B عفواً .. نحن في زمن التكتوك .. بقلم د/ خالد صديق أمرالله - جريدة الوطن العربي
الرئيسية » تحقيقات وتقارير » عفواً .. نحن في زمن التكتوك .. بقلم د/ خالد صديق أمرالله
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

عفواً .. نحن في زمن التكتوك .. بقلم د/ خالد صديق أمرالله

مما هو جدير بالذكر ونحن نطرق باب العقد الثالث من الألفية الجديدة وسط هذا الكم الهائل واللانهائي من اللامعقول من التطور التكنولوجي والذي كنا نحسبه منذ فترات ليست بالبعيدة دربا ً من دروب الخيال ولكنه الأن أضحى واقع وطبيعي ولا يمكن الإستغناء عنه .حيث أطل على مجتمعاتنا بعض الظواهر السلوكية والإجتماعية والتي لم نعهدها ومن أكثرها وضوحا ظاهرة التكتوك والتروسيكل والذي إعتقدنا للوهلة الأولى أنها وسيلة مواصلات بسيطة وعملية تيسر على العباد الحياة وتقضي على الكثير من المشكلات الإجتماعية وأهمها البطالة والتي بدأت تظهر وتتفاقم يوما ً تلو الأخر بين صفوف الشباب الخريجين بلا عمل أو هدف …
وها هي تطل علينا بوجهها القميىء مثلها كمثل أي شيىء أخر إنصعنا له طواعية وأخرها المحمول هذا الجهاز الذي أبعدنا عن بعضنا البعض طواعية وأصبح كل فرد فينا في عالمه الإفتراضي الخاص به وبعيداً عن مفهوم المحمول سأركز معكم على موضوعي الحالي ألا وهو التكتوك والتروسيكل وسؤالي هل أنا مع أم ضد ؟؟
حقيقة للإجابة على هذا السؤال جلست مع نفسي أوقات كثيرة مره أكون مع ومرات أكون ضد ولكني سأطرح الأمر بين أيديكم ودعونا سويا ً نقرر فالرفض المطلق أو القبول المطلق يعد نوعا من أنواع الظلم لكلا الأطراف المتنازعه ولكني وأنا رجل أعمل في مجال الصناعة والتجارة إن تلك الظاهرة وإن إستمرت ستؤدي بنا كمجتمع لشعب متكاسل نظرا ً لعزووف الكثير والكثير من الشباب والعمالة في الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر عن العمل ولا سيما إنهم مهرة وبدراسة نشرت في أحد الصحف العالمية أقرت بأن خلال الخمسون عام القادمين سيكون للأيدي العاملة المباشرة قيمة سوقية كبيرة نظراً لندرتها وقلتها فلك أن تتخيل الحياة دون النجار أو السباك أو حتي الخباز وغيرها من تلك المهن الحيوية والتي لا نشعر بها بحياتنا اليومية إلا عند الحاجة لها ولكن الحياه لا تسير بالشكل السليم إلا بوجود تلك المهن ..
وللأسف فإن الشباب وأصحاب المهن تلجأ لتلك الوسيلة نظرا ً لعدم وجود غطاء مادي أو تأمين وظيفي لهم في أوقات الكساد مثلما حدث مؤخرا ً إبان جائحة كورونا علاوة أن سعر التكتوك أو التروسيكل في متناول الجميع وأزيدكم يمكن الحصول عليه وفقا ً لآليات ميسرة .. والشباب البسيط في ظل تلك الظروف الطاحنه لا يسعه إلا أن ينجرف مع التيار بمهنة لا تحتاج لمهارة ولا مؤهلات وليس عليها أي رقيب وعلى فرض أنه إبن مهنه معينة سنجد أن أجره اليومي لا يتجاوز المائة جنية ولا يزيد عن المائتين جنية في حالة أنه شيخ المهرة وسيعمل من الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة عصرا ً إلا وأنه ومن خلال هذا التكتوك أو التروسيكل سيتحصل على نفس المبلغ خلال اربع أو خمس ساعات دون عناء أو تعب .. و هنا نحن قضينا على أحلام وطاقة الشباب وقيمته المضافة للمجتمع حيث باعوا كل ما هوا غالي بالرخيص حيث أنحصرت أحلامه في تلك الوسيلة العقيمة قاتلة الطموح والتي تجلت سلبيتها تباعاً من ظهور فئات جديدة فرضت على المجتمع رغما ً عنها من متعاطي المخدرات والخاطفين والمغتصبون وغيرهم ..
عندما تسير أنت وأسرتك في الطريق العام والذي يعتبر أنه ملكية عامة ستجد على اليمين واليسار تلك التروسيكلات المحملة بالفاكهة للباعة الجائلين معترضة الطريق والمارة وكأن الطريق أصبح ملكية خاصة لهم …
من أعطاهم هذا الحق ولمتى سنصمت على ذلك وأين الجهات الرقابية من هؤلاء إني مؤمن بتجربة مصر الحديثة وما تصنعه القيادات نحو خلق فرص عمل للشباب ولكن فساد المحليات والأحياء وغض البصر على ما هو شائك ويمس المواطن هو ما يؤلمني ويؤلم كل محب لتراب وطننا الغالي إن تجربة القاهرة الجديدة والمنصورة الجديدة وغيرها والتمدد الأفقي هو الحل المنطقي وأطالب قيادتنا الرشيدة بالضرب بيد من حديد لكل من يخالف ويستغل ضعف وفقر وجهل الناس ولن ينصلح حال أوطاننا إلا بشبابها … تحيا مصر …..
ربي إحفظ مصر وشعبها

عن admin

تعليق واحد

  1. محمد علي ابو المعاطي

    صدقت يا دكتور خالد .تسلم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الإعلامية عائشة الرشيد : فشل مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن

قالت الإعلامية عائشة الرشيدإن مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتمكنوا من احتواء تطورات الأزمة ...