من الواضح خلال السنوات الأخيرة أن هناك حراك أكاديمي ومجتمعي نحو قضية الإعاقة أو ذوي الهمم أو ذوي الاحتياجات أو القدرات الخاصة أيــاً كان الإسم حتى لا أدخل في جدل بيزنطي مع أحد وأخرج عن الإطار الفكري الذي أريد أن أضعه بين أيديكم وأنتم وكما تعلمون أن قضية الإعاقة بالنسبة لي هي قضية حياة ولكن قد أختلف عن البعض في الوسيلة والأسلوب ولكننا نجتمع على الهدف السامي المحب لهم والمؤمن بقدراتهم.
فالكثير ينظر إلى الإعاقة كوسيلة للتربح والحج على ظهور أبناءنا أصحاب القضية والبعض الآخر ينظر على الإعاقة أو المعاق بالمنتج النهائي الذي يلمسه ويراه بنفسه والذي يجعلنا نقيم مستوي الإبن أو الأبنة على أساسه وهذا بالطبع معتقد خاطىء وعليه أحب أن أوضح أن أي مجهود إنساني يقوم به أي شخص تجاه أولادي ذوي الإعاقة فهو مشكور ومجبور بإذن الله . ولكن اسمحوا لي أن أضع وجهة نظري المتواضعة والتي استقيتها من سنون عمل أخطأت فيها وأصبت ولله الحمد تكللت خطواتي بالنجاح على أرض الواقع من خلال تأهيل وتدريب وتوظيف أحبتي في شركات القطاع الخاص .
أحبائي إن مشكلة الإعاقة ليست فيهم وفيهم أعنى بها أولادي المعاقين ولكن فينا نحن من يتعاملون معهم لأننا غالباً من نصبغ ما تعلمناه من دراسات أكاديمية وعملية عليهم وممكن رغماً عنهم اعتقاداً منا بأنه الأصوب لهم فالمعاق سواء أكان ذكر أم أنثى هو كائن بشري لا يقل عنا بأي وضع من الأوضاع بل بالعكس فله ميزة قد تنقصنا نحن ممن نظن أنفسنا أسوياء وهي الإنسانية والإحساس بالآخر.
إن تلك الأزمة الحقيقية التي فينا والتي تدفعنا على إظهارهم بالضعف وقلة الحيلة والإنكسار عند طلب الحد الأدنى من متطلباتهم أو حقوقهم بالبكاء عليهم أو عندما يقدموا على تقديم عمل فني ما أو غيره من ابداعاتهم.
فلا وألف لا ..
إن العالم الآن يخوض ثورة علمية كبرة تستهدف أحبائنا ذوي الإعاقة وأضحت العديد من الجامعات العالمية التي اهتمت بقضية الإعاقة على أنها أمراً واقعاً يمكن السيطرة عليه من خلال الإعاقات المكتسبة في حالات الحوادث لا قدر الله والأمصال إثناء وبعد الولادة. ولكن ما بالكم في الإعاقات الأصيلة وأنوه هنا أحبائي أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة العقل ودونها أعتبره قصور أياً كانت درجته فطالما العقل موجود فللإنسان حرية الإختيار والتمييز.
وإن فلسفة التعديل السلوكي بالعمل يعد من أهم النظريات والاتجاهات الحديثة لخلق جيل جديد يمثل قيمة مضافة مجتمعية من خلال التدريب المهني القائم على الأسلوب العلمي الأكاديمي. فأنا كنت أنظر سابقاً للمعاق على أساس المنتج الذي يخرجه من العملية التدريبية وكنت أظن بإستحالة دمجهم بالمجتمع ولكني أخطأت وحرياً بي أن أعترف بخطئي فتجربتي مع د. جوردن أنجوس مالك وصاحب جامعة رسكن ميل بانجلترا. في آلية التعديل السلوكي بالعمل في أن الخطوات وتحليل المهمة لأداء أي عمل بخط الإنتاج صغر كان أم كبر يعتبر أمر ليس بالبسيط ويجب أن يدرس ويوضع له استمارات تحليل وتقيم والتعديل في حالة عدم الحصول على النتائج المأمولة . دعونا نخرج من القالب التقليدي سوياً ولننظر لغدِ مشرق معهم قائم على الدمج بعيداً عن التنمر فالحق في الحياة عقيدة نصت عليها جميع الرسالات السماوية وأقرتها جميع الدساتير الكونية ..