كتب إبراهيم أحمد
خلصت الجولة الرابعة للحوار العام من الماراثون الافتراضي للحوار الأورومتوسطي، التي عقدت تحت عنوان “الفنون والتعليم في مدن الثقافات المتعددة”، أنه من بين الأهداف الأساسية لمؤسسة “آنا ليند” ضرورة دعم كافة أنواع الفنون، لإزالة الحواجز الثقافية، وتعزيز دور التعليم في الحوار بين الثقافات.
وقالت مؤسسة “آنا ليند”، في بيان، إن “غالبية الأشخاص الذين شملهم استطلاع اتجاهات الثقافات 2020، الذي أدارته اليونورا أنسالاكو مسؤولة العمليات والبحوث الثقافية في المؤسسة، في أوروبا وبلاد جنوب وشرق المتوسط يرون أن المبادرات الثقافية والفنية أنشطة ناجحة للوصول إلى حياة أفضل في البيئات متعددة الثقافات، وأن المدرسة تضمن بشكل أساسي للأطفال الحياة في أوساط متنوعة”.
وقام المشاركون، في الحوار العام الذي أداره عصام بن عيسي من كونكت بشمال أفريقيا، بتحليل هذه الجوانب، وإثراء النقاش عبر إضافة تجاربهم الشخصية.
وسلط أيمن بوعزيزي الضوء على الدور الحاسم للمنظمات غير الحكومية في بناء مجتمعات قوية وسلمية، تساعد الشباب على النمو والمساهمة البناءة في المجتمع.
بدوره، قام مدير المؤسسة القبرصية للحوار والأبحاث التاريخية لويزوس لوكايديس، بشرح كيفية نجاح المؤسسة في جمع أكثر من 5000 طالب، ونحو ألف معلم، بواسطة الحوار والزيارات التعليمية في مدينة نيقوسيا المقسمة في قبرص، بهدف إقامة جسور العلاقات، ودعم إقامة السلام الدائم.
فيما ركز كارل دونيرت من الرابطة الأوروبية للجغرافيين (أوروجيو) على الكيفية التي تتيح بها الرقمنة المزيد من الفرص، لإشراك الأشخاص في الحوار بين الثقافات. أما بياراس ماكينري من أيرلندا، فرأى أن أفكار “الفضاء الثالث” والخلوة هي أفكار مركزية في مقاربات التعددية الثقافية.
من جهته، ناقش رافي فغالي من لبنان، وهو المؤسس المشارك لـ”ليبان ليف)، أهمية الفنون في التعليم ليس فقط كأداة، لكن كمنهج أساسي.
أما الصحفي الإيطالي فيديريكو جرانديسو، عضو مؤسسة فيليني للسينما، فتحدث عن المعرض الذي ترعاه الأمم المتحدة بعنوان “فيديريكو فيليني.. عبقرية الإنسانية”. بينما رأى المدير التنفيذي لشبكة منظمات “صوت الشباب” أندي ريبياجي أن التعليم الرسمي الوسيلة الرئيسية لدعم الحوار، إلا أنه ليس الوسيلة الوحيدة، حيث أن التعليم غير الرسمي يساعد الشباب علي اكتساب الثقة في أنفسهم، بغض النظر عن أصولهم وخلفياتهم.
كانت الجولة الثالثة تحدثت عن إمكانية تصدى الحوار بين الثقافات للتغير المناخي، وذلك بفضل مساهمات المشاركين، الذين يحاولون إحداث فرق في البحث والتنظيم والنشاط والتركيز حول العنصر المشترك لتجاربهم وهو الإدماج.
ويجمع ماراثون مؤسسة آنا ليند الافتراضي للحوار في المنطقة الأورو متوسطية أنشطة شبكة المجتمع المدني التابعة لمؤسسة آنا ليند والمنظمات الشريكة التي تقام على مدار 42 يومًا من 19 مايو إلى 29 يونيو.
ويهدف الماراثون الافتراضي إلى تسليط الضوء على أهمية الحوار بين الثقافات في بناء مجتمعات مستدامة في المنطقة الأورو متوسطية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات والفرص التي أحدثها وباء كورونا (كوفيد_19).
وانطلق الحدث الثالث للحوار العام الأسبوعي لماراثون مؤسسة آنا ليند الافتراضي من تحليل الوضع في منطقة البحر الأبيض المتوسط المتأثرة بشدة بالتغير المناخي والتدهور البيئي، وأشرف على الحدث عصام بن عيسى من (كونكت بشمال أفريقيا).
وشهدت منطقة البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة نموًا سكانيًا، خاصة في المناطق الساحلية وظواهر أخرى مثل تدفق الهجرة الناتج عن النزاعات والفقر وتأثيرات التهديد العالمي الناجم عن التغير المناخي.
وأدخلت إليونورا إنسالاكو، من مؤسسة آنا ليند، مفهوم الصفقة الخضراء الأوروبية الممتدة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، “فيما يتعلق بالبيئة، حيث تترابط ضفتا البحر الأبيض المتوسط بشكل كامل، ليس من أجل التحديات فحسب، بل أيضًا من أجل الفرص”.
وشرح سيرجي نوس، من قسم الجغرافيا في جامعة جيرونا بكاتالونيا، الكيفية التي يحتمل أن يكون فيها المهاجرين أكثر من مجرد ضحايا، بالقول: “يمكن للمهاجرين أن يكونوا سبّاقين في وضع حلول للتغيرات المناخية”، و”يعتبر الإنصاف والعدالة البيئية من الأولويات، بينما يمكن للحوار بين الثقافات أن يساعد على جعلهما مهمين”.
وقد شرحت جيلدا كاتالانو، أستاذة علم اجتماع البيئة والأقاليم في جامعة كالابريا الإيطالية، السيناريو الأوسع ليس فقط من وجهة النظر الجغرافية “فالمجتمع يعتبر جزء لا يتجزأ من البيئة؛ وكل عمل اجتماعي هو عمل بيئي”.
ومن بين النشطاء الذين تحدثوا عن تجربتهم، تطرق أحمد ياسين، مؤسس شركة بانلاستيك المصرية إلى حوار الثقافات، قائلاً: “سيؤدي غيابه عن المعادلة، إلى خسارتنا للمعركة دائمًا. ولابد وأن يكون الجميع على الطاولة، ولابد من إشراك الجميع في المعادلة، بحيث يتكامل تنوع الأفكار مع المشكلة الأكبر، ألا وهي حالة الطوارئ المناخية”.
جدير بالذكر أن مؤسسة آنا ليند هي منظمة دولية، تأسست في عام 2004، وتعمل من منطقة البحر الأبيض المتوسط لتعزيز الحوار بين الثقافات والمجتمع المدني في مواجهة انعدام الثقة والاستقطاب الآخذين في التزايد. ويقع المقر الرئيسي لمؤسسة آنا ليند في الإسكندرية، ولديها منسقون وموظفون إداريون في أكثر من 40 دولة.