B خبراء : "تدخين الفتيات" كارثة اجتماعية وانحراف عن العادات والتقاليد يشوه أجسامهن ويؤخر فرص الحمل - جريدة الوطن العربي
عاجل
الرئيسية » الأخبار العربية » خبراء : “تدخين الفتيات” كارثة اجتماعية وانحراف عن العادات والتقاليد يشوه أجسامهن ويؤخر فرص الحمل
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/
صورة -" أرشيفيه"

خبراء : “تدخين الفتيات” كارثة اجتماعية وانحراف عن العادات والتقاليد يشوه أجسامهن ويؤخر فرص الحمل

تحقيق : دعاء أبوبكر

بات مظهر المرأة وهي تدخن” الشيشة  والسجائر”غير مستغرب في العديد من المقاهي والاماكن العامة، ولكن الآراء تباينت تجاه تلك الظاهرة، فالبعض يتقبلها بمنطق الحرية الشخصية ولا يعتبرها معيارًا صائبًا لتقييم مستوى أخلاق المرأة اوالفتاة وثقافتها، والبعض الآخر يستنكرها ويراها تنافي الطبيعة والفطرة التي خلق الله المرأة عليها.

 يعد التدخين عادة دارجة بين الشباب في مختلف الفئات العمرية، إلا أن هذه العادة تفاقمت مؤخرًا بين الفتيات بشكل ملحوظ، حيث بات تواجدهن بالمقاهي المختلفة لتدخين الشيشة والسجائر أمرًا عاديًا يتنافسن على إظهاره أمام الجميع بصورة ملحوظة.

ومع مرور الوقت، وزيادة انتشار الظاهرة المخالفة للعادات الشرقية المتعارف عليها، بدأت الفتيات من كافة الشرائح العمرية والطبقات المجتمعية المختلفة، في اتباع هذه العادة التي تحولت من شاذة  يستمتعون بها فيما بينهن، إلى أمر طبيعي ومعتاد.

وذلك وفقًا لما رصدته جريدة {الوطن العربي }لعينه عشوائية لعدد من الحالات التي اعتاده علي التدخين، لمعرفة الاسباب الحقيقية وما الدوافع الاساسية بالاضافة الي معرفة آراء الخبراء والمختصين في هذا الشأن .

فتيات بحب اشوف الدخان المتطاير اثناء التدخين

عبارة “بحب ألعب بالدخان” أصبحت الأكثر ترديدًا بين الفتيات في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 15 إلى 17 عامًا، حيث أصبح تطاير الدخان في الجو بعد خروجه من أنفاسهن، بمثابة المشهد الذي يدفعهن للرغبة في استكمال شرب السجائر أو الشيشة.

 فتتذكر “يارا”  -اسم مستعار- البالغة من العمر 15عامًا، حينما كانت تلعب بالعرائس والمكعبات في فترة الطفولة، إلا أن مع تطور الأجيال، بدأت في التخلي عن هذه الألعاب الصامتة، واللجوء إلى دخان الشيشة:”ليها مزاج وطعم خاص زي ما تكون نوع من أنواع الحلويات”.

الانفتاح الأسري بطل انتشار الأزمة

 يعد الانفتاح الأسري، أحد أبزر مسببات الأزمة، والذي يتصدر عوامل تفشي الظاهرة في المجتمع، حيث أنه أسلوب يشجع الفتيات على الانجراف بحرية نحو المخاطر بلا تفكير، خاصة المراهقات من بينهن.

 فلم تخفي طالبة الثانوية العامة، ياسمين رجب – اسم مستعار-  عن والديها تدخينها للشيشة، حيث أن اعتيادها على مشاهدتهما يمارسان هذا السلوك باستمرار أمام الجميع بصورة طبيعية، دفعها لتقليدهما باعتباره عادة ترسخت منذ ذلك الحين في ذهنها على أنها طبيعية ولا يوجد منها ضرر أو أزمة:“عشان أنا أهلي تفكيرهم أوبن مايندد”.

 الأمر نفسه، تكرر مع “هند” –اسم مستعار-الفتاة العشرينية، التي أكدت أنها تدخن الشيشة باستمرار وسط عائلتها وأمام أعمامها ووالديها:“مش أحسن ما أشربها من وراهم”.

التفكك الأسري يؤدي للانحراف

 التجربة الأولى لطالبة المرحلة الإعدادية حنان-اسم مستعار-، كانت منذ عامين، حينما التحقت بالصف الأول الإعدادي، حينها قررت أن تتوجه مع صديقتها إلى أحد المقاهي لتجربة الشيشة:“من وقتها حبيتها عشان بخرج فيها خنقتي وتعبي من الحياة”.

 فتتذكر “حنان” جيدًا سبب اندفاعها نحو كل ما يخالف المعتاد، وتجربة كل ما يؤدي للأذى، بعدما تربت على كره والدها بعد تركه للمنزل قبل أن تتم الفتاة عامها السادس، وهو ما كان سببًا دائمًا لتراجع مستواها الدراسي ورسوبها عدة مرات، بسبب عدم وجود رب المنزل القادر على محاسبتها، وهو الأمر الذي يدفعها  نحو طريق الانحراف تلقائيًا.

العنف يولد انهيار المبادئ

كان الضرب والتعنيف هي أبرز الأسباب التي دفعت “هاجر” –اسم مستعار-للهروب من منزل أسرتها واللجوء إلى أحد مقاهي وسط البلد، حيث ألقت بنفسها بين دخان الشيشة، الذي منحها شعورًا بالحرية، لتنشأ بين الشيشة والفتاة العشرينية علاقة إدمان لا تتمكن من الانقطاع عنها:“ضربهم فيا هو اللي عمل كده وخلاني مش طايقة البيت”.

وجدت “هاجر” في الشيشة ملاذها للهروب من الواقع المؤلم، فتروي أنها كلما تعرضت للعنف والاعتداء بالضرب من قبل أخيها أو والدها، كانت تلجأ إلى المقهى لشرب الشيشة التي تخفف آلامها:“مبحسش إني بعمل حاجة بحبها غير وأنا بشربها”.

المعرفة بالأضرار لا تمنع الظاهرة

 بالرغم من أن نورهان عثمان – اسم مستعار- الفتاة ذات الواحد وعشرون عامًا، تعلم جيدًا بمخاطر الشيشة الصحية وأضرارها ونظرة المجتمع لها، إلا أنها لا تتمكن من التراجع عن تناولها كلما مرت بجوار المقاهي:“حاولت كتير أمنع نفسي عنها بس أول ما بدخل الكافيه مبقدرش أقاوم ريحتها.. لكن مبشربش سجاير”.

 لم تصل الفتاة العشرينية، إلى مرحلة إدمان تدخين الشيشة، لكن وجود المال الوافر بحقيبتها، يجعل منها أكثر ضعفًا أمام الشيشة ورائحتها:“كنت باخد فلوس كتير.. ومن كتر الفلوس في شنطتي مكنتش بعرف أوديها فين غير إني أشرب شيشة لما بخرج مع صحابي بس.. لكن أنا مش مدمنة هي بتريحني نفسيًا”.

تقبل الرجال للظاهرة

 مع مرور الوقت، اعتاد أغلب الرجال على تقبل الظاهرة التي انتشرت مؤخرًا بصورة كبيرة، حيث بات مشهد تدخين السيدات للسجائر والشيشة أمر اعتيادي، وهو ما تراه رانيا مصطفي – اسم مستعار-  الفتاة التي لم تتجاوز الثمانية عشر عامًا من عمرها، حينما تقوم بتدخين الشيشة أمام خطيبها.

 فبالرغم من أن خطيب رانيا مصطفي-اسم مستعار-، يرفض التدخين، إلا أنها تدخنها باستمرار أمامه دون أن يبدي أي اعتراض على الأمر:“الموضوع مش راجل وست.. كل واحد بيعمل الحاجة اللي بيحبها طالما مش عيب”.

وتقول “مها محمود”-اسم مستعار- (30 عامًا) تعمل في وظيفة مرموقة، إن إقدامها على تدخين الشيشة كان صدفة، حيث كانت بصحبة صديقة لها طلبت منها أن تصحبها إلى أحد المقاهي لتتناول «حجر شيشة ومشروب».

وتابعت: «مع الوقت اعتدت على ذلك، وأصبحت مدخنة للشيشة رغم أنني أدخن أساسًا سجائر»، وتضيف: «أنا لا أرى عيبًا في تدخيني الشيشة. المرأة اليوم من حقها فعل أي شيء، فإن أفعل شيئًا أمام الجميع أفضل من فعله في الخفاء».

الفتيات المدخنات تفاضل ما بين الارتباط والزواج ..والامنتاع عن التدخين

اما “رشا محمد” – اسم مستعار- فقد دخلت عالم التدخين من باب التجريب مع الأصدقاء والامر تطور لتدخين الشيشة, وتقول انها محتارة الآن بين الزواج وترك التدخين فهي تفضل التدخين على زوج لا يتفهم حاجتها للسيجارة.

 اما “ميرفت أمين” -اسم مستعار-أرملة : اصبحت ادخن بعد ان فقدت زوجي الذي ترك لي خمسة ابناء , ولم أعد أستحى من التدخين امامهم ولكنني غير راضية عن نفسي.

 فى بداية الامر بعد وفاة زوجي الذى كنت احبه كثيرا اشارت علي صديقة بأن التدخين ربما يخرجني من حالة حزني وبالفعل سلكت هذا الطريق منذ عام 98 وحتى الآن ولكن انوى ترك التدخين لان ابنائى اصبحوا رجالا

خبراء : كارثة اجتماعية وانحراف عن العادات والتقاليد يشوه أجسامهن ويؤخر فرص الحمل

الرغبة في إثبات الذات تدفع الفتيات للتدخين

 وحول الظاهرة، أكد الدكتور جمال طه، أستاذ الطب النفسي، أن اتجاه الفتيات إلى تدخين الشيشة  ما هو إلا تقليد وفراغ وإثبات الذات، لافتًا إلى أن تلك المرحلة يكون لدى البنات اتجاهات نفسية مختلفة ومتضاربة وتحتاج إلى الاحتضان والمتابعة من الأهل

وأشار “طه” ، إلى أن الفتيات في سن المراهقة تتردد بداخلهن طوال الوقت عبارة “أنا مختلفة”، موضحًا أن هذه العبارة تولد لديها رغبة بإثبات ذاتها بتدخينها للشيشة في الأماكن العامة دون استحياء لتصل للناس تلك الرسالة.

ونوه أستاذ الطب النفسي، إلى أن متابعة الفتيات وخاصة المراهقات من بينهن للموضة الغربية، هو أحد أبرز أسباب رغبتها في التمرد على التقاليد دون الأخذ في الاعتبار أنها في مجتمع شرقي، مضيفًا أن تقبل الأب أو الأم لتدخين الابنة، يمثل سلوكًا شذوذيًا لايجدر تعميمه على كافة الفتيات في المجتمع، حيث أنه سلوك فردي ينبع من التربية وصولًا لاندماج الحضارات والانفتاح الخاطئ.

من جانبه : د.“أحمد حنفي “الباحث الاقتصادي والتنموي بمركز بحوث الصحراء والخبير التربوي  يقول إن ظاهرة التدخين بين المراهقين خاصة الفتيات تعد كارثة اجتماعية وانحرافا عن العادات والتقاليد يعانيه المراهق والمراهقة بدافع الاستهواء والرغبة فى التقليد الاعمى كتجربة مثيرة و40% من المدخنين من المراهقين والاطفال يكون الأب أو الام أو أى فرد من أفراد الأسرة مدخنا باختصار افتقاد النموذج والقدوة خاصة مع انشغال الآباء بالعمل والضغوط الحياتية .

وارتفاع المستوى الاقتصادى للاسرة حيث يعتقد ان زيادة مصروف المراهق على الحاجة ظنا أنه سيعوضه عن الاهتمام الكافى والاستماع إلى الابن أو الابنة ومناقشة مشكلاتهم مع عدم استثمار وقت الفراغ وعدم وضوح الهدف والوعى بمخاطر عادة التدخين الكريهة والشعور بالملل وفقدان الثقة بالنفس يكون التدخين وسيلة وليست غاية للهروب من المشكلات الشخصية والعائلية فالأطفال يشترون السجائر فى ظل غياب الرقابة الايجابية والتدخين أولى خطوات الادمان.

وتطرق الخبير التربوي ليفتح المجال لتساؤل عما هى الاسباب لهذا السلوك الغريب على مجتمعنا خاصة عندما ربط تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصلة البالغة بين التدخين وأمراض القلب والاوعية الدموية التى تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية للوفاة فى العالم بنسبة تصل إلى 44% من الوفيات من 17 مليون حالة وفاة سنويا وأن التعرض للتدخين غير المباشر يقتل أكثر من 7 ملايين شخص سنويا حول العالم.

كما أفاد تقرير منظمة الصحة العالمية ان نحو ما يزيد على 7% من 24 مليون طفل ما بين صبى وفتاة فى سن ما بين 13 و15 سنة يدخنون السجائر.

وأشاد “مني عبد التواب ”  الخبيرة التربوية والمتخصصة بشئون المرأة والطفل  بنجاح صندوق علاج مكافحة التدخين والمخدرات التابع لوزارة التضامن فى تقديم إعلان محمد صلاح فالإعلان عبقرى وبسيط حيث لعب دورا مهما وايجابيا فى تراجع نسب التدخين والادمان لما قدمه من وسائل للاقلاع عن تلك العادة السيئة كما أنه يصحح الصورة الذهنية لما أفسده الاعلام والدراما من عرض وربط الابطال المحببين بعادة التدخين كإحدى أدوات الابتكار والسعادة والبحث عن الحلول ايضا يجب عرض قصص ونماذج لنجوم مثل محمود عبد العزيز وأحمد زكى وغيرهما انتهت حياتهم بسبب التدخين.

د.“أحمد نائل”استشارى جراحات الأورام والتجميل فى جامعة القاهرة يقول: بالفعل أصبح تدخين المراهقات ظاهرة سيئة تحت تأثير الاصدقاء وطبقا لآخر الابحاث ثبت أن هناك ارتباطا كبيرا بين تدخين السجائر وارتفاع نسب الاصابة بمختلف أمراض السرطان مثل «عنق الرحم» تحديدا وسرطان الثدى هذا إلى جانب الاصابة بسرطان الفم واللسان والبلعوم ويزيد نسب الاصابة بالفشل الرئوى وتجلط الدم، مما يؤدى إلى حدوث جلطات مفاجئة والوفاة الفورية خاصة فى سن العشرينيات وتشوه شكل الجسم وخلل فى افراز الهرمونات وتأخر فرص الحمل .

ويضيف د.“أحمد نائل” أن من عواقب التدخين انقباض الأوعية الدموية وقلة وزن المولود عن الطبيعى وضرورة وضعه داخل حضانة كما يؤثر التدخين على حدوث سن اليأس من 40 بدلا 45 بمعنى تأثير سلبى على صحة وأنوثة المرأة وزيادة آلام الدورة الشهرية و تكيسات الثدى وتغيير شكل أنسجته وتغيير هرمونات جسم البنات والسيدات مما يؤدى إلى زيادة الاضطرابات النفسية والعصبية فالبنت التى تعتاد التدخين تفقد جزءا كبيرا من أنوثتها فى الوقت الذى لا يتقبلها فيه المجتمع الشرقى الذى يختلف عن المجتمع الغربى الذى منع التدخين وحدث تراجع وتوقف فيه قطاع كبير التدخين ويقترح استشارى الجراحات رفع أسعار السجائر حتى يصعب شراؤها.

 

 

 

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيفا فارما تعلن الحصول على موافقة هيئة الدواء المصرية لطرح أنسولين “جلارجيفين”

كتب ابراهيم احمد وافقت هيئة الدواء المصرية على إطلاق حقن الأنسولين “جلارجيفين” المحتوى على مادة ...