كتب – ابراهيم احمد
قالت الدكتورة نجوى نصار، رئيس قسم الروماتيزم والتأهيل بكلية طب جامعة عين شمس، إن مرض الألم العضلي الليفي أو “الفيبروميالجيا”، يصيب مرضاه لأسباب كثيرة، ويكون عادة مصاحب لبعض الأمراض الروماتيزمية، وفيه يشعر المريض بوجود ألم عضلي منتشر، يُصاحبه إرهاق، وفي بعض الأحيان اضطرابات في النوم، ومشكلات في الذاكرة، وأحياناً صداع شديد، وقلق، وتوتر، ومتلازمة “القولون العصبي”.
وأضافت “نصار”، في كلمتها خلال مؤتمر إطلاق الحملة القومية للتوعية بالمرض بمشاركة المجلس القومي للمرأة، أن الباحثين يعتقدون أن الإصابة بتلك الأعراض وهذا المرض تأتى نتيجة إرسال بعض الإشارات من المخ إلى الجسم تُزيد من حدة الألم، وهي الأعراض التي تظهر عادة بعد وجود صدمة بدنية أو جراحة أو التهاب أو ضغط نفسي شديد، وتتراكم حتى تظهر في صورة ألم قوى في عضلات الجسم.
وأوضحت أن نسب الإصابة بالمرض مرتفعة جداً لدى السيدات عن الرجال، حيث أن نسب الإصابة به تُسجل 8 الإناث مقابل حالتين فقط من الذكور تقريباً.
وأشارت إلى أن هناك محاولات علمية للتوصل إلى كون هذا المرض هل هو “أساسي”، أم مصاحب لبعض الأمراض الروماتيزمية، وهناك علاجات تعمل على التحكم بالمرض، بالإضافة لبعض التمارين التي يتبعها المريض، بالإضافة للعمل على التغيير في حالته النفسية ليشعر ببعض الراحة.
وأوضحت “نصار”، أن البعض قد يعتقد أن المريض “يمثل” عليهم التعب، أو مجرد “تهيؤات”، لكنه في النهاية هو اضطراب جسدي عضوي حقيقي، لافتة إلى أن هذا المرض ليس معدي، وليس تصاعدي أو تناكسي.
وقالت الدكتورة ريهام علي، استشاري الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للعلاج المعرفي السلوكي، إن السيدات من الأكثر إصابة بهذا المرض، مثل الكثير من الأمراض الأخرى، مثل اضطرابات القلق، والشخصية، مع وجود الآلام كثيرة في حياتهم الشخصية مثل “الدورة الشخصية”.
وأضافت رئيس “الجمعية المصرية”، في “المؤتمر”، أن علاج المرض يكون جزء علاجي، وأخر “نفسي”، وأخر رياضي، حيث أنه يكون برنامج علاجي كامل يقلل الإحساس بالألم، ويحافظ على واجبات ومسئوليات الإنسان، وواجبته المجتمعية، حتى يشعر بالرضا، وأهمية حياته.
وأوضحت “علي”، أنه يتم العلاج بشكل معرفي سلوكي، بحيث يتم توعيته بالمرض، وتأثيره، ونخفف التوتر الذي يصاحبه حتى لا تؤدي لمزيد من الآثار السلبية له.
وأشارت إلى أن الحركة هي علاج أساسي للقلق والاكتئاب، وكذلك “الفيبروميالجيا”، ناصحة بالسير لمدة 10 دقائق على أقل تقدير، لمدة يومين أسبوعياً على أقل تقدير، موضحة أن الرياضة لها تأثير إيجابي للغاية في العلاج، موضحة أن “اليوجا” قد تستخدم في العلاج، وكذلك كل الوسائل التي تؤدي لشعور الجسم للراحة والاسترخاء،
فيما، قالت الدكتورة علا رجب، أستاذ الروماتيزم والتأهيل بكلية الطب في جامعة القاهرة، إن نسبة الإصابة بهذا المرض في العالم تبلغ 1.7% فقط من تعداد السكان العالمي، حسب دراسات وأبحاث عالمية في هذا الصدد، مؤكدة على أهمية التعامل مع المرض بأنه من الممكن أن يصيب البعض.
وثمنت “رجب”، من تأثير دواء “Duloxetine”، الموجود في السوق المصرية في علاج هذا المرض، وأنه عقار آمن تماماً، موضحة أن القلق يصيب بالتوتر، وقد يؤدي للإصابة بالمرض.
وأوضحت أنه كان يتم تشخيص المرضى المصابين للعلاج على أنهم مرضى نفسيين، لكن مؤخراً تم اعتباره مرض مستقل بذاته، لافتة إلى أن هذا الدواء له تأثير إيجابي جداً في القضاء على الاكتئاب والحالة المزاجية والتوتر والفزع.
وأشارت إلى أن العلاج أظهر وجود تأثير إيجابي في علاج “السلس البولي”، وكل مشاكل “الفيبروماولجيا”، مشددة على أن الإصابة بالآلام في العضلات مع القلق والاكتئاب مؤشر على الإصابة بهذا المرض.
ولفتت إلى أن الإصابة بهذا المرض يتم علاجه عبر إشعار المريض بالسعادة الداخلية، وعبر أنشطة مثل اليوجا والسباحة والمشي.
وأكدت على أهمية المجموعات العلاجية في الدعم النفسي للمرضى، حتى يستطيعوا استخدام العلاجات بنتيجة أكثر فاعلية، حيث أن مدة العلاج قد تصل لـ6 أشهر.
وأوضحت أن هذا العلاج يساعد على النوم، ويؤخذ للمرضىى لو جلسوا 3 ساعات دون قدرتهم على النوم؛ فهو علاج ممتاز للنوم، بشرط الوصفة الطبية العلاجية له.