كتب إبراهيم احمد
احتفت “الغرفة التجارية العربية البرازيلية” و”البيت العربي”، وهو ركن الغرفة المخصص لتعزيز الثقافة العربية وارتباط أبناء الجالية العربية بأوطانهم، مؤخراً بمناسبة “يوم الجالية العربية في البرازيل”. وجاء ذلك من خلال ندوة افتراضية تمحورت حول تاريخ الهجرة العربية إلى البرازيل.
واستعرض المشاركون بدايات الحضور العربي في البرازيل، وسلطوا الضوء على أهم مراحل نمو الجالية العربية وأبرز إسهاماتها خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان “الهجرة العربية: التاريخ والإرث والتأثير”
وتوزعت نقاشات الندوة على ثلاثة محاور، وتطرق المحور الأول إلى تاريخ الهجرة العربية، حيث شهدت الجلسة عرضاً لأبرز نتائج دراسة أعدتها مؤخراً الغرفة التجارية العربية البرازيلية، وتولى تنفيذها معهد (Ibope Inteligência) وشركة (H2R Pesquisas Avançadas) بهدف تقدير عدد البرازيليين المتحـدرين مــن أصــول عــربية وتحديد مدى اندماج أعضاء الجالية العربية في المجتمع البرازيلي.
وتمَّ إصدار الدراسة على هامش احتفال الغرفة بالذكرى لـ 68 لتأسيسها، وأظهرت نتائجها أنَّ البرازيل تحتضن 11.6 مليون برازيلي ينحدرون من أصولٍ عربية، لا يزال كثيرٌ منهم محافظاً على صلاته مع بلدانهم الأصلية رغم مرور عقود على هجرتهم إلى البرازيل. وأوضحت الدراسة إلى أنَّ حوالي 33% من المُستطلع آرائهم لا يزالون يتواصلون مع أصدقائهم وأقاربهم في الدول العربية، بينما سبق وأن قام 28% منهم بزيارة الدول العربية.
وتطرق المحور الثاني إلى الجهود المتواصلة لتعزيز التلاحم والتعايش بين البرازيليين والعرب، وتم خلاله دراسة ظاهرة الهجرة من منظورٍ مُختلف، والإشادة بالتضامن بين العرب والبرازيليين خلال جائحة (كوفيد-19). وكانت الغرفة التجارية العربية البرازيلية قد أطلقت حملةً تضامنية لتوحيد جهود التعامل مع التحديات التي سببها تفشي الفيروس المستجد عالمياً. وتُعنى هذه الحملة حالياً بمكافحة الجوع الذي تفاقم خلال الأزمة الراهنة.
واستعرضت النقاشات في محورها الأخير مسيرة تأثير البرازيليين المنحدرين من أصول عربية وغير عربية. وقام خلالها المنحدرون من أصول غير عربية بمشاركة تجاربهم المهنية والشخصية، وتحدثوا عن تحول مجرى حياتهم بفضل المهاجرين العرب.
وقال روبنز حنون، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية: “شكل هذا اللقاء التفاعلي منصة لإبراز الوحدة والتكامل بيننا بصرف النظر عن اختلاف أصولنا وخلفياتنا، وسط متابعةٍ لافتة من أكثر من 3,000 مشاهد. وفي ظل هذه الظروف العصيبة، يجب علينا مواصلة العمل معاً لبناء مستقبلٍ أفضل للجميع.”
وأضاف حنون: “لقد بيَّن لقاؤنا عبر المنصات الافتراضية أن البرازيليين من أصول عربية لا يزالون مرتبطين ومهتمين بالثقافة ونمط المعيشة التقليدي العربي، رغم نشأتهم في بيئاتٍ معاصرة. وسيكون لذلك تأثيرٌ إيجابي على الشراكة المتنامية بين البرازيل والدول العربية في كافة المجالات. ونهدف لتعزيز هذه الصلات من خلال منهجيات مُبتكرة سعياً لبناء المزيد من جسور التعاون والتواصل.”
يُذكر أنَّ هذه الندوة التفاعلية تأتي في إطار سلسلةٍ من اللقاءات الخاصة التي تستقطب العرب والبرازيليين، وتستهدف توفير المزيد من المنصات التشاورية والمساحات الحوارية لتعزيز التعاون الثنائي وفتح آفاقٍ جديدة لتطوير العلاقات العربية البرازيلية.