كتب إبراهيم احمد
أظهرت دراسة استطلاعية أجرتها كاسبرسكي بمساعدة شركة الأبحاث المستقلة “سافانتا” أن 88% من قادة الابتكار يتفقون على أن المنشآت الناجحة تشجّع الابتكار على كل مستوى وفي كل فريق، لكن 16% فقط من المنشآت تُدرج مسألة “تمكين الأفراد” ضمن أسس الثقافة المؤسسية المعتمدة لديها.
ويشير النهج الخطي للابتكار إلى أن هذه العملية تبدأ في الإدارات العليا، في حين لا يجري إشراك الإدارات التي تليها في الهيكل المؤسسي إلا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ، وهو ما يُعد مصدر قلق، نظرًا لأن العديد في مناصب الإدارة العليا قد يفوتهم إدراك الفرص التجارية التي يمكن أن يحددها الموظفون المتفاعلون مباشرة مع العملاء أو يطورون المنتجات.
وترى الغالبية المطلقة من قادة الابتكار أنه يجب تنمية عقلية الابتكار في جميع أنحاء المنشآت بأكملها لكي يصبح النجاح حليفًا لهذه المنشآت، والذي من شأنه خلق بيئة عمل يشعر فيها الجميع بالراحة لمشاركة أفكارهم حول طرق العمل الجديدة. علاوة على ذلك، يعتقد 65% من أولئك القادة أن الابتكارات تكون أكثر فاعلية عندما تأتي من قبل الموظفين.
ومع ذلك، لا تتجاوز نسبة المشاركين في الاستطلاع الذين يرون أن منشآتهم أصبحت تعتبر “تمكين الأفراد” جزءًا أساسيًا من الثقافة المؤسسية، 16% فقط. ومع أن تمكين الأفراد يحتلّ المرتبة الثانية قبل الأخيرة في قائمة القيم المؤسسية الأكثر شيوعًا، فإنه يحتلّ موقعًا أعلى في قائمة القيم المهمة الداعمة للابتكار.
ومن المثير للاهتمام أن التنوّع يحتلّ مرتبة أعلى بوصفه قيمة مطلوبة للنجاح المؤسسي، ما يشير إلى أن الابتكارات تتطلب بيئة متعددة الثقافات وأشخاصًا من خلفيات متنوعة لتشجيع التنوع في الآراء وإثراء الأفكار.
الفرق بين القيم الحالية والقيم المهمة للنجاح في المستقبل
وقال فيتالي مزوكوف رئيس مركز الابتكار في كاسبرسكي، إنه لا يكفي للمنشآت الساعية وراء إطلاق العنان للابتكار أن يكون لديها قسم متخصص بهذا المجال، مؤكّدًا أن الوصول إلى أفضل النتائج يمكن تحقيقه عندما يكون لكل موظف “صوت مسموع ومجال مفتوح لإيصال أفكاره”، وأضاف: “يجب على قادة الأعمال تشجيع هذه العملية وتنظيمها في منشآتهم، وأن يستفيدوا من خبرة المديرين التنفيذيين وآرائهم خلال المراحل الأخيرة، لمواءمة الأفكار الواعدة مع الاستراتيجيات المؤسسية”.
وتوصي كاسبرسكي باتباع النصائح التالية لدعم منهجية “الابتكار التصاعدي” في المنشآت:
1. تسليط الضوء بانتظام على أهمية الابتكار في الاتصالات الداخلية، وذلك إما على المستوى التنفيذي أو عبر الاجتماعات مع مديري فرق العمل.
2. تنفيذ برنامج متخصص يسمح للموظفين بتقديم اقتراحات وأفكار وفرص عمل جديدة، على أن يضع البرنامج معايير اختيار واضحة، وإجراءات لمراجعة الاقتراحات والأفكار، ولجنة لاختيار أهمّ الأفكار الواعدة والمجدية، مع الحرص على تحفيز الموظفين ببرنامج مكافآت.
3. تنظيم قسم يمكن للموظفين فيه العمل على تنفيذ أفكارهم المختارة، من أجل تعزيز تنفيذ المشاريع وعدم الاكتفاء بتعزيز توليد الأفكار، على أن يكون منفصلًا عن الأعمال الأساسية للمنشأة ومخصصًا فقط للابتكار، مع إمكانية الاستفادة من الموارد والخبرات المؤسسية، ولكن باستقلالية عن الآليات التي قد تعيق العقلية الابتكارية. ويمكن على سبيل المثال لهذا التقسيم أن يختبر مخرجاته على بعض العملاء الموالين لتحسينها بناءً على ملاحظاتهم.