سلطت رسالة ماجستير للباحث محمد عبد الستار عبد العزيز الدمراوي، الضوء على دَوْرُ الشَّبَكاتِ الاجْتِماعيَّةِ في مُواجَهَةِ الْإِرْهابِ داخِلَ المُجْتَمَعِ الْمِصْرِيِّ فِي مَرْحَلَةِ ما بَعْدَ ثَوْرَةِ 30 يونيو عام 2013، والتي ركزت الدراسة على تَحْليلُ مُحْتَوى الصَّفحَة الرَّسْمِيَّةِ للمُتَحَدِّثِ العَسْكَرِيّ للقوات المسلحة.
ورصدت الرسالة، التي تمت مناقشتها بمعهد العلوم الاجتماعية في جامعة الإسكندرية، التعرف على الدور الذي تقوم به الشبكات الاجتماعية عبر شبكة الإنترنت في مواجهة الإرهاب داخل المجتمع المصري في الفترة ما بعد 30 يونيو 2013م؛ وذلك عن طريق تحليل المحتوى الذي تُقدِمَهُ الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، وما تُقدِمَهُ من معلوماتٍ حول قضية الإرهاب ومواجهته، ومحاربة الأفكار المتطرفة وكيفية مواجهة الشائعات، وتحليل التفاعلات تجاه المحتوى المُقَدَّم.
وتتمثل الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة، في أن نتائجها تعد نواة لخطة استراتيجية كبرى لتطوير الصفحات الرسمية للدولة على مواقع التواصل الاجتماعي حتي يمكن من خلالها توفير المعلومات والأساس الموضوعية التي تزيد من فاعلية استخدام الشبكات الاجتماعية في مواجهة الإرهاب، والوقوف على الإيجابيات والسلبيات والمعوقات التي تحد من فاعلية هذا الدور، ووضع المقترحات وفق نتائج الدراسة لزيادة فاعلية هذا الدور.
وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج وأهمها، الأشكال الإعلامية التي تم توظيفها لإمداد مستخدمي الشبكات الاجتماعية عن تصوير الجماعات الإرهابية، وأن غالبية البيانات المنشورة تم استخدام تغطية الصور والفيديوهات التي تحتوي على مشاهد مفزعة أو عنيفة.
كما أن النسبة الأكبر من أسباب نشر المحتوى الذي تقدمه الصفحة جاءت للتوعية المجتمعية من مخاطر الإرهاب وعدم الوقوع في فخ التَطَرٌّف، وأن البيانات المنشورة على الصفحة أوضحت أن القوات المسلحة تحقق أهدافها المخططة لمجابهة الإرهاب طبقًا للمعلومات المنشورة.
وبينت الصفحة، أن هناك ثمة علاقة قوية بين القوات المسلحة والشرطة المدنية في مواجهة الإرهاب، خلال البيانات وفي كافة المواجهات.
كما أن أن الصفحة قدمت محتوى إعلامي يُعتمد عليه في إشباع حاجات مستخدميها والمتابعين لها، واهتمت بالالتزام بالمعايير الإعلامية الخاصة بالاتصال والمجتمع في تقديم محتوى يناسب المتلقي والمستخدم لهذه الشبكات ويتسم بالمصداقية والشمولية والسرعة والوضوح من خلال تناولها لملف مواجهة الإرهاب في مصر.
وأيضا استهدفت الصفحة التواصل المباشر بين القوات المسلحة “المنوط لها شرف الدفاع عن الوطن ضد كل معتدٍ يستهدف مقدراتها”، وقادة الرأي ووسائل الإعلام، ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابها؛ للإمداد بالمعلومات الموثقة والمؤكدة حول الأحداث والمواقف المتعلقة بالمؤسسة العسكرية، والقيام بدورها بالاشتراك مع أجهزة الأمن المختلفة في مواجهة الإرهاب في مصر.
كما أن الصفحة اهتمت بوحدة الصف للمجتمع المصري، وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ قيم المواطنة وبث روح الانتماء إلى حدٍ كبير كشكل من أشكال مواجهة الإرهاب ومحاربة أفكاره.
وحرصت صفحة المتحدث العسكري، على تحري الدقة في نشر المعلومات الموثقة والحقيقية عن حجم وأعداد الذين تم القضاء عليهم من الجماعات الإرهابية والتكفيريين أو تم القبض عليهم، ونوع وأعداد الأسلحة المستخدمة في القضاء على الجماعات الإرهابية والتكفيريين، أو تم ضبطها أثناء عمليات المواجهة والمداهمات، أو تدميرها أثناء تنفيذ المهام المخططة للعمليات التي تجرى على أرض سيناء وداخل مصر.
وأكدت الدراسة، أن الغالبية العظمى يرون أن الأساليب والتقنيات المستخدمــة على الصَّفْحَـــةُ حديثة ومتقدمة طبقًا لقواعد الاتصال الحديثة، ونجحت إلى حدٍ كبير في نقل ومتابعة عمليات مواجهة الإرهاب في مصر وسيناء إعلاميًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما نجحت إلى حدٍ كبير في توضيح الْتِزامِ قوات مكافحة الإرهاب بالحفاظ على حِياةِ المَدَنِيينَ.
وتوصلت الرسالة إلى أن الدولة نجحت بشكلٍ كبير في القضاء على الإرهاب بشمال سيناء، مما ساعد بشكل أكبر في استمرار عملية التنمية وتنفيذ العديد من المشروعات التي قامت الصفحة بالتنويه عنها، فضلا عن أنها تصدت للشائِعاتٌ التي تَقوم بها الجَماعات الإرْهابِيَّة وأَنْصارُها بِبَثِّها عَبْرَ شَبَكاتِ التَّواصُلِ الاجْتِماعِيِّ للتَّأْثيرِ على المُجْتَمَعِ المِصْرِيِّ.
وركزت الرسالة على أن الغالبية العظمى يرون أن الْقُوّاتُ المُسَلَّحَةُ لها دور كبير في مُواجَهَةِ الْإِرْهابِ الإلِكْتِرونِيِّ، وذلك باستخدام أحدث المعدات المتطورة في مجال تكنولوجيا المعلومات والحروب السيبرانية، وأكفأ العناصر المدربة على أحدث الأنظمة المعلوماتية والأمن السيبراني، ويؤكد ذلك إطلاق مصر أول قمر صناعي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي ينقل مصر إلى مرتبة عالية في مواجهة الحروب الإلكترونية).
وكانت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة- التي منحت الباحث محمد الدمراوي، درجة ماچستير الفلسفة في الآداب بتقدير امتياز- تكونت من كل من أ.د/ طه عبد العاطي نجم أستاذ ورئيس قسم الإعلام – كلية الآداب – جامعة الإسكندرية “رئيسا ومناقشًا”، وأ.د/ هاني خميس أحمد عبده أستاذ علم الاجتماع ووَكيلُ كُلِّيةِ الآدابِ للدِّراساتِ العُليا والبحوث – والقائم بتسيير أعمال عميد كلية الآداب – جامعة الإسكندرية “مشرفًا”، و أ.د/ محمود عبد الحميد حمدي أستاذ علم الاجتماع المساعد – كلية الآداب – جامعة دمنهور “مناقشًا”.