كتب – ابراهيم احمد
بدأت الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن، في الإعداد لتنفيذ برامج تدريبية متقدمة بالتعاون مع نخبة من أطباء جراحة الصدر الأمريكان بهدف انقاذ الآلاف من مرضى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي من الوفاة، حيث أن مرضهم خطير للغاية لكنه قابل للشفاء وفق مبادئ علاجية حديثة يتم العمل على إدخالها مصر في تلك المرحلة.
ووصف الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة والسكان الأسبق ورئيس “الجمعية”، المحاضرات التي قدمها الخبراء الأمريكان خلال زيارتهم لمصر بـ”القيمة للغاية”، سواء في مجال تحضير المريض متعدد الجلطات في الرئة للعمليات الجراحية أو الوسائل العلاجية المتاحة لبعض الحالات، واستعدادات العملية والمرحلة التي تليها، موضحاً أننا نسعى لتوطين تلك العلاجات الحديثة بمصر، مثلما تم توطين جراحات القلب والقساطر القلبية وغيرها في السنوات القليلة الماضية.
وأضاف “تاج الدين”، في بيان صحفي صادر عن “الجمعية” اليوم، أن الانسداد في شرايين الرئة أو ما يُعرف بـ”جلطات الرئة” تنقسم لنوعين، أحدهما حادة والأخرى مزمنة، وأنه في بعض الحالات يتم التدخل الدوائي فقط، لكن أحياناً نحتاج لتدخلات جراحية سريعة حيث تكون حالة المريض خطيرة، وهو ما نسعى لتوطين تكنولوجيا وخبرات علاجه محلياً في المرحلة المقبلة.
وأوضح رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر، أن أسباب الإصابة بهذا المرض كثيرة، من بينها عدم الحركة كثيراً، وأحياناً عقب العمليات الجراحية أو الإصابة بأمراض مزمنة أو غيرها.
وأشار إلى أن المرض يُسبب مشاكل خطيرة مثل التأثير على الجانب الأيمن من القلب، ورفع ضغط الشريان الرؤي بما يؤدي لصعوبة في التنفس، وحالات من الدوخة الشديدة المتكررة، وآلام في الصدر.
واختتم “تاج الدين”، تصريحاته، مقدماً الشكر للمستشفى الجوي العام وشركة إيفا فارما، إحدى الشركات الوطنية الرائدة في مجال صناعة الدواء بمصر، والتي لديها الكثير من الأدوية الهامة في مجال ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، لرعاية جهود “الجمعية” في توطين تلك التدخلات الجراحية الحديثة بمصر.
من جهته، أكد الدكتور أيمن عبدالحميد، أستاذ الأمراض الصدرية، أن تلك التدخلات الجراحية وأساليبها نحتاج توطينها بمصر لإنقاذ العديد من المرضى، حيث أنه “فن” يجب أن نتقنه في الفترة المقبلة لاستئصال الجلطات المزمنة من الرئتين، مضيفاً: “الجلطات المتعددة في الشريان الرئوي مرض خطير، ولكن سيكون من الممكن شفائه”.
وأوضح أنه تم التنسيق مع الطاقم الأمريكي، والذي يصنف على كونه من أفضل الجراحين في العالم بهذا المجال للقدوم لمصر مرة أخرى، وإجراء عمليات جراحية لعدداً من المرضى، وتدريب أكبر عدد ممكن من أطباء جراحة الصدر والأمراض الصدرية لمواجهة “الحالات المميتة القابلة للإنقاذ”.
فيما، أكد الدكتور مايكل مداني، رئيس فريق خبراء جراحة القلب الأمريكيين المتعاون مع “الجمعية” في توطين هذه العمليات بمصر، أنه يُشرفه أن يقدم خبرته وتوصياته للعلاج من هذا المرض، خصوصاً وأن هناك الكثيرين يعانون منه في مصر، مؤكداً أنه من الممكن علاجهم خصوصاً مع وجود تطورات عالمية حديثة في هذا المجال.
وأشاد “مداني”، بالإمكانيات والقدرات المتاحة في المستشفى الجوي العام، مؤكداً أنه على استعداد لتقديم أي شيء لإفادة المرضى المصريين من أصحاب الجلطات في الشريان الرئوي.
وقالت الدكتورة ريم القرشي، المنسق العلمي لوحدة ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بجامعة القاهرة، إنهم نفذوا عمليات لإزالة جلطات رئوية متكررة يمكن علاجها تداخلياً بالقسطرة، مع تنفيذ حملات للتوعية عن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الدكتور يوسف أمين، أستاذ الامراض الصدرية بجامعة القاهرة، أن هناك تطوراً علمياً جديداً يحدث كل يوم في مجال “الأمراض الصدرية”، وأنهم حريصون على نقله لمصر لصالح المرضى، وإنقاذ الآلاف منهم من الموت المُحقق سنوياً.