جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
أمي … أبعث إليك سلامي وتحياتي وقبلاتي آملا ً أن تصلك وأنت في أحسن حال وأرقى منال ورضا من الرحمن ناعمة برحيق الجنان ..
أمي … ما أحلاها من كلمة وما أعمقها من معنى .. أمي .. إن غبت عني بجسدك ستــظل روحك تلازمني ما حييت وهمس تلك الإنفاس الأخيرة التي أعلنت رحيلك عني وأنا أحتضنك ورأسك على صدري مخاطبة قلبي وروحي بأن وقت الرحيل قد حان ..
فحياتي لم أجد لها معنى من دونك ..
أمي … أفتقدك كثيرا ً أفتقدت الصاحب والصديق أفتقدت تلك المعاني الجميلة التي تجعل مـن الحياة مذاق لأنك وبكل بساطة الحياة ورغم ما نحن فيه من نعم فبدونك الصورة لا تكتمل يا أمي ..
أمي … أفتقد حديثي معك يوميا ً عبر الهاتف كل صباح .. آخذ دعواتك وتوصياتك لي بضرورة الصلاة ويالها من كلمات تغمريني بها وكأنها الشمس التي تشرق وتملىء الكون بالنور والدفء فكلماتك لي يا أمي هي سريان الدم في العروق .
أمي … حبيبتي التي لم أتزوجها وهي صديقتي التي تمنيتها ولم أقابلها كل المشاعر الإنسانية الجميلة فيك يا حبيبتي .. عندما أحادثها لم أخشاها كنت أتحدث معها وكأني طفل صغير ألقي بهمومي وإنتصاراتي وإنكساراتي ومشاعري بين يديها دون خوف أو خجل فلما لا.. فهي من سترت عيبي ورحمة ضعفي وغفرت ذنبي وأخذت بيدي وأوقفتني بشموخ لأعاود الكره مرارا ً وتكرارا ً حتى أنجح .
أمي … لن أنسي دموع عينيكي الفرحه بقدومي من السفر ولن أنسي حضنك الدافء الذي أشعر به دوما ً بالأمان .
أمي … أنت الست المصرية الأصيلة التي وقفت بجانب أولادها وبيتها ولم تشعر زوجها وأولادها بضيق الحال أو الأحوال فعطائك رحمة وتربينا على يديك على الصدق وعزة النفس وأن
نصون العهد والوعد .
أمي … لن أنسى كلماتك الساخرة لي الممزوجة بالضحكات عن أحوالي في الكثير من الأوقات والتي كانت مؤشر لي بأنك راضية عني وعندما كنت تتحدثين معي بشكل صارم وحاد
معربة عن عدم رضاكي ورفضك لبعض الأمور .
يـــــاه … يا أمي بدموع قلبي أبعث إليكي رسالتي هذه وأبلغك بأني مشتاقا ً لكي وأحتاجك معي فيما تبقي لي من العمر .. عزائي الوحيد هو رضاكي عني الذي ألمسه في جميع خطواتي وأحوالي ..
ومع قرب يوم عيدك فأني وددت أن أشكرك بطريقتي المتواضعة والله يا أمي فأنا بداخلي الكثير والكثير يعجز اللسان عن التعبير عنه
لكي تحياتي .. ورحمة الله عليكي يا أمي …
أبنك العاشق .. خالد
