتح مراكز جديدة والفوز بعقود جديدة. ولا تزال عمليات المطارات العالمية تمثل أكبر قطاع للأعمال في دناتا من حيث المساهمة في العائدات. وارتفع عدد الطائرات التي تمت مناولتها بنسبة 9% إلى 488 ألف طائرة، وسجلت كميات الشحن التي تمت مناولتها نمواً أيضاً بنسبة 1% إلى 2.4 مليون طن.
وفازت دناتا بأكثر من 100 عقد جديد في أسواق رئيسة، شملت الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا وإيطاليا، وترافق ذلك أيضاً مع المحافظة على عملائها الحاليين.
واستثمرت دناتا أيضاً في توسيع عمليات الشحن خلال السنة المالية 2018/ 2019. وافتتحت منشأة حديثة في مطار بروكسل الدولي (بلجيكا)، بمساحة بلغت 14 ألف متر مربع، وأطلقت حلول شحن متخصصة عبر منشآتها في دالاس (الولايات المتحدة الأميركية) ولندن هيثرو (المملكة المتحدة) وأديليد (أستراليا) وكراتشي (باكستان). كما قامت بتحديث منشآتها القائمة في سنغافورة وأمستردام (هولندا). وتلبية لنمو الطلب من قبل العملاء، استثمرت دناتا في توسيع عملياتها في جاتويك ومانشستر (المملكة المتحدة) وافتتحت منشآت شحن حديثة في مطاري إسلام أباد ومولتان (باكستان) تضمّنت أول نظام تخزين واسترجاع آلي في باكستان.
كما استثمرت دناتا في منشآت مخصصة لمناولة الأدوية، توفر أعلى قدرة على نقل الأدوية في المملكة المتحدة وهولندا وأستراليا وسنغافورة. ويتجلى تميز وجودة خدمات المناولة التي توفرها الشركة في نيلها شهادات وجوائز مرموقة شملت اعتماد مركز تميز المدققين المستقلين لخدمات مناولة الأدوية CEIV في دبي وتورنتو وشهادة اعتماد التوزيع الجيد للمنتجات الدوائية في لندن وزيوريخ.
ورفعت دناتا حصتها إلى 70% في “إيربورت هاندلينغ Airport Handling SPA”، الشركة الإيطالية للمناولة الأرضية التي تتخذ من ميلانو مقراً لعملياتها، كما فازت مجدداً بعقد المناولة الأرضية والشحن في مطار زيوريخ الدولي حتى 2025، ما يتيح لها خدمة العملاء بسلاسة. وفي أميركا الشمالية، أطلقت الشركة خدمات مناولة أرضية وشحن في لوس أنجلوس كما بدأت خدمة الركاب في مطار نيويورك جيه إف كيه الدولي.
وبلغت عائدات دناتا لتموين الطائرات 2.6 مليار درهم (717 مليون دولار) بنمو كبير نسبته 23%. وقامت الشركة بتحميل ما يزيد على 70 مليون وجبة طعام إلى العملاء من شركات الخطوط الجوية، بنمو 27%.
وجاءت هذه النتائج بفضل استحواذين رئيسين: شراء دناتا عمليات تموين الطائرات التابعة لكوانتاس “كيو كيترينج ليميتد” و”سناب فريش ليميتد”، والاستحواذ على شركة “121 إنفلايت كيترينغ” في الولايات المتحدة الأميركية وإضافة عملاء جدد وتوسيع شراكات قائمة، خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة ورومانيا وجمهورية التشيك وإيطاليا.
وافتتحت دناتا خلال العام منشأة تموين حديثة في كانبيرا (أستراليا) مساحتها 2000 متر مربع وبطاقة إنتاجية تزيد على 60 ألف وجبة شهرياً. وفي أميركا الشمالية، أطلقت دناتا عمليات في نيويورك وناشفيل وأورلاندو عقب استحواذها على شركة “121 إنفلايت كيترينغ”. وسوف تبدأ الشركة عملياتها في مرافق خاصة في بوسطن وهيوستن وفانكوفر خلال الربع الأول من السنة المالية الجديدة، كما ستبني مزيداً من المنشآت في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية.
وسجلت عائدات دناتا لخدمات السفر نمواً بنسبة 9% إلى 3.7 مليارات درهم (مليار دولار). وسجلت قيمة الصفقات الإجمالية الأساسية TTV لخدمات السفر المباعة نمواً بنسبة 2% إلى 11.5 مليار درهم (3.1 مليارات دولار(.
ويعكس هذا الأداء قدرة دناتا على الاستفادة من مجموعة واسعة ومتنوعة من قطاعات السفر وخدمة عملائها، ما يعوض جزئياً تباطؤ الطلب على سفريات الشركات والأفراد في المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، أكبر سوقين للشركة.
ودخلت دناتا، خلال السنة المالية 2018/2019، السوق الألمانية ووسعت خدمات السفر في أوروبا عقب استحواذها على “تروبو Tropo”، وهي شركة سياحية تروج برامجها من خلال وكلاء السفر عبر الإنترنت ووكالات السفر المستقلة. كما استحوذت على حصة أغلبية في “بيغ داتا فور ترافل” BD4travel، وهي شركة تقنية حائزة جوائز تقدم حلول تكنولوجيا معلومات قائمة على الذكاء الاصطناعي في صناعة السفر.
وطورت دناتا عمليات مراكز الاتصال الخاصة بها، حيث أكملت بناء منشأتها الثانية في كلارك (الفلبين)، كما اشترت منشأة في بلغراد. وأصبحت بذلك تخدم 14 موقعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة وصربيا والفلبين والهند والمملكة المتحدة. ونجحت الشركة، بفضل إمكاناتها وقدراتها، في تمديد عقودها مع عملاء رئيسيين بما في ذلك توقيع عقد جديد مدته خمس سنوات مع الاتحاد للطيران تقوم بموجبه بتشغيل عمليات مركز الاتصال الخاص بالناقلة حول العالم.