جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة شركة أوميجا سوفت
إستكمالا لموضوع الثورة الصناعية الرابعة ، سأتحدث اليوم عن موضوع مهم وهو الروبوتات والذي يمثل محور ارتكاز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وحجر الزاوية للثورة الصناعية الرابعة ، والروبوت في تعريفه البسيط هو آلة ميكانيكية يتم تزويدها بحساسات وأجهزة استشعارية ومنصة الكترونية متكاملة تحتوي على مجموعة من البرمجيات والخوارزميات وانظمة التشغيل والمعالجات الالكترونية وبطاريات والتي تقوم بمعالجة البيانات المقروءة من الأجهزة الاستشعارية والمخزنة سلفا لاتخاذ قرارات للقيام ببعض الاعمال .
والجدير بالذكر أن كلمة روبوت يعود أصلها الى كلمة روبوتا Robota وهي كلمة في اللغة التشيكية والتي تعني السخرة او عمل السخرة وكانت تطلق على المزارعين في دولة التشيك منذ زمن بعيد . كما أن اول روبوت ظهر سنة 1954 على يد المهندس جورج ديفول ، الذي يعتبر أحد رواد مخترعي الروبوتات ، وكانت المهمة الرئيسية لهذا الروبوت التقاط وتحريك الأجسام الثقيلة من مكان لآخر، وتم تطويره لاحقًا للقيام بلحام المعادن في المصانع ، ومما سبق نجد أن الروبوت يتكون من 3 عناصر اساسية :
1- أجهزة الاستشعار أو الحساسات ( سواء السمعية او باللمس او البصرية ) وهي بمثابة ادوات المدخلات في الانظمة الالكترونية العادية .
2- المنصة الإلكترونية : والتي تتكون من جميع مكونات الحاسب الالي بما فيها معالج وحفظ البيانات وانظمة التحكم والتشغيل ومجموعة من البرمجيات والخوارزميات التي تقوم بمعالجة وتحليل البيانات لتنتج المخرجات في شكل أوامر لأدوات اتصال ترسل الى الأجزاء الميكانيكية بالروبوت من أجل التشغيل والتحكم لمهام محددة وردود افعال بسرعة كبير في وقت محدد .إضافة الى بطاريات الطاقة وأدوات الشحن .
3- الأجزاء الميكانيكية وهي تلك الاجزاء التي تستقبل الأوامر لتنفيذها بردود افعال لأعمال معينة أو بكلمات أو بحركة معينة .
والروبوتات دخلت تقريبا كل مجالات الحياة ومن المجالات الأكثر انتشارا هي :
– المجالات الصناعية : حيث انتشرت الروبوتات في صناعة السيارات بشكل كبير وبعض خطوط انتاج المصانع الأن اصبحت تعمل بالروبوتات بشكل كامل . وأيضا في صناعة الطائرات والأسلحة والأدوية وكثيرا من الصناعات الدقيقة والثقيلة الآن ، وبشكل عام جميع خطوط الانتاج الحديثة لكل الصناعات .
– الأعمال اللوجستية : حيث تعتبر الآن الروبوتات محور اساسي في المخازن والمستودات والشحن والتفريغ والنقل .
– الأعمال العسكرية : حيث تقوم الروبوتات الآن بالكشف عن الألغام بدلا من الانسان والجدير بالذكر أنها تقوم بمسح عدة كيلو مترات في الدقيقه الواحدة . كما ان الروبوتات في المستقبل القريب ستحل محل الجنود على أرض المعركة بدلا من المشاة وستكون ايضا فوق الدبابات والأسلحة التي سيتم تصميمها ليكون الروبوت هو المتحكم وفقا للموقف القتالي وهذا على سبيل المثال وليس الحصر .
– الخدمات الصحية : حيث يتم تصميم روبوتات دقيقة لا يتعدى حجمها عن بعض الملليمترات والتي تقوم باجراء عمليات دقيقة عن بعد ومعظم المناظير الحديثة الان بها روبوتات تعمل بذكاء ودقة متناهية كما تم الاستعانة بالروبوتات في الصين بالكشف عن الاشخاص حاملي الفيروس COVID-19 وتم ذلك بالمسح الميداني داخل المدن والمستشفيات والاماكن العامة مما ادى الى محاصرة الفيروس ، كما يوجد الكثير من التطبيقات الصحية التي يتم فيها استخدام الروبوتات بشكل كبير .
– أعمال الفضاء والفلك : حيث يقوم علماء الفلك بإرسال الروبوتات للقيام ببعض الأعمال التي تحتاج الى تحمل البيئة الخارجية وأيضا تصوير لبعض الأماكن التي يصعب عليها الانسان التواجد فيها أو التواجد لفترات طويلة وأيضا استشعار بعض الظواهر الطبيعية للكواكب وكثير من أعمال الفضاء .
– الأعمال الشاقة : ومنها التي تكون تحت الماء بمسافات كبيرة حيث ان ضغط الماء لايتحمله الانسان على مسافات بعيدة وايضا في الغواصات والأعمال البحرية مثل مد الكوابل البحرية للإتصالات والكشف عن الاعطال واماكنها واصلاحها . كما يتم استخدامها ايضا في اعمال إطفاء الحرائق بدلا من التدخل البشري
– الخدمات : مثل المكاتب الامامية للفنادق والمطاعم وأيضا الطهي والتقديم في بعض المطاعم وعلى سبيل المثال يوجد حاليا مطاعم في اليابان ودبي وبعض المدن العالمية تعمل بشكل كامل بالروبوتات .
وفي حقيقة الامر أصبحت الروبوتات الآن موجودة في كل مجالات الحياة والتي تتميز بذكاء وسرعة وكفاءة وقدرة وتحمل في آداء جميع الأعمال التي تقوم بها . وللحديث بقية .
