بقلم أشرف سراج، المدير العام لتريند مايكرو مصر
تمتلك مصر سجلاً طويلاً من اجتياز الأزمات المختلفة بنجاح والخروج منها بقوة، في هذا السياق اعتبر البنك الدولي أن مصر تمتلك أسس قوية مترافقة مع “نمو كبير، وحسابات مالية متطورة، بالإضافة إلى مستوى جيد من الاحتياطيات الأجنبية”. ووضعت دراسة تقديرية تم إجراؤها قبل اندلاع جائحة كوفيد-19 اقتصاد مصر بين أكثر 10 اقتصادات نمواً في العالم بحلول عام 2030.
تلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في تحقيق النمو، من هنا فقد عزت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر قدرة البلاد على تجاوز الانقطاعات الحاصلة نتيجة تداعيات جائحة كوفيد-19 إلى الاستثمارات الكبيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات. ففي الوقت الذي تسعى فيه رؤية 2030 إلى خلق مجتمع حافل بالابتكار، والإبداع، والإنتاجية فإن الركيزة الثالثة من هذه المبادرة ترتكز على “العلم، والتكنولوجيا، والمعرفة”.
ومنذ اندلاع جائحة كوفيد-19 في مصر، عمدت البلاد إلى تطبيق إجراءات العمل والتعليم عن بُعد لضمان استمرار تدفق الأعمال، كما توجهت الشركات نحو توظيف الخدمات السحابية بالنظر إلى مرونتها في إعادة تشكيل بيئة وآليات العمل لتحقيق الاستقرار التشغيلي. ومن هذا المنطلق ، استخدمت هذه الشركات وجربت عدداً من منهجيات العمل القائمة على السحابة ما أسهم في تحقيق المزيد من التماسك والجاهزية لمواجهة الأزمات المستقبلية.
ومع ازدياد تبني الخدمات السحابية، يعمل مجرمو الإنترنت على استغلال الثغرات الموجودة على الأجهزة الشخصية غير المحمية للموظفين العاملين عن بُعد، أو الثغرات الموجودة في الشبكات، والمواقع الإلكترونية وأسماء المستخدمين. وتتمثل الهجمات التي يمكن أن يقوم بها مجرمو الإنترنت في التصيد الاحتيالي، والتهديدات التي تستهدف البريد الإلكتروني، وفيروسات الفدية. هذا العدد الكبير من الهجمات يشكل تحدياً للفرق الأمنية ما يعرض الشركات لنوع مختلف من الأخطار خصوصاً في ظل الأدوات القديمة، والحلول المنعزلة والافتقار إلى شمولية الرؤية والتنبيهات المتعددة.
يتمثل الحل المناسب لمواجهة هذه التهديدات في نهج عمل يسمى الكشف والاستجابة العميقة XDR والذي يعد مناسباً لنظم العمل التكنولوجية الجديدة من خلال تقديم عرض شامل للبنية التحتية التكنولوجية. مع العلم تم بناء هذا الحل بشكل تفصيلي باستخدام تقنية القياس عن بُعد عبر السحابة والشبكات والنقاط الطرفية وغيرها من المصادر الأخرى. ويعد حل XDR الأنسب لهذا العصر بفضل خصائص الانتشار حيث إنه نظام قائم على السحابة تم تصميمه بصورة متخصصة لتحقيق رؤية شاملة ومتكاملة. إذ تجري التحديثات بشكل تلقائي ، وكذلك عمليات البحث الأساسية ما يخفف من عبء التنبيهات. ولكن التهديدات تقدمت لتبلغ مستويات جديدة ما يستدعي تركيز الفرق الأمنية وفرق تكنولوجيا المعلومات على ابتكار حلول جديدة ومبتكرة.
ويتجاوز هذا النهج تقديم الحلول الأمنية ليشمل توفير رؤية متكاملة للتهديدات ، بالإضافة إلى حماية تشمل جميع المستويات فضلاً عن إمكانية دمجه مع البنى التحتية الموجودة، ما يسهل إدارة العمليات من خلال وحدة تحكم واحدة. وإن تبني مثل هذا النهج لا يمّكن الفرق الأمنية في الشركات من تعزيز أساس عملهم فقط ، بل أيضاً يسرع من رحلة التحول الآمن نحو الاقتصاد الرقمي.