جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
يسبب إستخدام تطبيق “تيك توك” غضب شديد بين الاَباء والمراهقين، بحثنا عن ميزة تمنح الآباء تحكمًا أكبر في كيفية تفاعل أطفالهم معه
بقلم “عامر عويضه”، الكاتب في أمن المعلومات لدى شركة “إسيت” ESET
في مقالنا السابق، تحدثنا عن كيف يمكن لمستخدمي تطبيق “تيك توك” حماية أنفسهم باستخدام خيارات الأمن والخصوصية المتاحة. وتحظى المنصة بشعبية كبيرة لدى الجمهور الأصغر سنًا وخاصة فئة المراهقين. وقد يسبب ذلك قلق لبعض الآباء حول ما يفعله أبنائهم على التطبيق، خاصة وأن المخاطر أحيانًا قد تكون كامنة في الظل في شكل شخصيات بغيضة أو محتوى مشكوك فيه لا يجب مشاهدته ولا يناسب عمر أطفالك .
لهذا السبب قدم “تيك توك” في وقت سابق من هذا العام ميزة تسمى الاقتران العائلي. على الرغم من أن الآباء كانوا قادرين سابقًا على وضع قيود، إلا أن ذلك كان يتم فقط من خلال الإعدادات من أجهزة الأطفال أنفسهم. ولكن الاَن أصبحت الميزة الجديدة المتاحة أكثر ملاءمة وتمنح الوالدين درجة أكبر من التحكم والإشراف.
كيف يمكن للوالدين التحكم في كيفية استخدام أطفالهم لـ “تيك توك” ؟
يعد إعداد “الاقتران العائلي” أمرًا سهلاً للغاية. عليك فقط أن تضغط على “أنا” ثم على النقاط الثلاث، والتي ستأخذك إلى قائمة الإعدادات والخصوصية. إذا قمت بالتمرير لأسفل، فسترى قسم “الاقتران العائلي”. وبعد النقر عليه، يمكنك اختيار ما إذا كنت الوالد أو المراهق.
خيارات المراهقين محدودة: يمكنهم فقط مسح “رمز الاستجابة السريع” (QR code) من تطبيق آبائهم، حيث يصبحون ذو تحكم محدود في التطبيق. ومن ناحية الأخرى، يمكن للوالدين تنظيم التطبيق وتقييد ميزات معينة أو السماح بها.
باستخدام إدارة وقت الشاشة، يمكن للوالدين وضع حد لمقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم في التفاعل مع التطبيق. يعد هذا مفيدًا للغاية نظرًا لأن العديد من المراهقين يقضون بالفعل وقتًا طويلاً على هواتفهم، ويتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي، ويلعبون الألعاب الإلكترونية، ويشاركون باستمرار كل التفاصيل الصغيرة في حياتهم.
شيء آخر يجب على الآباء توخي الحذر منه وهو المحتوى، فليس كل ما يظهر على “تيك توك” مناسبًا لعيون الأطفال والمراهقين. لهذا السبب، في محاولة للحفاظ على النظام مناسبًا للعائلة، يسمح التطبيق للآباء بإعداد “وضع تقييد المحتوى”. سيؤدي هذا إلى تصفية المحتوى “الذي قد لا يكون مناسبًا لجميع المستخدمين”، كما يتم في بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي.
الخيار الثالث المتاح للآباء هو تقييد من يمكنه التواصل مع أطفالهم عبر الرسائل المباشرة. يمكنهم منع بعض الأشخاص من إرسال رسائل إلى أطفالهم أو اختيار إيقاف تشغيل المراسلة تمامًا. فيما يتعلق بالرسائل الغير لائقة، لا يسمح “تيك توك” لأي شخص بإرسال الصور أو مقاطع الفيديو عبر الرسائل المباشرة، بالإضافة إلى ذلك وفي وقت سابق من هذا العام، بدأ النظام الأساسي تلقائيًا في تعطيل الرسائل المباشرة للمستخدمين المسجلين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا.
افكار اخيرة
في حين قد يجادل البعض بأن هذا ينتهك خصوصية الأطفال من الجيل زد (Generation Z) وهو الجيل الذي يلي جيل الألفية. وهو الجيل الأول الذي نشأ في العالم الرقمي الحديث مع أنواع مختلفة من المخاطر، على عكس تلك التي واجهها آباؤهم وأجدادهم. لذا، فإن تسهيل دخولهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي بقليل من التوجيه أفضل من تركهم لوحدهم مع أجهزتهم الخاصة. وبهذه الطريقة يمكنهم التعرف على المخاطر المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي وتربيتهم ليصبحوا من مستخدمي الإنترنت المسؤولين والمستقيمين.
