– لا ينبغى أن تعلق فشلك دائما على شماعة عدم العدالة وان الحياة لا توزع الفرص بعدالة
– النجاح نتاج الاستمرار بعد أن يكون الآخرين قد انصرفوا يائسين
– النجاح لا يأتي بالصدفة أو دون جهد ويجب توظيف التعليم لتحقيق الأهداف
كتب إبراهيم أحمد
واصل صالون الدكتور صديق عفيفي رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت نشاطاته ، حيث انعقد أمس الإثنين وسط حشد كبير من أساتذة الجامعات والمثقفين والإعلاميين والشخصيات العامة والخبراء، مستعرضا أهم مفاتيح الحياة التي يجب على الإنسان أن يتمسك بها حتى يحقق أهدافه
الدكتور محمد البنا أمين الصالون تحدث في البداية عن أهمية التفاعل الثقافي في إثراء الأفكار وقدم الدكتور صديق عفيفى ، وموضوع الصالون ” مفاتيح النجاح في الحياة ، مشيرا إلى المسيرة العلمية والمهنية المتميزة للدكتور صديق وكيف أنه نموذج عظيم فى النجاحات والعطاء ، مثل النهر المتدفق، كما أنه نموذج في التغلب على المصاعب ومن الصعب أن نجد كلمات تصف نجاحات الدكتور صديق عفيفي وشخصيته ،وأضاف الدكتور محمد البنا :عن تجاربي مع الدكتور صديق عفيفى ، ما من مشكلة تواجهه الا وتغلب عليها داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحفظه .
وتحدث الدكتور صديق عفيفي للحاضرين عن مفاتيح النجاح في الحياة، مشيرا في بداية محاضرته أن كلمة الحياة تشمل كل شيء العمل ، الحب وسائر العلاقات الإنسانية مشيرا إلى أن النجاح هو رحلة حياة وليس محطة وصول ، وأضاف قائلا :” النجاح هو رحلة حياة مستمرة طوال الوقت، و طالما أنت على قيد الحياة فإنك تسعى حتى تنجح أكثر مؤكدا أن النجاح يستر عورات الناجحين وسيتذكرك الناس بما فعلته أنت ، ولن ينشغل العالم بإحساسك بذاتك ، فالثقة بالنفس مهمة .مستشهدا بأن بيل جيتس الذي يكسب سبعة مليون دولار في اليوم بدأ حياته من الصفر ، وله مقولات عديدة هامة منها : أن النجاح لا يأتي للجالسين في مقاعدهم ، لذلك قم وقابل النجاح .
واضاف الدكتور صديق عفيفي أنه لاينبغى أن تعلق فشلك دائما على شماعة عدم العدالة وان الحياة لا توزع الفرص بعدالة هذه حقيقة موجودة لكن لابد أن تحاول وتحاول حتى تحقق النجاح ، وأشار أنه عندما تجد الفرصة لابد أن تتمسك بها ، وقدم العديد من النماذج التي قابلته في حياته ، والتي استطاع من خلالها أن ينتهز الفرصة بحيث يستفيد ويفيد أيضا بشكل متوازن ومنها عمله مستشارا في أكثر من ديوان أميرى وحكومى بالدول العربية
وأكد الدكتور صديق عفيفي أن هناك العديد من الوصايا الخاصة بالنجاح منها : أن النجاح هو نتاج المثابرة وان النجاح نتاج الاستمرار بعد أن يكون الآخرين قد انصرفوا يائسين ، مؤكدا أن النجاح لا يأتي بالصدفة ، لكن بالمثابرة والجهد كما أكد أن الشهادات لا تضمن النجاح ولكن المهم كيف توظف هذه الشهادات أو هذا التعليم بشكل جيد ، واضاف أن المنتصرين هم فقط المؤمنين بقدراتهم على النصر وعلى النجاح ضاربا المثل أننا لو دخلنا حرب أكتوبر ١٩٧٣ ونحن غير مؤمنين بقدرتنا على النصر لكانت تكررت نكسة ٦٧ ، لكن الرئيس الراحل أنور السادات كان لديه العديد من عناصر النجاح منها حتى كتمان يوم المعركة ، وأذكر أن السيدة الراحلة جيهان السادات كانت معنا في إحدى الندوات واكدت أن الزعيم الراحل أنور السادات لم يخبرها يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ أن هناك حرب وهذا يدلل على عبقرية إلرئيس السادات الذي كان لديه إيمان بالنصر ، وان هذا الإيمان هو أمر مهم جدا تحقيقه وكان السادات يجلس سته عشر ساعة للتخطيط لحرب أكتوبر ٧٣ .
وأضاف د. صديق عفيفى قائلا : هناك أمثلة من عالمنا العربي فقد كانت أقصى أمنية تريدها أسرة الراحل العظيم الدكتور طه حسين أن يعمل مؤذنا في مسجد القرية ، لكن د. طه حسين بالإصرار والإيمان بالقدرة على النجاح رغم أنه كفيف وصل للكثير والكثير في مصر والعالم ، لأنه إجتهد ولم ييأس وهو كفيف ، وهذا هو نموذج مشرف ، أيضا داروين قالوا له انت لا تصلح لشئ لكنه نجح وأديسون الذي لديه ألف اختراع ، وقالوا لوالده ابحث له عن عمل لأنه فاشل في الدراسة ، وجيمس وات أيضا الذي اكتشف الطاقة من البخار كان مضحكة زملائه فى المدرسة وأينيشتاين كان طفلا بليدا يسقط في كل المواد إلا الرياضيات.
وأضاف الدكتور صديق عفيفي أن من يريد أن ينجح عليه أيضا أن يؤمن بمبدأ أنك إذا هزمت في معركة لا تخسر الحرب كلها ، وهذا شبيه بمباريات الكرة يعني إذا أنت انهزمت اثنين صفر مثلا في الشوط الأول يمكن أن تفوز في الشوط الثاني باربعة أهداف لهدفين وهكذا .وأكد الدكتور صديق عفيفي أيضا أن الإنتصار على النفس هو الانتصار الحقيقي وان مهمتنا في الحياة ليس أن نسبق الأخرين لكن أن نحقق أرقامنا القياسية نحن واضاف إذا بدأت استمر حتى خط النهاية النتيجة تحسب بالنهاية وليست باللعبة الحلوة خطط نظم وتابع ، واضاف الدكتور صديق عفيفي أن متانة السفينة لا تضمن وصولها إلى بر الأمان ،فالضمان هو القيادة الماهرة مشيرا إلى أن الذين بنوا سفينة نوح هم هواة ومع ذلك وصلت إلى بر الأمان ، أما المحترفون فقد بنوا تيتانيك وهي أكبر وأعظم سفينة في التاريخ ولكنها مع ذلك غرقت لأن قادة السفينة لم يحسنوا قيادتها .
وأكد الدكتور صديق عفيفي أن هناك مبدأ هاما يحب أن أن نؤمن به جميعا وهو :”احلم بجرأة .. خطط بدقة ونفذ بإتقان ، ضاربا مثلا بالرئيس انور السادات الذى حلم باستعادة الكرامة فخطط بدقة وظل السادات يخطط بدقة لمدة ستة عشر ساعة يوميا مع المختصين كما قام أيضا بالتمويه ونفذ بإتقان واستطاع أن يحقق الحلم هو أن يهزم إسرائيل وهو حلم كان الكتيرون يعتقد أنه لن ينتصر ، وأنه ينتحر بذلك التفكير ، لذلك تلك صفات القائد الناجح والسادات له صفات كثيرة لكن اهم صفاته الكتمان في الأمور الحاسمة حتى عن أقرب المقربين
وأشار الدكتور صديق عفيفى إلى نموذج الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء مستشهدا بقصة نجاحه مؤكدا أن هناك مقولة هامة له وهي :أن هناك شرطين للنهضة ، الرؤية والإرادة .. الرؤية المستقبلية وهي تصورك للمستقبل والإرادة في تنفيذ ذلك ، أن تكون هناك جرأة وإرادة في أن تنفذ هذه الرؤية وان تطرق أبوابا جديدة ، مستشهدا بالعديد من قصص النجاح منها نجاحه في تنفيذ رسالة الماجستير في جامعة مانشستر عام ١٩٦٦ رغم أن الأستاذ المشرف على الرسالة قال إن الفكرة التي قدمها تحتاج إلى عشرين عاما لتنفيذها لكنه نفذها في وقت قصير ونال احترام أستاذه وحصل على الماجستير ثم بعدها على الدكتوراه وتطرق أيضا ٱلى قصة انشائه مدرسة في مدينة نصر عام ١٩٨٤ وكانت أول مدرسة يتم استخدام الكمبيوتر فيها داخل المدرسة وفي المكتبة وايضا اول برنامج تدريبي للمعلمين كان ايضا في المدرسة وكان عن بناء الشخصية وتحدث فيه عن الدكتور الراحل حسن رجب صاحب القرية الفرعونية وقد نجحت المدرسة نجاحا كبيرا ولكن مع زيادة النجاح وزيادة الإقبال قرر أن يذهب إلى منطقة أخرى وكان معه 48 شريكا وشريكة لكنهم جميعا رفضوا فكرته وتمسك هو بهذا الحلم وذهب إلى طريق مصر الاسماعيلية وحصل على مساحة أربعة عشر فدانا ثم حصل على تمويل من أحد البنوك الكبرى وحقق ما أراده والحمد لله تحققت نجاحات كبيرة للمدرسة وبها مساحات خضراء وملاعب تتسع لكافة أنشطة للطلاب وهي مدارس طيبة المتكاملة الدولية ، وأكد أنه أصر على. الحصول على هذه الأرض وحصل على موافقات من المحافظة ومن وزارة التعليم ومن الجهات المسئولة كافة حتى بدأ العمل في المدرسة ونجحت الحمد لله على مدى سنوات طويلة .
وأوضح الدكتور صديق عفيفى أن طريق النجاح عاده ليس هو الطريق المطروق ، وأن أجرأ القرارات ليست أكثرها أمانا و أن الوقت دائما مناسب للبداية لا تنتظر حتى تتحسن الظروف ابدا فخالد ابن الوليد كان آخر الداخلين للإسلام ثم أصبح بعد ذلك في مقدمة المسلمين، لا عمر معين ولا وقت معين ولا مركز معين هو الأفضل، إبدأ فورا، أي عمر هو المناسب لبدء مسيرة النجاح وضرب مثلا بنجم الكرة العالمية كريستيانو رونالدو ٣٧ سنة ومازال يحقق الأرقام القياسية .
وقال د. صديق عفيفى أن النجاح ليس ألا تخطئ أبدا إنما لا تكرر الخطأ فالخطأ وارد، وأشار أيضا إلى أنه ما خاب من إستشار.. لذلك استمع للأخرين، أنصت وتعلم ومن أسوأ الأمور انك لا تستطيع الإنصات إلى الآخرين، أيضا “العدل ” حاسب الناس بعدل وحزم وأيضا المصداقية وهي باب إلى كسب الاحترام، واضاف أيضا أن يجب أن تكون القدوة في المواعيد ، وفي امانة الكلمة ، وتنظيم الوقت أيضا لأن الوقت سلاح هام لاتهدر الوقت ولا تضيع الوقت ..الوقت دائما كاف . أيضا العطاء إعطي ولا تنتظر الجزاء، العطاء قد لا يكون مفيدا في المائة متر لكنه رائع في الماراثون أيضا العمل كفريق عمل..مثلا الرئيس الإمريكي الأسبق لينكولن بعد أن كسب كرسي الرئاسة دعا منافسيه إلى الإشتراك معه فى وزارته ، لا تلتفت إلى أعداء النجاح لانه دائما سيكون هناك على هامش الحياة من يقدفون الشجرة المثمرة ويقدفون الناجحين ودائما نقول إن الشجرة المثمرة هي التي تقدف بالحجارة وإذا طعنك الناس من الخلف إذا أنت في المقدمة ونجاحك هو الخطيئة الوحيدة التي لا يغفرها الزملاء .
وضرب الدكتور صديق عفيف مثلا باللاعب المصري العالمي محمد صلاح وكيف كان يعاني فى المواصلات من قريته إلى الأندية كان يلعب بها حتى سعى بجهد وإصرار وجدية إلى تحقيق حلمه وأصبح من اللاعبين العالميين واضاف د. صديق عفيفى :اؤكد في نهاية المحاضرة ..إحلم بجرأة .. خطط بدقة ..نفذ بإتقان .
تحدث بعد ذلك الدكتور مسعد عويس نقيب المهن الرياضية ومؤلف كتاب”الرياضه في مصر القديمة ” حيث أشاد بالدكتور صديق عفيفي وتاريخه الحافل ومحاضرته القيمة وقال د. مسعد عويس إن كتابه يؤكد أن الرياضة بدأت في مصر القديمة وعلينا أن نعلم أولادنا أن مصر القديمة كبيرة جدا وعظيمة جدا وأن مصر هي التي اخترعت عدد كبير من اللعبات ،وعقب ذلك قام الموسيقار د. مصطفى أحمد بتقديم العديد من الأغاني التي نالت إعجاب الحاضرين .وفي الختام إستمع الحاضرون إلى عازف الكمان عماد إسماعيل الذي قام بتقديم العديد من المقطوعات الموسيقية .