كتب – ابراهيم احمد
اليوم العالمي للتلفزيون ، الذي يحتفل به عالمياً في 21 نوفمبر، بوسيلة الإعلام كمصدر رئيسي للأخبار والمعلومات والتثقيف والترفيه. ونظراً لتزايد تغطية الإذاعة التلفزيونية على الصعيد العالمي وتدفقها المستمر في أجهزة محمولة متعددة، فقد أصبح التلفزيون جزءاً لا يتجزأ من الحياة، إذ يمثل 80 في المائة من إجمالي حركة الإنترنت التي يولدها المستهلكون.
لقد وضع الاتحاد الدولي للاتصالات، منذ إصداره المجموعة الأولى من المعايير التقنية للتلفزيون قبل 70 عاماً في سنة 1949، المعايير المنسقة عالمياً التي حسنت تدريجياً تجربة مشاهدة التلفزيون من حيث الجودة المرئية والسمعية على السواء. وبدءاً من المعايير الأولى للتلفزيون بالألوان وصولاً إلى وضع معلمات من أجل التلفزيون ذي نسبة الأبعاد 4:3 و16:9 بشاشة عريضة، ناصر الاتحاد الانتقال إلى الإذاعة التلفزيونية الرقمية والتلفزيون عالي الوضوح (HDTV) بتمكين مزيد من الخدمات وتحسين جودة الصورة والتغطية بفضل زيادة سعة عرض النطاق المرسَل. وسعياً إلى مواصلة التأسيس على الدقة العالية للألوان التي حددها الاتحاد للتلفزيون فائق الوضوح (UHDTV)، أدخل الاتحاد التلفزيون ذا المدى الدينامي الواسع (HDR-TV) الذي يضفي على الصور مزيداً من الواقعية.
ونظراً للتنفيذ التدريجي خلال السنوات القادمة لخدمات الجيل الخامس التي تمتثل لتوزيعات الطيف والمعايير التي حددها الاتحاد للاتصالات المتنقلة الدولية-2020 (والتي يتناولها حالياًالمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية للاتحاد في شرم الشيخ، مصر)، فإن تقارب الخدمات التقليدية للإذاعة والإنترنت يمكن أن يؤدي إلى زيادة دمج محتوى وسائل الإعلام والبيانات والتطبيقات التي تستخدم شبكات النطاق العريض والمقدمة عبر مجموعة من المنصات الأرضية والساتلية والإنترنت. وقد يأتي يوم تسهِّل فيه هذه “المنصات العالمية” إيصال المحتوى إلى المستعملين النهائيين عبر مجموعة واسعة من الأجهزة ومنصات الاستقبال باستخدام التكنولوجيات الإذاعية وغير الإذاعية على السواء.
وأجرى الاتحاد وتلفزيون الأمم المتحدة (UNTV) مؤخراً لقاء صحفياً مع السيد دايفيد وود من اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) لسبر أغوار الاتجاهات والتوجهات الجديدة بشأن مستقبل الإذاعة التلفزيونية.
وقال الأمين العام للاتحاد، السيد هولين جاو “يؤدي التلفزيون دوراً حاسماً في توصيل العالم بالمعلومات والمعارف ويمثل في الوقت نفسه وسيلة غير مسبوقة للترفيه الجماهيري”. وأردف قائلاً “إن اليوم العالمي للتلفزيون يلفت الانتباه إلى العمل النموذجي الذي يقوم به الاتحاد في مجال إصدار المعايير التي تقود الاتجاهات المستقبلية في خدمات الإذاعة والإنترنت التي ستجعل المشاهدين في جميع أنحاء العالم يعيشون تجربة غامرة أكثر فأكثر”.
وقال ماريو مانيفيتش، مدير مكتب الاتصالات الراديوية “إن التلفزيون يقدم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، المعلومات والأخبار والترفيه للناس أينما كانوا”. وأضاف قائلاً “إن اليوم العالمي للتلفزيون يركز على عمل الاتحاد على مدى السبعين سنةً الماضية في مجال وضع المعايير والأنظمة الجديدة للإذاعة، ومواءمتها مع أحدث التكنولوجيات المصممة لكي يحصل الأشخاص الذين يعيشون في أنأى مناطق العالم على تغطية تلفزيونية عالية الجودة بتكلفة ميسورة”.
وفي عام 2012، فاز الاتحاد بجائزة Emmy للأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم التلفزيونية في الولايات المتحدة عن “تقييس قياس جهارة الصوت للاستخدام في الإذاعة السمعية” من أجل موازنة جهارة الصوت داخل أنظمة الإذاعة وفيما بينها.
وحصلت معايير التشفير الفيديوي التي وضعها الاتحاد بالتعاون مع المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) واللجنة الكهرتقنية الدولية (IEC) أيضاً على جائزتين من جوائز Primetime Emmy المقدمة من أكاديمية الفنون والعلوم التلفزيونية، كانت الأولى في عام 2008 عن المعيار ITU H.264 | MPEG-4 – التشفير الفيديوي المتقدم (AVC)، والثانية في عام 2017 عن التشفير الفيديوي عالي الكفاءة (HEVC، المنشور بوصفه المعيار ITU H.265 | ISO/IEC 23008-2). ويهدف مشروع التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات (VVC)، الذي يُعكف على استكماله بحلول منتصف 2020، إلى تحقيق تحسينات كبيرة لتوفير ما يصل إلى 37,7 في المائة في أداء الانضغاط بالمقارنة مع التشفير الفيديوي عالي الكفاءة.
ودعت جمعية الاتصالات الراديوية للاتحاد (25-22 أكتوبر 2019) التي اختُتمت مؤخراً إلى وضع خارطة طريق بشأن الإذاعة فيما يخص تقييم الجودة السمعية المرئية وإمكانية النفاذ والتشفير السمعي والفيديوي ودمج الإذاعة والنطاق العريض والوسائط المتعددة وغير ذلك من التكنولوجيات والتطبيقات الناشئة. وسعت الجمعية أيضاً إلى تعزيز إمكانية نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات المحددة. فالعناوين الجانبية والقنوات الصوتية التي تصف الحركة في الصورة تساعد ذوي الإعاقة البصرية بينما تسمح القدرة على الفصل بين الصوت الأمامي والخلفي بجعل الصوت أكثر وضوحاً للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. وساعد الاتحاد عدداً من البلدان النامية في الانتقال من الإذاعة التماثلية إلى الإذاعة الرقمية الأكثر منها كفاءةً بكثير، مما سمح للأشخاص الذين يعيشون في أنأى المناطق بالاستفادة من تكنولوجيا الإذاعة الرقمية.
ويتناول المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية للاتحاد، المنعقد حالياً في شرم الشيخ من 28 أكتوبر إلى 22 نوفمبر، متطلبات بعض الابتكارات التكنولوجية الرائدة. وتشمل هذه المتطلبات تحديد نطاقات تردد إضافية للاتصالات المتنقلة الدولية (IMT)، وزيادة تمكين تنفيذ شبكات الاتصالات المتنقلة الدولية-2020، وكذلك لمحطات المنصات عالية الارتفاع (HAPS) – الطائرات الموضوعة في الستراتوسفير من أجل الرحلات الطويلة جداً والمستخدمة لأغراض الاتصالات، والأنظمة الساتلية الجديدة غير المستقرة بالنسبة إلى الأرض المكونة من كوكبات متعددة وسواتل متعددة، والمحطات الأرضية المتحركة (ESIM) التي تتواصل من طائرات وسفن بحرية ومركبات برية مع سواتل في المدار المستقر بالنسبة إلى الأرض (GSO) باستخدام النطاقات Ka.