في هذا البيت الكبير جلست هالة علي الأريكة بجوار باب قديم ونظرت من الشباك بأنتظار صديقتها عفاف . وتذكرت كل الايام التي جمعتها بصديقة عمرها منذ عشر سنوات. جميع المواقف الحلوة والمرة . البكاء والضحك واللعب والجري . انها حقا نعم الصديقة الوفية… انها تتذكر عند وفاة والدها وانهيارها بمساندة عفاف لها وتتذكر أيضا عند استقبالها اول مولود وهي وهي وحيدة بلا ام او اخوات أنها كانت أول استقبالا وفرحة لهذا المولود الجميل .
هالة الان أرملة مسكينة ولديها طفل جميل لم يري اباه لحظة . عندما توفاه الله في حادث سير وهو عائد يوم مولده من عمله في بلدة بعيدة .
لتندمج الفرحة بالبكاء والعويل .
ويصبح طعم الفرحة عجيب .
تذكرت أيضا يوم فرحتها بنجاحها وهي في حفلة التخرج . وجاءها خبر وفاة والدتها .
واضطراب احلامها . وافراحها
فهي صاحبة الفرحة المشكوك بها الغير مكتملة .
دائما تخاف من افراحها . وتنتظر مع كل فرحة دقة الم .
تناثرت الدموع علي خديها .
حتي لم تعد تري جيدا . ورأت خيال صديقتها عفاف من بعيد
مسحت دموعها بيدها كعادتها لا احد يمسح هذه الدموع غيرها.
ولكن ماحدث لم تكن تتوقعه.
ليظهر هذا الأدهم ابنها فجأة مستيقظا . ويضع يده علي عينها وخدها ويقول لها ماهذا يا امي .
لا أحب أن اري هذه الدموع
أن ادهم الان بلغ السبع أعوام ليفهم ويعقل كل الامور .
طرقت عفاف الباب لتفتح لها .
ورأت عفاف هذه الدموع ومسحتها .
نظرت هالة الي عفاف وادهم .
نظرة كلها حب وتعجب أن الأيدي التي كانت تطبطب أصبحت اثنان.
حمدت الله كثيرا أنها في أحزانها .
تجد من يمسح هذه الدموع .
أن الحب موجود في أشخاص كثيرون من حولنا .
نكتشفهم حقا في الوقت المناسب.
ليس كل الحب روميو وجوليت وقيس وليلي هناك انواع ارقي واسمي . لا تنتهي مع الوقت ولكنها دائمة مستمرة .
فحب الله فوق كل الحب
هو الذي يهب لنا من يحبنا بحق وتقدير بلا أي مقابل .
أنه الحب الالهي السرمدي الذي يبعث لنا احبة حقيقيون