عند ما تجلس بمفردك ليلا ً مسترجعا ً أحداث يومك المزدحم كما تظن وفي لحظة تمر عليك مرور البرق حين تنظر لسقف الشرفة التي أنت جالس فيها كعادتك بتأمل حيث تجد أحداث حياتك تمر أمام عينيك كشريط سينما سريع خاطف هذا الشريط الذي يتكون من تلك الصورالتي تحمل بين طياتها لحظات السعادة ولحظات الحزن .. لحظات تود دائما ً أن تستمر والأخرى التي تتمني عدم حدوثها حينها تود أن تعمل كمخرج سينمائي يقوم بحذف وإضافة مشاهد تلك الحياة لإخراجها بالشكل الذي تود أن تكون عليه والشاهد بالأمر أنك ممرت بكل تلك الأحداث وعايشتها لحظة بلحظة بمفردك دون غيرك وكنت تلعب فيها دور البطولة المطلقة ولكن هل سألت نفسك سؤال ..
هل وجودك مهم في تلك الحياة هل تأثر الأخرون بعدم وجودك في مشاهد الحياة هل الدور الذي لعبته في تلك الحياة كان بحق دور البطولة أم كومبارس متكلم لتزين مشاهد الحياة البغيضة …
هل نظرتك لنفسك تختلف عن نظرة الأخرين لك .. مجموعة من التساؤلات التي تدور بداخلك مكونة صراع إنساني عنيف هل وجودي في كل صورة من صور البوم حياتي مهم وبمعنى أخر حاول أن تحذف صورتك بشكل ضمني من أي صورة وأترك عنان خيالك للأحداث ستجد أن أهميتك بالنسبة للأخرين هي أهمية الموقف وليست أهمية شخصك فكلما عليت شأناً كلما تصارع الآخرين كي يكونوا حولك وبجوارك كلما إذددت غنى أو علما ً كلما تجد من يتصارع كي يقف بجوارك في الصورة ليملىء الكدر ويشغل الصورة ..
وفي نهاية الرحلة وانت تنظر لدنياك من بعيد .. من أكون ….
هل أنا الشخص الذي صال وجال هنا وهناك أم أنا الوحيد الذي يجلس في شرفة منزله أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي أهنىء وأعزي هذا وذاك وأن أعتلي مقعدي الذي تهالك من كثرة الجلوس عليه أيعقل بعد ما إكتظ ألبومي المزعوم من الصور أن ينتهي بي الحال خلف تلك البرامج القميئة ..
غالبا ً سينتهي بي الحال مثل غيري دون أن أحدث أي أثر …
ولذا سؤالي … هل إكتملت الصورة بك ؟؟ للأسف .