عندما تصل لمرحلة تشعر فيها بأنك الأصح في بيئة قوامها النفاق والرياء .. عندما تفقد القدرة على التكيف وسط ظروف من عدم المبالاة بما حققته وما عانيت لإنجازه … عندما لا تجد ما يسمى بالتقدير وجب عليك الرحيل ..
الرحيل هو المفهوم الأصدق في تلك الحياة الفانية فهناك رحيل بالجسد وهناك رحيل بالروح ولا أقصد هنا الموت فمن المؤكد أن الموت هو الحقيقة الأبدية التي فطرنا عليها جميعاً .. بينما الرحيل الذي أعنية وأقصده هو نتاج المعاناة الإنسانية لما يحبطك ويفقدك طعم الحياة من أناس قابلتهم وللأسف ستقابلهم كل يوم تختلف قيمهم ومبادئهم عما عرفته فأنت بإستمرار تضع في جميع معاملاتك قواعدك التي تختلف عن قواعدهم غالبا ً سلوكك يختلف عن سلوكهم وحقيقة أنت صريح وواضح زيادة عن اللزوم وللأسف هم متلونون وكاذبون هم يستفيدون بإستمرار منك وأنت غالباً ما تخسر وقتك وجهدك وفكرك لإرضائهم وطالما أنت مستمر بعطاءك المفرط أضحي الحق المكتسب منك حقا ً أصيلاً ومشروع لزاما ً عليك علاوة على كونك المتصدر للمشهد الزائف وغالبا ًستبقى المطلوب والمرغوب لسذاجتك ولكنك ستجد الوجه الأخر من الخسة والدناءة عند أول منعطف لك ستجد من باع وستجد من تناسى مواقفك معه بكل سهولة وبساطة ..
وستظل تحادث نفسك بكل إحساس بالقهر والخذلان أيعقل أن تكون الطيبة ضعف والصدق وكل تلك المعاني النبيلة التي تعلمتها وتربيت عليها ذهبت مع الريح وسط مجتمعاً مليئ بالطمع والجشع والتلون ….
وبين الخوف من المجهول ( المستقبل ) وبين قلة الحيلة أحياناً تظل داخل عالمك القميىء العفن المفروض عليك تتكالب عليك الأمراض والأعراض وهنا فصناعة القرار في ذلك الوقت وبالتحديد ستجعل منك الكائن المتمرد الرافض للقيود والرافض للضعف والخذلان المنبوذ من هذا المحيط الذي ظهرت سوآته لك فأما أن تعيش تابع أو متبوع فهل قوة التغيير التي بداخلك قادرة على أن تصنع منك الإنسان الناجح الضارب بكل القواعد واللوائح البالية التي فرضها مجتمعك البائس عرض الحائط .. فالأمل بداخل كل إنسان ولكن القدرة ليست لدي أي إنسان ..
ولكني أنصحك بأخذ إستراحة محارب أعد فيها ترتيب أوراقك وإستعن بفقه الأولويات لديك لكي تبدأ من جديد وحتى تأخذ القرار الحاسم الذي يمكن أن يغيير مسار حياتك برمتها ..
إن الإيمان بالله وبقدراتك هو الفيصل في ذلك المحك المفصلي والرزق ليس بيد مخلوق وجميعها أسباب ليس أكثر والحب هو الطاقة التي يقذفها الخالق في قلب كل إنسان وعندما يجتمع اليقين مع الإخلاص في النية بأن المصير بيد الله وليس بيد مخلوق ولذا فإني أعلنها للناس كافة بأني قد لملمت أوراقي … وقررت الرحيل ….