كتب – ابراهيم احمد
قدم ملايين المواطنين الأردنيين وآلاف المؤسسات الأردنية دعمهم لقضية الحفاظ على المياه في المملكة، وذلك بعد إطلاق حملة دعائية فريدة من شركة “مياهنا”، بالتعاون مع وكالة “ميماك أوجلفي” العالمية للدعاية والإعلان، حيث قامت الشركة بإزالة النقاط من الشعارات المكتوبة باللغة العربية، بما يغير معناها، لتسليط الضوء على أهمية النقطة الواحدة والفرق الكبير الذي يحدثه غيابها.
وحققت الحملة التي انطلقت تحت شعار “لا تستهين بالنقطة” ما يقارب 50 مليون ظهور خلال المرحلة التشويقية وحدها، والتي بدأت في 28 يوليو/حزيران 2019.
ويعتبر الأردن من أفقر دول العالم مائياً، بسبب محدودية مصادره المائية وعدم انتظام المواسم المطرية والتغير المناخي، وتبلغ حصة الفرد الواحد من المياه حوالي 100 متر مكعب سنوياً؛ وهي أقل بكثير من حد الفقر المائي العالمي البالغ 1,000 متر مكعب، ويستهلك الأردنيون ضعف كمية المياه المتاحة من مصادر متجددة، ما يشكل ضغطاً هائلاً على موارد البلاد، ويزيد من ضرورة التوعية بأهمية الترشيد في استهلاك حتى أصغر كميات المياه في المملكة.
وسعياً منها لزيادة الوعي من خلال التعريف بمختلف الحقائق حول موارد البلاد المائية، قامت حملة “مياهنا” في المرحلة التشويقية التي استمرت لأربعة أيام باستغلال المعنى المزودج لكلمة “نقطة”. حيث قامت بإزالة النقاط من نصوص الحملة، وبالتالي جعلت قراءتها صعبة، ما يرمز للأهمية الكبيرة التي تكتسبها كل “نقطة”. ولزيادة الترقب في المجتمع الأردني، أزالت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية الكبرى في المملكة النقاط من شعاراتها وأسمائها، كما أصبح وسم “#لا_تستهين_بالنقطة” من الوسوم الأكثر انتشاراً، حيث حقق 46 مليون ظهور. وبعد المرحلة التشويقية، تم تقديم معلومات وحقائق مفصلة وطرق عملية لتوفير المياه.
وقال السيد عروة الفلايلة، رئيس وحدة الاتصال والتوعية المائية في شركة “مياهنا”: “نجحت حملة ‘لا تستهين بالنقطة‘ في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموارد المائية في الأردن، الذي يعد من أفقر بلدان العالم مائياً، ونحن نسعى إلى زيادة الوعي وتحفيز المواطنين للحفاظ على المياه من خلال تبني ممارسات بسيطة. نحن سعداء جداً بتفاعل ملايين المواطنين ومئات المؤسسات مع الحملة ودعمها، ونأمل في شركة ‘مياهنا‘ أن تكون هذه الحملة استمراراً لمرحلة واعدة تجمع الناس خلف هذه القضية الوطنية الهامة”.
ومن جانبه، قال السيد محمد كمال، المدير العام والمدير الإبداعي لشركة “ميماك أوجلفي” في الأردن: “نتشرف بأن تضع شركة المياه الأردنية، “مياهنا”، ثقتها بنا لمعالجة هذه القضية الحيوية والملحة داخل بلدنا الحبيب. لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بشكل عام جزءاً لا يتجزأ من روتين حياتنا اليومي، فيما تعتبر اللغة جانباً جوهرياً من أي تفاعل أو تواصل. وهكذا وجدنا أن الدمج بين هذا الأمر وتطلعات الحملة الأساسية سيؤدي في نهاية المطاف إلى إثارة المشاعر داخل المجتمع الأردني بطريقة فريدة”.
يذكر أنه تم تنظيم الحملة بالتعاون مع وزارة المياه والري، وسلطة المياه، وأمانة عمان الكبرى، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من خلال مشروع “مبادرة إدارة المياه” الخاص بها.