B فلسفة التدريب المهـني لذوي الإعاقة ومفهوم التحول الرقمي.. بقلم د/ خالد صديق أمرالله - جريدة الوطن العربي
عاجل
الرئيسية » تحقيقات وتقارير » فلسفة التدريب المهـني لذوي الإعاقة ومفهوم التحول الرقمي.. بقلم د/ خالد صديق أمرالله
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

فلسفة التدريب المهـني لذوي الإعاقة ومفهوم التحول الرقمي.. بقلم د/ خالد صديق أمرالله

تعد فلسفة التأهيل والتعديل السلوكي بالعمل هي الثورة الحقيقية في مجال الإعاقة والتي غزت أوروبا والعالم في الآونة الأخيرة حيث تعد تلك الفلسفة هي بريق الأمل لأبنائنا ذوي الإعاقة وأسرهم حيث لوحظ مع التطور العمري للمعاق ومروره بطور المراهقة ودخوله في مرحلة الشباب ظهور بعض السلوكيات السلبية الغير مرغوب فيها سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع المحيط به ومن مظاهر ذلك ( التدخين، العدوانية، التصرفات السلوكية السلبية والجنسية … وغيرها ) ذلك السلوك السلبي غير المرغوب فيه إجتماعياً قد يصل في بعض الأحيان لكوارث أسرية تجعله منبوذاً من الجميع ومن هنا تأتي إنعزاليته علاوة على تشتت النسيج الأسري في بعض الأحيان نتيجة لظهور الخلافات الأسرية بين الأب والأم والأبناء نتيجة عدم قدرتهم على إستيعاب تصرفات ولدهم للأسف وتلك هي المأساه التي يعيشها كل من المعاق وأسرته علاوة على تنمر المجتمع والمحيطين لعدم وعيهم بأبعاد القضية .
ومن هنا يأتي الدور الحقيقي لمراكز التأهيل المهني في إعادة صياغة حياتهم ومعالجة تلك السلبيات وإستثمار تلك الطاقات الغير مرغوب فيها لطاقات إيجابية تهدف في المقام الأول للمحافظة على الصحة العامة للإبن وتحقيق الاستفادة المتبادلة بينه وبين مجتمعه والمحيطين به وذلك عن طريق برامج تأهيلية مهنية متخصصة مرتبطة بمقاييس ومعايير أداء لقياس مدى الاستفادة قبل وأثناء وبعد خوض البرنامج وتهدف تلك البرامج إلى وضع المتدرب تحت المجهر سلوكياً وتحديد قدراته نحو الإنتاج وزيادة رغبته للعمل والإنجاز. وهنا جدير بي أن أنوه في مسألة أخطأت فيها سابقا ً على أساس اعتبار المنتج الناتج من عملية التدريب هو المحصلة والنتيجة ولكن النجاح الحقيقي أن يكون الأبن المتدرب هو المنتج الحقيقي للعملية التدريبية بمعني دمجه وإنخراطه في منظومة تدريبية يخضع وينصاع لروح الفريق والأوامر المهنية سواء أكانت فردية أو مزدوجة حيث يشعر بروح الفريق والانتماء وتتمثل مراحل البرنامج التدريبي في الآتي:
1. كسر الحاجز النفسي بين المتدرب وبيئة العمل المحيطة به من خلال التعارف والاعتياد على المحيطين حيث تعد تلك المرحلة هي أهم مراحل البرنامج وأصعبها.
2. وضع تقرير سلوكي للمتدرب من خلال التقييم المبدئي أثناء الخطوة الأولى كما يتم الوضع في الاعتبار التقارير الأكاديمية الأخرى ( تعليمي، تخاطب، نفسي، اجتماعي، طبي ) إن وجد.
3. وضع خطة البرنامج التدريبي وذلك من خلال مرئيات المتخصص ( المدرب ) مع ملاحظة أن تكون الخطة التدريبية مقترنة بزمن ويتم مناقشة المدرب في مرئياته حتى يتسنى توفير الاحتياجات المطلوبة.
4. إعداد نماذج التقييم والتقارير لكل مرحلة تدريبية مع ملاحظة أن تكون في سرية تامة.
5. إعداد المحفزات المادية والمعنوية للمتدرب.
6. الوقوف على المتغيرات باستمرار والتركيز على الإيجابيات المستحدثة وتدعيمها.
7. التقييم النهائي.
وتختلف البرامج التدريبية حسب ميول ورغبات المتدرب وحســـــب قدراته الخاصة ومن أهـــــــم تلك البـــــــــــرامج
( برنامج الحاسب الآلي، برنامج فني طباعة، برنامج فني نجارة، برنامج فني خياطة، برنامج فني زراعي وغيرها من البرامج المتخصصة … )
ومما هو جدير بالذكر أن التطور التكنولوجي والتحول للعالم الرقمي من وسائل حديثة قد إضافة للعملية التدريبية ولا سيما في ظل جائحة كورونا أثر كبير حيث أصبح في الإمكان التواصل مع الحالات والأسر من خلال البرامج التعليمية المختلفة عن بعد ولكني أرى أن تلك الاستفادة لا تقع على الحالات بشكل مباشر ولاسيما الإعاقات العقلية والتي تحتاج للتواصل المباشر للأخصائي أو للمدرب. ولكن وبأضعف الإيمان خير لك أن تصل متأخراً من أن لا تصل من الأساس. ولكني وأنا الآن أتحدث عن هذا الأمر بالخصوص أقترح أن نركز وبشكل أساسي على التطبيقات العملية على أجهزة الحاسب والهواتف المحمولة كنوع من أنواع إستثمار لوقت أبناءنا وكحل بديل لإستخدان وسائل التواصل الاجتماعي الغير هادفه والذي يقضوا فيه أوقات طويلة دون فائدة على غرار البرامج التعليمية المتخصصة للأطفال من خلال تلك التطبيقات يمكن أن ننمي مجال التأهيل المهني بشكل افتراضي ونقلل لمصروفات التدريب من المواد الخام وغيرها وكنوع لمحاكاة البيئة بشكل مبدئي، تمهيداً لمرحلة التدريب العملي..
حيث سنجد من خلال تلك التطبيقات البسيطة الأداة الافتراضية للتدريب علاوة على فتح سوق استثماري متخصص في إعداد تلك التطبيقات وقد لاحظت أن هناك توجه حالياً في ألمانيا وانجلترا نحو هذا الشأن حيث وجدت أجهزة لوحية تباع كمنصات تعليمية لأبنائنا ذوي الإعاقة ولكني أتحدث عن تطبيقات تدريبية وليست تعليمية ومتخصصة في مجالات مهنية كالطباعة والنجارة وغيرها.. وتكون أيضاً بشكل مجاني تيسيراً على أبنائنا وبناتنا.
أعزائي إن الأحلام يمكن أن تتحقق حينما تكون واقعية وممكنة وأن حلمي هذا قابل للتحقيق لمن يؤمن بقدرات وطاقات أبنائنا في مجتمعاتهم.
فمعهم وبهم سنحقق الأمل.

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الإعلامية عائشة الرشيد : الإمارات دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي

قالت الإعلامية عائشة الرشيد إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير في الطريق الصحيح للتحول إلى ...