كتب- إبراهيم احمد
كشف الدكتور طارق صفوت، رئيس جمعية الشُعب الهوائية، وأستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس، أن مادة النيكوتين الموجودة في السجائر ليست قاتلة بطبيعتها، وإنما تؤدي فقط الى زيادة سرعة ضربات القلب بشكل مؤقت، في حين أن عملية احتراق المواد الموجودة في السيجارة التقليدية مثل القطران وأول أكسيد الكربون ومشتقات البنزين ونيتروزامين هي السبب الرئيسي وراء الاضرار الناتجة عن التدخين والتي تسبب الوفاة.
وأوضح خلال جلسة “تسخين التبغ” التي كانت ضمن فعاليات اليوم الأخير من الدورة الـ 18 لمؤتمر الشعب الهوائية، أن الدراسات العلمية أثبتت أن شخصا من بين كل 10 مدخنين يستطيع الإقلاع عن التدخين بإرادته، لكن في نفس الوقت قد يتعرض إثنين من بين كل 10 أشخاص أقلعوا عن التدخين لانتكاسة ويعودون للسجائر مرة أخرى نتيجة لظروف معيشية وتوترات الحياة.
وأضاف الدكتور طارق صفوت – خلال العرض التقديمي الذي القاه امام المشاركون في المؤتمر – أن التدخين يعد أحد أنواع الإدمان خاصة وأن مادة النيكوتين إدمانيه بطبيعتها مما يجعل المدخنين لا يستطيعون الاستغناء عنها وبالتالي فمن الضروري توفير بدائل ذات احتمالية تخفيض المخاطر، مؤكدا أن تكنولوجيا تسخين التبغ يمكن أن تحقق ذلك، خاصة وأن الأبحاث والدراسات العلمية تؤكد أن تسخين التبغ عند درجة حرارة أقل من 300 درجة – وهي الدرجة التي لا يحترق عندها التبغ – يمكن أن يكون ذو احتمالية تخفيض المخاطر للمدخنين. معتبرا ذلك بمثابة وسيلة مساعدة للامتناع عن التدخين نهائيا، لافتا إلى ضرورة التعامل مع المدخن على انه مريض مثل مرضى السكر على سبيل المثال حيث يستخدمون مادة السكارين كعلاج.
ونوه صفوت إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الـFDA ، سمحت مؤخرا بتداول بدائل التبغ الخالية من الدخان التي تعمل بتكنولوجيا تسخين التبغ، بعد خضوعها لعدد كبير من التقييمات الشاملة التي أجرتها قبل الموافقة على طرحه في الأسواق، مؤكدا أن هيئة الحفاظ على الصحة العامة في إنجلترا، أكدت هي الاخرى على أن بدائل التبغ الخالية من الدخان التي تعتمد على تكنولوجيا التسخين قد تكون أقل ضررا من السجائر العادية حيث أن ا لبخار الصادر عنها يحتوى على مستويات أقل من المواد الكيميائية الضارة بنسبة 95% مقارنة بدخان سيجارة مشتعلة، غير أنّ ذلك لا يعني بالضرورة إنخفاضًا بالضرر يعادل ذات النسبة.
وحذر رئيس جمعية الشُعب الهوائية من استخدام الـ VAPING لافتا إلى انه تسبب في وفاة العشرات بالولايات المتحدة الأمريكية بعدما أضافوا إليه بعض المواد المخدرة لزيادة الانتعاش. وأن هناك 7 ألاف شركة في العالم تنتج السجائر الإلكترونية التي تعتمد على الليكود”. لكن في الوقت نفسه هناك شركات أجرت أبحاثا علمية للوصول لمنتجات تعتمد على تسخين التبغ للوصول لمنتج أقل ضررا. كما حذر أيضا من زيادة انتشار كافة أنواع السجائر وتحولها إلى “موضة” مؤكدا أن جميعها ضار لكن هناك من هو أقل ضررا.
واختتمت الدورة الـ 18 لمؤتمر الشعب الهوائية، فعالياتها الجمعة الماضية 6 ديسمبر، بعد ان استمرت لمدة 3 أيام بمشاركة 1000 طبيب بينهم 20 طبيب من أمريكا وأوروبا والمنطقة العربية، وناقش المؤتمر جميع فروع الطب في مجال الصدر والمناظير وعلاج الأورام السرطانية.