إن قلمي يبوح بأوجاع المخلصين وهموم الغيورين على وطنهم وقائدهم البطل العظيم، ويسطر الكلمات لعلها تكون شعاع نور فى بحور الظلمات الإعلامية التي نبحر فيها واثقلتنا بالهموم .
فالإعلام والرأى والفكر هما أحد أهم أسلحة الدول الكبري، وما أكبر مصر السيسي، فعندما تكون أسلحتنا ضعيفة، نكون عرضة لأن يتجرأ ويتداعي علينا الأقزام، فالقوة الناعمة هي حائط صد الهجوم المعادي وسلاح ردع المعتدين، فمصر تحتاج لجميع أبنائها وخاصة أصحاب الفكر والروئ الوطنيين الأكفاء، الذين لايشغلهم جني المال والثروات، ويؤمنون بأنهم أغنياء أثرياء بما منحهم الله من مواهب إبداعية وفكرية جعلتهم كنوز تتلألأ بين البشر، ولآلئ تصطف معا كأنساق متتالية، يضوي بريقها وتبث قدراتها الإبداعية نور الحق والخير والنماء، لتشكل دروعا تتصدي لسحب الظلمات، التى يطلقها علينا الأعداء من كل صوب وإتجاه، ثم تعود وتتحول بمهارة وإتقان لردع وتهذيب كل من سولت له نفسه الضعيفة الظلامية المتطرفة المساس بمصر الكبيرة ورموزها العظماء .
إن الإساءة لمصر وقائدها الزعيم عبد الفتاح السيسي، بإستخدام الغارات الإعلامية التي تستهدف تشوية الصورة وتكييف الواقع، هي حرب أهدافها النيل من مصر وشعبها، لن تتوقف إلا إذا إمتلكت مصر إعلاما قويا فعالا، بسواعد أصحاب المهارات الفكرية والإبداعية، وما أكثرهم بالمؤسسات القومية، لمواجهة هذه الحروب بإحترافية وتوعية المصريين، فالهدف من هذه الحروب، إضعاف عزيمة أمتنا وتشوية القيادة السياسية، والتشكيك فى إنجازاتها التاريخية التي تتحقق على أرض الواقع .
إن الإعلام هو سلاح العصر، وأسرع الوسائل لهدم الدول، وما أحدثه في السنوات العشر الأخيرة من بث الفتن، وإشعال الصراعات، وتحويل الأقزام إلى عمالقة يؤكد قوته، حتى بات أحد أسلحة الدول العظمي، التي تستخدم لتنفيذ المخططات، فهو يصل الى كل مكان بالعالم، دون طلقة رصاصة واحده، فعندما يكون الاعلام قويا يهابك الجميع، وإن كان ضعيفا وبه وهن، يتداعي عليك خونة الأوطان .
لقد أصبحَتْ وسائلُ الإعلامِ، إمَّا مصدرَ قوةٍ للدولِ أو مصدرَ ضعفٍ، ومؤشر قوتها هو مدي تأثيرها داخليا وخارجيا، والوصول إلى الأهداف المنشوده، ونجاحها فى أن تكون رادعة ودفاعية يخشاها الجميع، فالضعف الأعلامى أصبح يضاهي الضعف العسكرى بالنسبة للدول .
إن التجاوزات الإعلامية القذرة التي تحدث ضد مصر وقائدها البطل الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤشر تزايدها يرتفع دون رادع، وباتت تؤلمنا وتوجعنا جميعا، وأصبحنا لا نعرف عندما نتحدث عن الإعلام لمن نتحدث، فالمواطن المصري يتساءل، أين الإعلام المصري العملاق الذى يقف خلف هذا القائد العظيم الزعيم السيسي، الذى وقف ببسالة وفداء وافشل مخططات تدمير مصر والعرب، فإلى متى سنظل هكذا لانملك إعلاما قويا قادرا على ردع الأعداء؟؟، ويخشون غضبته ويحذرون منها .
إن علي الجميع أن يدرك قدر ما يقدمه القائد البطل الرئيس السيسي، الذى بدأ حكمه لمصر بتطوير وتنويع تسليح الجيش المصري ورفع قدراته العسكرية، لنبلغ هذا العام “المركز ١٣ عالميا” ونتفوق على الجيش الإسرائيلي بـ7 مراكز، مما يرعب أعدائنا، ويجعل غربانهم تنعق، وخفافيشهم تهاجم، وبومهم يتسلل إلينا من كل حدب وصوب .
إن الإعلام ملف شديد الخطورة ويمس الأمن القومي المصري، يحتاج لتغيير جذرى وفق أسس ومعايير علمية ومهنية ثابتة، تعمل على علاج أسباب هذا الضعف والوهن الذى أصيب به إعلامنا المصري، وتسبب فى جرأة المتآمرين، حتى خرجوا علينا بتتر لأغنية تحمل من الوقاحة والقذارة كل التجاوزت، التي تتنافي مع الأخلاق وتعاليم الإسلام والأديان السماوية، ويتم الترويج لها بأيدي بقايا تنظيم الإخوان الإرهابي، تقول كلماتها “لا إله الا الله محمد رسول الله والسيسي … الله”، والله أنا لا أتحمل ذكرها، فأي دين هذا الذى تسمح تعاليمه بهذا السقوط الديني والأخلاقي، أين أخلاق الإسلام التي يتشدقون بها هؤلاء المتاجرين بالدين، فالغضب يشتد تجاه كل داعم لهؤلاء المأجورين، ولكن غضبنا أشد نحو إعلامنا الذى لم يقدم ما يوقف هؤلاء الأوغاد، فالإعلام قادر على تشكيل الوجدان، وترسيخ الفكر والقناعات بالأذهان وقيادة نهضة الأمم وحركة التنوير والوعي، التي ينادي بها القائد والزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو السلاح الناجز بجهود الوطنيين المخلصين الأكفاء من أبنائه أصحاب الفكر والرؤى والإبداع، فيجب أن يؤمن الجميع بأن مهنة الإعلام يجب أن يتقدم صفوفها من يدرك تفاصيلها وآلياتها ومفاتيحها، ليقوموا بواجبهم الوطني والأخلاقي، خلال هذه المرحلة التاريخية من عمر مصر تحت قيادة قائد وزعيم يستحق منا جميعا الأصطفاف خلفه صفوفا واحده، لنقدم قدرا أكبر خلال المرحلة المقبلة، لنصل لأعلى وأرقى درجات من الآداء في مواجهة الحروب الموجهه لمصر وقائدها .
إن تاريخ الصحافة والإعلام جزء أصيل وناصع في تاريخ مصر الحديث، أبرزته “هيئة الإستعلامات” فى كتابها عن “مصــــــــر” عندما تناولت نشأة الصحافة المصرية، التي بدأت في عام 1798م، بتأسيس مطبعة عربية فرنسية بأسم المطبعة الأهلية وأعقبها تأسيس أول صحيفة بعنوان جريدة التنبيه عام 1800م، فمن يمتلك دقة الملاحظة يكتشف أن تاريخ الصحافة المصرية يسبق تاريخ نشأة دول لها مكانتها حاليا على خارطة العالم، فبعد تولي محمد علي باشا حكم مصر، أصدر صحيفة يومية بعنوان الجورنال التي تحولت فى عام 1828 إلى صحيفة الوقائع المصرية ،لتصبح أول صحيفة رسمية وحكومية في مصر، ويأتي عصر الخديوي إسماعيل الذى يقرر إنشاء مجلس شورى النواب، ويصدر أيضا صحفية وادي النيل، ويستمر إهتمام الخديوي بصاحبة الجلالة حتي عام 1875م الذى يسمح فيه الخديوي إسماعيل لـ “سليم تقلا” بإنشاء مطبعة الأهرام، وإنشاء جريدة تحمل نفس الأسم بالأسكندرية، وتتوالى الإصدارات الصحفية، فيصدر الشيخ علي يوسف صحيفة المؤيد عام 1889، ويصدر عبدالله النديم صحيفة الأستاذ عام 1892، يليه أصدار الزعيم مصطفى كامل صحيفة اللواء في عام 1900، ثم جاءت ثورة 23 يوليو 1952م، وتستمر الصحف القديمة مثل الأهرام، وصحف ومجلات دار أخبار اليوم، وروز اليوسف، ودار الهلال، في الصدور، ويستمر الإهتمام بالصحافة وما تقدمه من مضمون لتصدر صحف ومجلات بإسم الثورة، لتكون معبره عنها وعن أهدافها، مثل مجلة التحرير الأسبوعية، وصحيفة الجمهورية اليومية .
وعقب عودة التعددية الحزبية في مصر عام 1976، عادت الصحف الحزبية للصدور من جديد، لتشهد الصحافة تغييراً مهماً مع أحداث ثورتي يناير 2011، ويونيو 2013 حيث تصدرت الصحافة الإلكترونية المشهد وخصيصاً صحافة الفيديو، وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي إقبالاً من الصحف الإلكترونية حيث أصبحت مواقع مثل “فيس بوك” و”تويتر” مصدراً أساسياً للأخبار بالنسبة للمستخدم العادي، أما عن بيت الأسرة الصحفية كما أطلق عليه وهو “نقابة الصحفيين المصريين” فقد كانت نشأتها عام1941، وعلي مدي 80 عامًا، قامت النقابة بأدوار مهنية وطنية كبيرة، فهي تضم جميع الصحفيين العاملين في مجال الصحافة، وتتولي اعتمادهم وتنظم عملهم الصحفي بمهنة الصحافة فهي المرجعية التي تحدد الشروط العلمية والعملية اللازمة لممارسة العمل في مجال الصحافة .
وعندما ننتقل لنتحدث عن تاريخ الإعلام المصري العملاق، نجد أن بدايته كانت عند بث الإذاعة الحكومية المصرية في31 مايو 1934، ثم توالت محطات الإذاعة، حتى بلغت عشرات المحطات الحكومية والخاصة بمختلف اللغات، وكان أول بث تلفزيوني مصري في21 يوليو 1960، وكان البث بقناتين الأولى والثانية، وفي 1988 بدأ البث التليفزيوني للقناه الثالثة، و عام 1988 تم بث عدد كبير من القنوات المحلية في مصر، هذا بالإضافة إلى القنوات الفضائية، وتعد القناة الفضائية المصرية الأولى هي أول قناة فضائيه عربية حكومية تم بثها فضائياً في عام 1990، وفي يناير من عام 1998 افتتحت مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر، التي أطلق عليها (هوليود الشرق)، حيث تضم أحدث الاستديوهات السینمائیة والتلفزیونیة بأحدث التقنیات والمعدات، أما وكالة أنباء الشرق الأوسط التي يرمز لها ب( أ ش أ) فقد تأسست في 15 ديسمبر من عام 1955 وبثت نشراتها “كأول وكالة إقليمية في الشرق الأوسط .
أما الهيئة العامة للاستعلامات فقد اضطلعت منذ إنشائها عام 1954 وحتى الآن بدورها، “كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة” برسالة إعلامية تهدف إلى شرح سياسة الدولة في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتوضيح مواقف الدولة المصرية إزاء مختلف القضايا، بجاب تنمية وعي المواطن ومشاركته الفعالة في بناء مجتمعه في الداخل، وتعميق أواصر الصداقة، وتوطيد العلاقات بين مصر والعالم الخارجي، والتعرف على الرأى العام المحلي والعالمي تجاه القضايا والأحداث التي تهم الدولة، وتعد الهيئة مركزاً للدراسات السياسية والإعلامية، وبنكاً للمعلومات، ودار نشر كبرى للثقافة والفكر .
تاريخ حافل بالحضور القوي والإنجازات، يحتاج إلى آلية جديدة للتعامل معه، بهدف الحفاظ على منجزاته، ورسم معالم واضحة لمستقبله، بنفس القدر والأسلوب الذي يجري به رسم معالم الدولة الوطنية الحديثة، التي يؤسس لها القائد والزعيم عبد الفتاح السيسي، بنقل تجربة المؤسسة العسكرية الناجحة، التي نجحت قطاعات واسعة في مصر من نقل خبراتها إليها بتوجيه من الرئيس حتى تنهض وتنمو تلك المؤسسات، فالهدف هنا ليس تحويل مؤسسات الدولة المدنية إلى مؤسسات عسكرية كما يدعي المغروضون، وإنما نقل تجربة المؤسسة العسكرية الناجحة التى تتبع أحدث الوسائل العلمية الحديثة إلى مؤسسات الدولة المدنية لإحلال قدرات ونظم المؤسسة العسكرية وقوانينها الإنضباطية في جميع القطاعات، خاصة قطاع الإعلام الذى بات يحتاج لإعادة تنظيمة من جديد، وتنتهي جميع مظاهره السئية وتكون المقدمة لأصحاب القدرات والمهارات الذين يجتازون الإختبارات .
إن إصلاح المؤسسات الإعلامية، والإستفادة من التاريخ العظيم للصحافة والإعلام المصري، الذي صنعه رجال عرفوا قيمة المهنة المقدسة ودورها المجتمعي والسياسي، لن ينجح إلا بتنقية المجتمع الإعلامي وفق قواعد شفافه، تبدأ بإجراء إختبارات حقيقية لكل العاملين بالحقل الإعلامي، على أسس علمية سليمة، يتم من خلالها إختيار من يصلح في الإستمرار بالعمل، وتنقية جداول العاملين من خلال دورات تدريبية تكتشف المواهب وتقوم بتصعيد الكفاءات الحقيقية، والإستفادة من ذوي الخبرات وإعادة النظر فى توظيف غير الموهوبين فى هذا التخصص وتوجيههم إلى المجالات التي يجيدونها .
إن البيان الذي أصدرته الهيئة الوطنية للإعلام مؤخرا، بمناسبة “مرور ٦٠ عاما” على إنشاء مبنى التليفزيون المصري “ماسبيرو”، للرد على الإنتقادات والتلميحات بسبب تراجع دوره، يؤكد أن “ماسبيرو” بأبنائه هو من قائد حركة التنوير والفكر والثقافة لسنوات طويلة، وبرسالته الإعلامية شكل وجدان الأمة بإبداعاته وتراثه الفني والثقافي الفريد، ولا يزال يشكل قوة ناعمة مؤثرة في عقل ووجدان المشاهد المصري والعربي، فالتليفزيون المصري هو من قدم الجرعة التثقيفية من خلال برامج متخصصة، وهو من أنتج أعمال درامية رسخت القيم والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة وأسهمت فى تعزيز بناء الشخصية المصرية، وجسدت بطولات وتضحيات رجال الجيش والشرطة في دحر الإرهاب، فبيان الهيئة الوطنية للإعلام بإعتبارها رأس حربة الدفاع عن الإعلام المصري، يؤكد وجود إرادة حقيقة لعودة ريادة الإعلام الوطني والإنتاج الدرامي بقوة .
إن تشكيل وجدان وفكر وضمير الأمه وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية من حب الوطن والإنتماء له، وتنوير العقول وتشكيل الوعي جميعها أهداف تحققت من خلال التليفزيون المصري وهي لا تقدر بثمن .
فالتليفزيون المصري يمتلك مقومات وإمكانيات عظيمة وخبرات مهنية متميزة أجلسته على عرش ريادة الإعلام في الوطن العربي لسنوات عديدة وحان الوقت أن نسابق الزمن لعودة ريادته بقوة من جديد، بأيدي أبنائه الذين يبذلون الجهد لتطويره وتحديث أليات العمل به، الأمر الذي يؤكد أن تاريخ الإعلام المصري بكل رموزه وأدواته، يمكن أن يكون قاعدة حقيقية للانطلاق، فقط يحتاج منا إلى إعادة تقييم من خلال منظومة أثبتت نجاحا يشهد به القاصي والداني، نجاحا نشهده في مختلف قطاعات البنية الأساسية والتعليم والتطوير، وما احوجنا إليها في قطاع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .
إن تلك المنظومة التي يعمل بها “حماة الوطن”، هي السلك الذي عرج إليه، الرئيس عبدالفتاح السيسي”، ذلك المواطن المصري صاحب النشأة المصرية العادية الذى تحدث عنه جميع قادته العسكريين واصفين بأنه “المجتهد الخلوق”، مما دفع به إلى مصاف القيادة، رغم أنه لم يكن إبن رئيس أو ملك، ولكنه ابن إنسان مصري عادي أحب وطنه وعشق العسكرية المصرية واختار أن يكون من أبنائها، لأنها منظومة وطنية خالصة تعتمد الإرادة سبيلا، والإجتهاد والتميز منهاجا، والنجاح هدفا، لذلك فهي تمهد كل الطرق للترقي أمام النابهين المجتهدين المتفوقين، بلا ولاءات إلا للوطن، ولا إنتماءات إلا لمصر، ولا وساطات إلا للتفوق والإنجاز، فما أنجح إعلامنا إذا طبق تلك المنظومة الإحترافية المنضبطة على أبنائه، فسوف يكون الجميع جنودا مجندة لمصر وشعبها ومقاتلين مهرة خلف قائدها البطل الزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسي .