كتب إبراهيم أحمد
في مبادرة مبتكرة ومستدامة، أطلق السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، البرنامج الوطني لتشغيل الشباب، وذلك خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء.
سيعمل البرنامج العُماني على إيجاد حلول مستدامة لتوفير وظائف في كافة قطاعات الدولة (المدنية والعسكرية والأمنية) وشركات القطاع الخاص، كما سيعمل على تحليل البيانات الخاصة بالباحثين عن عمل حتى دخولهم إلى سوق العمل.
كما سيُعنى برنامج التشغيل أيضًا بإيجاد الحلول التي تعمل على سدِّ الفجوة المعرفية والمهارية التي يتطلبها سوق العمل لضمان جاهزية الباحثين عن عمل للتوظيف الفوري.
وقد وجه سلطان عُمان، بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لتطبيق التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية للوظائف والمهن المختلفة.
ويرى المراقبون أن اجتماع مجلس الوزراء جاء ليؤكد على محاور ومرتكزات أساسية في طريق بناء واستدامة المستقبل العُماني، من المبادرات التشغيلية إلى قضية مستقبل سوق العمل وإيجاد التعليم الجديد في هذا الشأن، بالإضافة إلى عملية تجويد الأداء الحكومي ونقله إلى أفق الحكومة الإلكترونية وعصر المعرفة والتسارع الإنساني في اكتساب الخبرات وتحصيل النتائج وفق رؤى مدروسة وسديدة.
وثمة تأكيد قوي من جانب القيادة السياسية العُمانية، على أن ملف التشغيل والباحثين عن عمل، يشكل أولوية وطنية قصوى، وهذا يعني المضي في المبادرات والسياسات المعلن عنها للشباب، بما يمكن من التنفيذ وتحقيق الأهداف عبر متابعة مستمرة من سلطان عُمان، حيث يتمثل الهدف الكلي في إيجاد الحلول المستدامة، ولن يكون ذلك إلا عبر التعاون بين قطاعات الدولة والقطاع الخاص، لأن شأن البناء الوطني يتعزز بهذا المعنى في تعبيد أرضية المسؤوليات المشتركة.
وسيكون من الضروري العمل على وضع قضية الباحثين عن عمل ضمن إطار تحليلي وعلمي بحيث يكون الدخول إلى سوق العمل عملية منظمة تتواكب مع الاحتياجات الحديثة لهذه السوق من معارف ومهارات وخبرات، ومن هنا جاء التوجيه السامي بالإسراع في تطبيق التعليم التقني والمهني الذي يتقاطع مع حاجة العصر والرؤية المستقبلية لعُمان.