يشعر الطلبة أثناء فترة الدراسة بضغوط نفسية تولَّد من تراكم تكاليف ومتطلبات الدراسة، ويترتب على ذلك الكثير من السلبيات، إذ تجثم هذه الضغوط بأثقالها على عزيمتهم ورغبتهم في الدراسة، فإما أن تضعهم في حالة استنفار للتصدي لآثارها، او الإستسلام والعجز عن مواجهة سلبياتها، بل إن الأمر قد يصل في بعض الأحيان إلى التفكير الجاد في الإنتحار، وهو ما حدث بالفعل في “كلية الطب” جامعة عين شمس، حيث وُجدت رسالة من طالب على باب حمَّام بالكلية، مضمونها انه سوف ينتحر، ويأتي ذلك بسبب الضغط الدراسي الرهيب الذي يتعرض له الطلبة وليأسهم من إستكمال الدراسة بسبب ما تُعرف به كلية الطب خصوصاً من ثِقَل منهجها التعليمي، ناهيك عن كثرة الإمتحانات بالكلية والأبحاث والمتطلبات المتواصلة على مدار العام الدراسي وطول مدة الدراسة.
ومن خلال التحدث مع أحد طلاب الفرقة الثالثة بالكلية، الطالب “مصطفى عبد العزيز” وبسؤاله عن واقع الدراسة بالكلية والمهام المُكلفين بها، وما هو السبب الرئيسي الذي يمكن أن يؤدي بطالب إلى التفكير في الإنتحار، أوضح أن فكرة الإنتحار بدايةً تُعتبر “فِكرة مرضية”، حيث شخصها بأنها إحدي الأزمات النفسية الناتجة عن الإكتئاب.
فيكون الشخص مستعداً للإنتحار إذا تعرض لضغط مماثل لضغط الدراسة، كما أوضح أن العامل الأساسي الذي يسبب أكبر قدر من الضغط النفسي للطلبة، هو كثرة الإمتحانات بالكلية على مدار العام الدراسي، حيث يدخل الطالب فيما أسماه “بالدائرة المُغلقة” وهي أن يكون الطالب داخل حلقة من الإمتحانات والمهام التي لا يمكنه التغافل عنها يوماً واحداً وإلا سبب ذلك إقصائه خارج تلك الدائرة، وبالتالي لن يستطيع المواصلة في العام الدراسي بجانب إحساسه بالفشل والإحباط وهو ما يُمكن أن يدفعه إلى الإنتحار.
ويرى أنه هناك بعض الحلول التي يُمكن أن تساعد هذا الطالب “المُحبَط” في مثل هذه الحالة.
وأولها أن يكون هناك رعاية طبية “نفسية” داخل الكلية تساعد الطلبة على التخلص من هذه الخواطر السلبية، كما أنه للأساتذة عامل كبير على نفسية الطالب بما يقومون به من محاولات لتشجيع الطلبة من خلال التحدث المُستمر معهم، ومحاولتِهم لتبسبط الدراسة عليهم، وعلى النقيض إذا قاموا بالعكس، فسوف يترتب على ذلك مزيد من الإحباط واليأس.
وأضاف ان زملاء الدراسة ايضاً يقع على عاتقهم واجب مساعدة زميلهم في هذه الحالة، من خلال مساندته وإبتكار نصائح غير تقليدية يقدموها له، ويحاولوا مساعدته بكل الطرق المباشرة والغير مباشرة دون أن بتأثروا بطاقته السلبية.
ومن جانبي فإنني أرى أنه من الأفضل أن يُمهل الطالب نفسه بعد الثانوية العامة في التفكير فيما يريد تحديداً أن يدرس، ويتغافل عن ان لهذه الكلية “كلية الطب” مكانة مرموقة بين الناس وأنها كلية قمة وما إلى ذلك..
بل يجب ان يدرس ما يرى فيه نفسه سوف يتحمل كل الصعاب والضغوطات التي قد تواجهه، لأن حبه للمجال الذي اختاره بنفسه سوف يكون حافذاً قويا له على تحمل تلك الصعوبات.
وبجانب ذلك لابد أن يفكر طالب الطب بأنه سوف يحمل لواء شفاء الناس بعد التخرج، فهو اداة المولى عز وجل في تحقيق الشفاء للمرضى، وأنه مُأجر على ذلك بأجر عظيم يستحق المثابرة وتحمل كل ضغوطات الطريق، حيث ينطبق عليه قول المولى عز وجل في سورة المائدة “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.