كتب ابراهيم احمد
نجح “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث” بالتعاون مع شركة “سيرنر” (Cerner) المتخصصة في مجال تقنيات الرعاية الصحية في ترقية نظام المعلومات الطبية الموحد بشكل كامل إلى أحدث نسخة متاحة من برنامج “سيرنر”. وتمَّت عملية التحديث بكاملها من خلال التقنيات الافتراضية، حرصاً على السلامة في ظل تفشي جائحة كورونا (كوفيد-19)، وفي خطوةٍ من شأنها فتح آفاق جديدة لرفع جودة خدمات رعاية المرضى.
ويتولى “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث” إدارة ثلاثة مرافق طبية في المملكة العربية السعودية، ويلعب دور مزود الرعاية الصحية المتقدمة للخدمات الطبية المتخصصة مثل أمراض الأورام وأمراض القلب وزراعة الأعضاء والخصوبة، مع ما يقرب من مليون زيارة للعيادات الخارجية كل عام. وستمكن عملية الترقية الاستراتيجية لنظام المعلومات الطبية الموحد في “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث” من مواصلة الابتكار في تقديم خدمات الرعاية الصحية وتشغيل المستشفى، وستضيف تحسينات كبيرة على أداء نظام السجل الصحي الإلكتروني “سيرنر ميلينيوم” (Cerner Millennium).
وقال الدكتور أسامة السويلم، مدير قطاع تقنية المعلومات في “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث”: “لقد سببت الجائحة اضطراباً في عمليات التشغيل لمرافق ومؤسسات الرعاية الصحية، الأمر الذي دفع مزودي خدمات الرعاية الصحية لابتكار طُرق جديدة لضمان سلامة المرضى. وقد توجب علينا إتمام عملية ترقية نظام المعلومات الطبية الموحد افتراضياً نظراً لظروف التباعد الجسدي وإجراءات السلامة الصارمة المفروضة للوقاية من هذا الوباء، إلى جانب سعينا لتطوير عملياتنا. كنا على ثقة تامة بأن شركة “سيرنر” وفريقنا التقني ورؤساء الأقسام سيكونون على قدر المسؤولية وسيتمكنون من إنجاز هذه الخطوة بكفاءة عالية، وبالتالي ترقية نظامنا للمعلومات الطبية بأقصر فترة توقف ممكنة.”
وأضاف الدكتور سويلم: “تتيح عملية الترقية لفريق تقنية المعلومات الاستعانة بنموذج جديد لتقديم الخدمات. وبالإضافة إلى التحسينات العديدة للبرنامج والتي أجريناها مع عملية الترقية، يهدف هذا المشروع أيضاً لتعزيز تجربة المريض ومقدم الرعاية الصحية على السواء، فضلاً عن تعزيز السلامة والحد من العمليات اليدوية وخفض التكاليف. وستفسح هذه الخطوة المجال أمام تعزيز ثقافة الابتكار في ميدان الرعاية الصحية.
أدخلت عملية الترقية أكثر من 500 تحسين برمجي، بما في ذلك:
· أتمتة إجراءات التوثيق الخاصة بقسم طب الأورام وحوسَبَة طلبات الأطباء لتحسين إدارة الرعاية المقدمة في القسم.
· رقمنة إجراءات التوثيق الخاصة بقسم زرع الأعضاء وإحداث التكامل بين سجلات القسم وسجلات مرافق وأقسام زرع الأعضاء محلياً وعالمياً.
· إضافة ميزة الترميز الذكي للبيانات(Barcoding) على صعيد إدارة صرف الأدوية ومنتجات الدم وإدارة المخزون.
· الاستعانة بخاصية (Pharmacy Patient Monitor) لتحسين إمكانات الاستخدام المتاحة للصيادلة السريريين.
· ترقية كاملة لتقنية الطباعة لتوفير عملية طباعة أسرع وبجودة أعلى ومرونة أكبر في التنسيق.
· إضافة صفحة معاينة جديدة للموظفين لعرض سجلات المرضى خلال أوقات التوقف المخطط لها والطارئة.
· تطوير الاتصال بين النُظُم لإحداث تكامل أفضل للأجهزة الطبية الموضوعة بالقرب من المرضى.
· تحسين أداء وآلية الاتصال في النظام بنسبة 49% لجميع موظفي المستشفى.
· إضافة وظائف جديدة لإدارة دورة الإيرادات فيما يتعلق بالفوترة ومطالبات التأمين.
علاوةً على ذلك فإنَّ الترقية الجديدة ستزيد توافر بيانات بالغة الأهمية للدراسة والتحليل من ضمنها مواعيد إجراء العلاج الكيميائي، والامتثال لبروتوكولات طب الأورام، ونِسبة نجاح عمليات زرع الأعضاء، وإدارة صرف الأدوية من خلال الترميز الذكي للبيانات وإحداث التكامل مع نُظُم سلاسل التوريد. كما ستمكن هذه الخطوة “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث” من تصميم برامج رعاية صحية تُلائم كل حالة واتباع نهج استباقي في حماية صحة المرضى.
من جانبه، قال علاء عادل، نائب الرئيس والمدير العام في “سيرنر” لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: “مع أكثر من 200 فرد من فريق العمل، عملنا مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على ضمان استراتيجية اتصال وتنفيذ معدة بشكل جيد لإجراء عملية الترقية. ونحن فخورون بأن نشارك في تحقيق إنجاز متميز آخر في “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث”، ونتطلع إلى تحقيق مزيد من النجاحات والتعاون مع المستشفى في المستقبل القريب.”
يُذكر أن “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث” يقوم حالياً بتنفيذ برنامج تحديث واسع النطاق تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية، وفي إطار رؤيته الاستراتيجية الرامية للتحول إلى مؤسسة مُستقلة غير ربحية وإحدى الجهات الرائدة عالمياً في مجال الرعاية الصحية من خلال التميُّز والابتكار. ومن شأن هذا البرنامج أن يوفر الاستقلالية والمرونة اللازمة لتطوير خدمات المستشفى وموارده واستكشاف الفرص الجديدة.