كتب ابراهيم احمد
-أكّد الدكتور منصور العور، رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، أهمية إرساء دعائم الابتكار والتميز في التعليم العالي، مستعرضاً ملامح التجربة السبّاقة التي تقودها “جامعة حمدان بن محمد الذكية” باعتبارها صرح أكاديمي ومعرفي رائد عالمياً في إعادة تصور مستقبل التعلم والتعليم بما يواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين، مقدمةً نموذجاً متفرّداً في تخريج جيل جديد من المبتكرين ورواد الأعمال وسفراء المعرفة وقادة المستقبل عوضاً عن باحثين عن عمل. وجاء ذلك خلال محاضرةٍ ألقاها مؤخراً تحت عنوان “الابتكار في التعليم العالي”، في إطار سلسلة من الجلسات التفاعلية التي أقيمت بعنوان “أفضل ممارسات التميز الحكومي في قطاع التعليم العالي” تحت مظلة “جائزة مصر للتميز الحكومي”، وذلك عبر منصة “زووم” وبحضور كوكبة من الخبراء في التميز الحكومي. وجرت مناقشة أفضل الممارسات المتعلقة بفئات الجائزة، إلى جانب إتاحة الفرصة أمام سفراء التميز والمسؤولين الحكوميين وأعضاء الهيئات التدريسية والإدارية في الجامعات المصرية للاستفادة من تجارب الخبراء الدوليين في شتى مجالات التميز الحكومي.
واستعرض العور ركائز الأسلوب التعليمي الجديد المُعتمد في “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، وفق الملامح التي رسمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لدخول السباق الذي يقتضي إعداد أجيال مؤهلة تأهيلاً على المستوى العالمي في مختلف التخصصات والمعارف الإنسانية المعاصرة. ولفت العور إلى أنّ “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، وفي ظل المتابعة المستمرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، نجحت في إرساء نموذج تعليمي جديد كلياً يضع الدارس في صلب الأولويات الاستراتيجية، ويرتكز إلى تطوير المناهج التعليمية والارتقاء بمهارات الدارسين والمدرسين على السواء، فضلاً عن توفير بيئة تعليمية تحفز التميز والبحث العلمي والابتكار والتمكين التكنولوجي.
وفي محاضرته، شدّد العور على ضرورة تبنّي أفضل الممارسات الدولية في التميّز والجودة لإعادة هندسة مستقبل التعليم ليكون قادراً على إعداد أجيال مؤهلة أكاديمياً وعلمياً ومعرفياً وابتكارياً لخوض غمار المنافسة العالمية. واستعرض العور مفهوم الابتكار من وجهات نظر متعددة، مسلّطاً الضوء على كيفية ترسيخ ثقافة الابتكار ضمن مؤسسات التعليم العالي للارتقاء بالبيئة التعليمية بعيداً عن النموذج التقليدي، وبالاستفادة من ريادة “جامعة حمدان بن محمد الذكية” باعتبارها أول نواة للتعليم الذكي في العالم العربي وحاملة لواء تعزيز فرص التعليم عن بعد والتعلم مدى الحياة، مدعومةً بمبادرات قائمة على الإبداع والابتكار مثل “مبادرة التعليم المجتمعي الذكي” و”الحرم الجامعي الذكي” و”التعليم بالألعاب”، والتي تمثل رافداً هاماً لبناء شباب مُسلّح بالمعارف والخبرات والأدوات اللازمة للمنافسة عالمياً. وسلّط العور الضوء على نتائج الجهود الرائدة التي تقودها “جامعة حمدان بن محمد الذكية” لإدماج الابتكار ضمن المنظومة التعليمية، محققةً إنجازات نوعية لتغيير وجه التعليم العالي بالاعتماد على الابتكار والإبداع والتكنولوجيا والبحث العلمي، عملاً بالتوجيهات السديدة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في توفير الأفضل لمبتكري ومبدعي المستقبل وبناء قدرات الشباب باعتبارهم ركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم والتنمية في كافة المجتمعات.
ولفت الدكتور منصور العور إلى أهمية تعريف المجتمع الأكاديمي في العالم العربي بكيفية تحقيق الابتكار في مؤسسات التعليم العالي، مؤكداً بأنّ الابتكار لا يمكن الوصول إليه دون إرساء دعائم التميز باعتباره حجر الأساس للارتقاء بقدرات وإمكانات الدارسين والأكاديميين على مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها القرن الحادي والعشرين. وأضاف: “تسعدنا أن نشارك مؤسسات التعليم العالي في مصر خبراتنا التراكمية وتجاربنا الرائدة في جعل الابتكار والتميز والجودة أسس تطوير العملية التعليمية لتكون قاطرة التطوير والتنمية، تماشياً مع رؤية سيدي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة في تعزيز الاستثمار المعرفي في الشباب باعتباره أولوية قصوى لضمان استدامة مسيرة التطوير والبناء.”
وفي محاضرته، تناول العور سبل استقطاب الابتكار إلى مؤسسات التعليم العالي، وفي مقدمتها تطوير الخطط الاستراتيجية وتحديث المحتوى العلمي والارتقاء بالبيئة التعليمية وتأهيل أعضاء هيئة التدريس والدارسين، ملقياً الضوء على نجاح “جامعة حمدان بن محمد الذكية” في تحديث أساليب التعلم في جميع المساقات الأكاديمية، بالاعتماد على نهج الإبداع والبحث والتطور والتفكير النقدي وإنشاء حاضنات الابتكار والمختبرات الإبداعية الطلابية التي أثبتت نجاحاً كبيراً في إحداث تغيير جذري وإيجابي في إشراك الدارسين في العملية التعليمية ليكونوا شركاء حقيقيين في مسيرة صنع ونشر ونقل المعرفة عوضاً عن متلقين، مع تمكين الأكاديميين من الاضطلاع بدور محوري باعتبارهم ميسرين للتعلم عوضاً عن مدرسين مُلقّنين.
وشرح العور أنواع الابتكار بنمطيه “الابتكار الجذري و”الابتكار التدريجي”، طارحاً معادلة الابتكار والإبداع التي تؤكد أهمية الابتكار المقترن بالتنفيذ باعتباره التجسيد الحي للإبداع. وشدد أيضاً على أهمية مفهوم الإيجابية والحداثة والتكنولوجيا وحل المشكلات في الوصول بالمؤسسات التعليمية إلى مستويات جديدة من التنافسية والتميز والكفاءة. كما ناقش أيضاً دور الابتكار في الارتقاء بالميزة التنافسية لمؤسسات التعليم العالي، لا سيّما على صعيد تحسين نسبة التعلم وجودة البيئة الجامعية والتعليم المدمج والقدرة على التصور والتأقلم والاستمرارية، مستعرضاً عوامل النجاح التي جعلت “جامعة حمدان بن محمد الذكية” نموذجاً رائداً لجامعات المستقبل، لا سيّما تبني نهج استشرافي قائم على دمج التكنولوجيا والابتكار والإبداع والبحث العلمي، فضلاً عن التركيز على ريادة التغيير والشغف بالنتائج وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
ويجدر الذكر بأنّ الجلسات التفاعلية، التي عُقدت إلكترونياً بعنوان “أفضل ممارسات التميز الحكومي في قطاع التعليم العالي”، شهدت مشاركة رفيعة المستوى من نخبة الخبراء في مجال التميز الحكومي. وجرت مناقشة أفضل الممارسات المتعلقة بـ “جائزة مصر للتميز الحكومي”، فضلاً عن إتاحة الفرصة لسفراء التميز وممثلي كبرى الجهات الحكومية والجامعات المصرية لتوجيه الأسئلة للدكتور منصور العور والخبراء المشاركين، في سبيل الاستفادة من خبراتهم العالية في شتى المجالات ذات الصلة بالتميز الحكومي.