كتب إبراهيم احمد
أطلق نخبة من أساتذة أمراض السكر في الجامعات المصرية المختلفة، بالتعاون مع شركة «إيڨا فارما»، حملة «سكرك مظبوط»، وهي حملة توعوية تُقدم النصائح الطبية والعلاجية الهامة لمرضى السكري، البالغ عددهم قرابة 9 مليون مواطن ومواطنة، وذلك ضمن المسئولية المجتمعية للأطباء والشركة للمساهمة في الحد من أعداد المصابين بمرضى السكري في مصر، ومساعدة المرضى الحاليين على أن يعيشوا حياتهم بصورة أفضل.
انطلقت أولى فعاليات حملة «سكرك مظبوط» بفعالية طبية نُظمت في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية لمجابهة مخاطر فيروس كورونا المستجد، بحضور عدد من الأطباء، والفنانة سوسن بدر، التي أبدت دعمها للحملة، من أجل دعم أهدافها النبيلة في تحسين حياة المصريين، حسبما قالت على هامش انطلاق الفعاليات.
اهتمت أولى فعاليات «الحملة» بالحديث عن شهر رمضان المُعظم، بمناسبة قرب حلوله؛ حيث أكد الأطباء ضرورة عدم صيام مرضى السكري الذين يعتمدون في علاجاتهم على أخذ الأنسولين، حتى لا يحدث لهم نقص سكر وهبوط حاد ضد يسبب لهم مشاكل كبيرة، خصوصاً مع حاجة هؤلاء المرضى للشرب وتناول الطعام عقب أخذ جرعات الأنسولين، مؤكدين أن قدرة المريض على الصوم من عدمه يُحددها الطبيب المُعالج، وإذا سمح له بالصوم يتم تنظيم العلاجات، مع ضرورة الإفطار بشكل فوري لو شعر المريض بدوخة أو رعشة أو صداع شديد.
وقالت الدكتورة ابتسام زكريا، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب في جامعة القاهرة، إن مريض السكر لو أراد صيام شهر رمضان المعظم؛ فلابد أن يكون «مظبط السكر»، استعداداً للشهر الكريم، مؤكدة أن هناك قطاع من المرضى لا يسمح لهم بالصيام حتى لا تحدث لهم مضاعفات خطيرة، كما أنه إذا قرر الطبيب المعالج السماح بالصيام وحدث «هبوط»، لابد وأن يتم كسر الصيام، وشرب الماء بكميات كبيرة.
وحذرت «زكريا»، خلال مشاركتها في فعاليات إطلاق الحملة بـ«القلعة»، من إصرار المريض على الصيام حال عدم سماح الطبيب له بذلك، موضحة أن هذا الأمر قد يؤدي لـ«غيبوبة سكر»، وفي بعض الحالات جلطات، ومن ثم يجب الامتثال لتعليمات الطبيب المعالج له بشكل فوري.
ونصحت أستاذ أمراض الباطنة والسكر بـ«طب القاهرة»، بقياس مريض السكر لمستوى السكر في الدم أكثر من مرة خلال صيامه، الأولى بعد استيقاظه من النوم، والثانية ظهراً، والثالثة قبل الإفطار بنحو ساعتين، مضيفة: «لو القياس كان أقل من 60 خلال أي وقت من اليوم فيجب أن يبادر بالإفطار فوراً، وإذا كان 70 صباحاً فلا يصوم، أو إذا كان أكثر من 300»، موضحة أن تلك التعليمات عامة لكل مريض سكر، وكل حالة يصف لها الطبيب المعالج أفضل نظام لها خلال «الشهر الكريم».
وأشارت إلى أن الطبيب المعالج ينظر في الجرعات العلاجية وتنظيمها لمرضى السكري لو سمحت حالتهم الصحية بالصوم، عبر أدوية تضم المادة الفعالة «ميتفورمين» بمفردها، أو مزيج المواد الفعالة «فيلداجليبتين ميتفورمين»، لافتة إلى أن المزيج الأخير من أفضل الأدوية التي تأخذ المريض في رمضان، حيث لا تجعل المريض يعاني من الجفاف، أو غيبوبة السكر عبر انخفاض السكر بالدم، كما لا يحتاج العلاجات تغيير الجرعة العلاجية خلال شهر رمضان.
ووافق الدكتورة ابتسام زكريا، في حديثها الدكتور محمد رضا حلاوة، أستاذ أمراض الباطنة والسكر في كلية الطب بجامعة عين شمس، وعضو اللجنة القومية للسكر، مؤكداً أن التوعية بمرض السكر هو أمر هام للغاية، خصوصاً مع تواجد أعداد كبيرة من المصابين بالمرض دون علمهم، مشيراً إلى أهمية الاهتمام بالمواطنين المتواجدين في مرحلة «ما قبل السكر» حتى نقي أكبر عدد ممكن منهم من الإصابة بمرض السكري، ومضاعفاته.
وأضاف «حلاوة»، خلال إطلاق حملة «سكرك مظبوط»، أن هناك أمر خاطئ وهو توقف مرضى السكري عن أخذ علاجاتهم سواء خلال شهر رمضان المعظم، أو إذا شعروا بتحسن، مضيفاً: «مريض السكر بياخد علاجه طول العمر»، ويجب على الجميع سواء كانوا مصابين بمرض السكري أو لا الاهتمام بتناول نظام صحي وغذائي سليم، وممارسة الرياضة، والاهتمام بمواجهة السمنة أو البدانة.
وأشار إلى أن مضاعفات مرض السكري متعددة وخطيرة، منها الإصابة بمرض التهاب الأعصاب الطرفية، ووجود مشاكل في القدمين، والكلى، والعين، وشرايين الجسم، والقلب.
بينما قال الدكتور خالد الحديدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة بني سويف، إنه للأسف عدد مرضى السكري في ازدياد ليس في مصر فقط ولكن حول العالم بسبب عدم الوعي بالمرض، ومن ثم وصلت مصر للمركز الثامن عالمياً من حيث الإصابات بالسكر، مؤكداً على أهمية التوعية سواء للمرضى الحاليين بأهمية الانتظام على علاجاتهم، و«تظبيط سكرهم»، أو الاهتمام بالمواطنين في مرحلة «ما قبل السكر»، وهو أمر يهتم به العالم أجمع، مثمناً إطلاق حملة «سكرك مظبوط»، ودورها المنتظر في تحسين حياة مرضى السكري، ومنع الإصابات الجديدة.
وقال إن المواطنين في مرحلة «ما قبل السكر»، يتم تحديدهم عبر أكبر من طريقة من بينها تحليل «السكر التراكمي»؛ فإذا كان المواطن أقل من 5.7 فهو لا يعاني مرض السكر، وإذا كان من هذه القيمة حتى ما قبل 6.5 فهو في مرحلة «ما قبل السكر»، ويجب الاهتمام به، وما بعد تلك القيمة فهو مريض سكر بالفعل.
ونصح «الحديدي» المواطنين في مرحلة «ما قبل السكر»، بالعمل على إنقاص وزنهم، حتى لو كان 7% فقط من الوزن، مع الاهتمام بممارسة الرياضة حتى لو كانت «المشي» لمدة 30 دقيقة لمدة 5 أيام في الأسبوع، والاهتمام بالنظام الصحي السليم، والبعض قد يحتاج لاستخدام علاجات مما يحسن حالة المصابين بـ«السكري».
وشددت الدكتورة إيمان رشدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكري بكلية الطب بجامعة القاهرة، على ضرورة اهتمام المريض بالمتابعة الدورية مع الطبيب في عيادته، حتى ولو يشعر بتعب أو تراجع في حالته الصحية، موضحة أن المتابعة الدورية واجبة على الأقل كل 3 أشهر، ويتم قياس كل 3 أشهر السكر التراكمي، مع إجراء فحص دوري للعين كل عام على الأقل، وفحص القدم حتى نتجنب أي مشاكل لالتهاب الأعصاب الطرقية، مشيرة إلى أن المتابعة المبكرة تمنع المضاعفات والمشكلات الكبيرة قبل حدوثها.
من جانبه، أكد الدكتور جورج ماهر، مدير عام بشركة «إيڨا فارما»، أن حرص الشركة على إطلاق «سكرك مظبوط» يأتي في إطار مسئوليتها المجتمعية كإحدى الشركات الوطنية الكبرى، مشيراً إلى أن الحملة لن تقتصر على تلك الفعالية فقط، ولكن ستستمر لفترة طويلة.
وأوضح «ماهر»، خلال فعالية إطلاق «سكرك مظبوط»، أن «الحملة» ستتضمن عقد دورات تدريبية لأطباء للتدريب على مواجهة مرض السكري والعمل على تجنب المضاعفات التي تحدث منه، بالإضافة لتنظيم حملات توعوية لمرضى السكري عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدية، والإعلام الإلكتروني، بالإضافة إلى إطلاق قوافل طبية للمرضى في مختلف المحافظات.