من العجائب ونحن على مشارف العقد الخامس من العمر والتي مرت وعلى ما يبدوا أنها بدأت تغيير من إيقاعها للأسرع معلنة عن قرب الرحيل .. حيث كنا سابقا ً نعتقد أن تلك السنوات بعيدة كل البعد عنا فإذا بنا نعيشها وتعيش فينا وها نحن نتجرع مرارة الفقد إما لقريب أو لعزيزا ً غالي عنا وبين هذا وذاك سيظل دائما ً بداخلنا الحنين للماضي ولما هو أقدم رغم ما عانيناه آن ذاك من قصور مادي أو عاطفي ولكنها البدايات أحبائي التي لها مذاق أخر في كل شيء فأنت الأن ورغم كل ما تملكه من وسائل تيسر العيش والعيشة لكنك للأسف تفتقد وتفتقر للكثير لما نسميه بالإحساس بالقيمة ولك أن تتعجب فكل ما تملكه اليد تزهده النفس عن كثب وتلك هي الحقيقة فنحن في صراع مستمر مع الذات لما نسميه الطموح أو حب الطموح الذي يأخذنا لشتات الدروب ويلهينا عن الحقيقة الأبدية في هذا الكون وهي الموت ….
فالموت هو العبرة التي ننساها أو نتناسها بحجة الظروف .. رسالتي لمن إدعى الفضيلة وأنا منهم لا تنخدع ببريق الأشياء وإن كانت ميسرة فسيل النعم الذي نحن فيه زائف ودعك من نفسك قليلاً الدنيا والعالم لم يقف بعدم وجودك وفقدانك .فالكل يسير ويمر وستنسى مثل الأخرين ورسالتي فلا تفرط في حبك اياً كان فالكل زائل وأنا وأنت منهم .