جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
لم تكن العلاقات “المصرية – الإماراتية” فى يوم من الأيام محل جدل أو مصدر خلاف ، فهى علاقات قوية أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتستمر عبر عقود ولتزداد قوة وصلابة بإرادة مشتركة ورغبة صادقة صادقة من الطرفين في إطار من الأخوة والاحترام المتبادل ، وتحت مظلة عامة يغزل نسيجها خيوط الثقة والتفاهم والمصير المشترك ، وقد تجسدت فى أروع صورها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم وهو ما نلمسه بوضوح فى التطور الكبير والنوعي الذى شهدته العلاقات المصرية الإماراتيه في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات.
فضلاً عن ذلك فإن الرئيس السيسى يضع نصب عينيه دائماً تهيئة المناخ الصحى للمزيد من العلاقات العربية التى لم تشهد إهتماماً من قبل على هذا النحو الذى يتطور بشكل سريع ومتلاحق فى عهده فنجده يسير بخطى واسعة على مستوى العالم الخارجى أو العالم العربى إيماناً منه بضرورة التصدي لما تواجهه الأمة العربية من تحديات وأزمات، والوقوف أمام التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للدول العربية على نحو يستهدف زعزعة أمن المنطقة وشعوبها وخاصة الشعوب التى تربطها بمصر روابط قوية وراسخة كما هى مع الشعب الإماراتى الشقيق.
وإحقاقاً للحق فإن إسم الشيخ زايد كان وما زال بل وسيظل أيضاً محفوراً فى وجدان كل مصرى وهو شعور لم يأت من فراغ بل جاء انعكاساً طبيعياً لمواقفه المشرفة وتصرفاته النبيلة تجاه مصر حكومة وشعباً وهى مواقف سيظل يذكرها له التاريخ بكل فخر حيث لايمكن إغفالها أو نسيانها بأى حال من الأحوال .
لذا فإنه ليس جديداً على أبناء المغفور له الشيخ زايد السير على نهج والدهم وعلى وجه الخصوص فى تلك المواقف المشرفة والعلاقات الإنسانية وهو ما تترجمه على أرض الواقع وبشكل لافت للنظر تلك الزيارات المتكررة لمصر التى يقوم بها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة ، فتلك الزيارات تصب فى مصلحة دعم مسيرة العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين ، ليس هذا وحسب بل أنها تترجم بصدق شديد أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق التام والمكثف بين مصر والإمارات حول أهم وأبرز القضايا الإقليمية، بما يرسم ملامح مستقبل المنطقة ويعكس بوضوح تام التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما عبر عدة عقود مضت.
