صرحت الدكتورة أميرة فؤاد استشاري الصحة النفسية وإخصائي تعديل السلوك والإدمان بأن من أخطر الأمور التي من الممكن أن يعاني منها المتعافي من الإدمان هي الإنتكاسة موضحة مفهومها ومراحلها ،أولا
تعريف انتكاسة الإدمان:
يقصد بانتكاسة الإدمان هو تعرض المريض مرة أخرى إلي تناول المخدرات، وسيطرة حالات الإحباط عليه كما كانت من قبل.
أو بمعنى اخر فان المريض يتناول نفس الجرعات التي كان يتناولها من قبل بل في بعض الحالات الأخرى من الانتكاسات قد يزداد من هذه الجرعات أو عدد مرات تناوله للمخدر.
ثانيا:
مراحل انتكاسة الإدمان:
تنقسم انتكاسة الإدمان التي يتعرض لها مدمني المخدرات إلى ثلاث مراحل وهي مرحلة الانتكاس العاطفي ومرحلة الانتكاس النفسي ومرحلة الانتكاس الفعلي.
وسوف نقوم بشرح كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة بالتفصيل.
أولا: مرحلة الانتكاس العاطفي:
فيها يصبح المتعاطي أو المدمن لديه رغبة وقابلية شديدة نحو العودة للمخدرات، وتتسم تلك المرحلة بمعاناة المريض من مجموعة من الأعراض النفسية المتعددة التي تدفعه في التفكير فيها.
لكن نود أن نشير أن في هذه المرحلة يكون المتعاطي أو المؤمن لم يتخذ قرارا بالفعل للعودة إلى الإدمان، وإنما تتواجد الرغبة فقط.
ومن أعراض مرحلة الانتكاس العاطفي هي:
1. اضطرابات النوم.
2. اضطرابات الأكل.
3. الشعور بالعصبية الزائدة في أغلب الأوقات فضلا عن وجود التوتر في اغلب المواقف الحياتية.
4. السلوك العنيف والغضب.
5. تقلبات وتحولات مزاجيه طول الوقت.
للأسف فإن أغلب هذه الأعراض تكون هي أغراض ما بعد الانسحاب وهي أعراض طبيعية تحدث لجميع المدمنين الذين كانوا في البرنامج العلاجي فإذا أدرك المريض أن هذه الأمور هي أمور طبيعية فسوف يتعامل معها بقدر كبير من الثقة والأمان بالتالي يمكنه من اجتياز هذه المرحلة.
لكن يجب الحذر والتدخل السريع عند ملاحظة أن المتعاطي والمدمن قد بدأ في عدم الانتظام في الدواء، أو عدم الرغبة في متابعة الطبيب المعالج، أو الابتعاد عن حضور جلسات العلاج النفسي، فكلها علامات إنذار مبكر تشير إلي أن هذا المريض في مرحلة الانتكاس العاطفي.
والرغبة في العودة مرة أخرى إلى التعاطي لذلك ينبغي متابعة المريض والتدخل للدعم والمساندة عند ظهور أحد تلك العلامات في أي وقت.
ثانيا: مرحلة الانتكاس النفسي:
وهنا نجد أن المريض قد دخل في نوع من الصراع النفسي بين شخصين أحدهما يفكر في العودة إلي إدمان المخدرات، والأخر يفكر في الانتظام على علاج ومتابعة الطبيب المعالج.
ويوم بعد يوم تتزايد وتيرة الصراع ويصل المدمن إلى نوع من القناعة الداخلية بأنه سوف يعود إلي الإدمان في أقرب فرصة.
هناك مجموعة من العلامات التي تظهر على المدمن المتعاطي في تلك المرحلة من أمثلتها استعادة ذكريات النشوة والفرح عند تناوله للمخدرات والتفكير في الأماكن والأصدقاء المرتبطين معه في عملية الإدمان، ونسيان الآثار السلبية التي تنتج من الإدمان وتلميع الذكريات القديمة أثناء تناوله المخدرات.
ثالثا: مرحلة الانتكاس الفعلي:
عقب وصول المدمن إلى تلك المرحلة من التفكير في الذكريات والأصدقاء والأماكن التي كان يرتبط بها ارتباطا وثيقا أثناء إدمان المخدرات وعدم رغبته في الحصول على أي دعم أو مساعدة من قبل الأهل أو الأصدقاء أو حتى الطبيب المعالج.
سيكون الأمر بالنسبة له مسالة وقت حيث نجد في أقرب فرصة يقوم بالاتصال بأحد أصدقاء المدمنين لكي يستعيد معهم ذكريات الفرح والنشوة وبالتالي انتهى الأمر بوقوع المدمن مرة أخرى في فخ الإدمان.
4 أسباب لعودة المتعافي إلى إدمان المخدرات:
1. عوامل اجتماعية:
كلما كانت العوامل التي يمر بها المدمن معقدة وصعبة، مليئة بالمشاحنات والضغوط كلما كان ذلك سببا في حدوث العديد من الانتكاسات عقب وأثناء تلقيه للعلاج لذلك ينبغي الابتعاد عن عوامل الضغط والحصول على فترة نقاهة كافية.
2. العلاقات السابقة:
كلما كانت العلاقة التي تربط بين المتعافي وأصدقاءه المدمنين قوية كلما كان ذلك دافعا وسببا في العودة إلى الانتكاسة والإدمان مرة أخرى لذلك يجب على المريض أن يبتعد تماما عنهم.
على النقيض الأخر كلما كان المريض على علاقة بالأشخاص الداعمين له في مرحلة العلاج وبعد انتهائه كلما كان ذلك سببا في منع حدوث انتكاسة الإدمان، والحماية من تلك الانتكاسات على المدى البعيد.
3. الفترة الزمنية التي قضاها في الإدمان:
الجرعات التي كان يتناولها المريض، وفترة إدمانه لذلك المخدر من الممكن أن تحدد مدى وقدرة الفرد على الدخول في انتكاسة الإدمان فمن المعروف أنه كلما الفرد أكثر ارتباطا بالمخدر، فضلا عن دائرة المعارف والأصدقاء كلما كان ذلك سببا مباشرة في تلك الانتكاسات على المدى البعيد.
4. خلل في خطة العلاج:
بالتأكيد هناك بعض الخطط العلاجية والتي تضعها بعض مستشفيات العلاج، وتكون غير واضحة الملامح، أو ينقصها بعض التقنيات الحديثة في العلاج لذلك فإننا دائما في مستشفى الأمل نراعي الفروق الفردية بين الأشخاص من حيث الجرعات المناسبة لكل مريض.
وبالنسبة إلي البرامج السلوكية التي يجتاحها المريض، أو جداول الزيارات ومدى الدعم النفسي الذي يقدم له كل هذه الأمور يتم مراعاتها على وجه الدقة داخل مستشفى الأمل وعلى قدر عالى من الدقة والمهنية