كتب إبراهيم أحمد
أصبحت تطبيقات التعارف الطريقة الأكثر شيوعًا لإقامة العلاقات بين الناس في بعض البلدان، بعد أن تحوّل العالم خلال العقود القليلة الماضية نحو رقمنة الممارسات اليومية، بما يشمل التعارف، حتّى أنه بات من غير المتصوَّر إمكانية التواصل بين طرفي العلاقة هذه الأيام بغير وسائل التواصل الاجتماعي. لكن ثمّة وجه آخر لهذه المسألة؛ فمع نقل العلاقات إلى العالم الرقمي، أصبح جمع البيانات الشخصية من قبل أحد طرفي العلاقة، وعرضها على الملأ تشهيرًا به، مصدر قلق كبير للطرف الآخر. وقد أجرى فريق كاسبرسكي دراسة استطلاعية للتعرّف على التهديدات والمخاوف الرئيسة التي واجهها المستخدمون أثناء التعارف عبر الإنترنت. وكشفت الدراسة عن أن واحدًا من كل ستة مستخدمين لتطبيقات التعارف قد تعرض أثناء محاولات التعارف عبر الإنترنت، للخداع والتشهير الذي يُصطلح عليه في الإنجليزية بالاسم Doxing.
وأصبح التواصل أيسر وأسرع في ظلّ انتشار الشبكات الاجتماعية وتطبيقات التعارف. ووفقًا لدراسة كاسبرسكي، فقد أقر ثلثا المشاركين من مصر (66%) بأن هذه التطبيقات سهّلت التعارف عليهم، في حين أعرب 64% منهم عن خشيتهم من أن يتعرضوا للملاحقة من شخص تعرفوا عليه عبر الإنترنت، وهي إحدى العواقب التي قد يؤدي إليها التشهير.
وقد يؤدّي الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية عبر تطبيقات التعارف ووسائل التواصل الاجتماعي إلى حدوث مشاكل كبيرة لاحقًا، إذ يترك مستخدمو الإنترنت خلفهم أثرًا واضحًا من المعلومات التي تحدّد هويتهم، ويمكن لمن يرغب في التشهير بشخص ما التقاط هذه المعلومات واستغلالها لمصلحته. كما قد يؤدي وصول المشهّرين إلى أسماء ضحاياهم وعناوين منازلهم وأماكن عملهم وأرقام هواتفهم، وغيرها من تفاصيل، إلى زيادة مخاطر نقل التهديدات من عالم الإنترنت إلى الواقع. وقد أقرّ واحد من كل أربعة مشاركين في الاستطلاع (26%) بأنه تعرّض للتشهير.
وكشف الاستطلاع أيضًا عن مزيد من التفاصيل حول تهديدات الخصوصية التي يواجهها المستخدمون عند التعارف عبر الإنترنت؛ إذ أقرّ 68% من المستطلعة آراؤهم أن الطرف الآخر أرسل إلى آخرين لقطات شاشة للمحادثات الجارية بينهم من دون موافقتهم، أو أنه هدّدهم بمعلومات شخصية عثر عليها عبر الإنترنت، أو سرّب صورًا حميمة لهم، أو لاحقهم في الحياة الواقعية، وهي نتائج مباشرةً للتشهير. أما المشكلة الأكثر انتشارًا فكانت الملاحقة عبر الإنترنت، إذ أقرّ 34% من المشاركين في الاستطلاع أنهم تعرضوا للملاحقة على وسائل التواصل الاجتماعي من شخص لم يجرِ تعارف بينهم وبينه من قبل.
وقالت آنا لاركينا خبيرة الأمن لدى كاسبرسكي، إن وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات سهّلت التعارف بين الناس، لكنها أشارت إلى وجود المحتالين الباحثين عن فريسة لهم على منصات التعارف، داعية المستخدمين، لهذا السبب، إلى ضرورة تذكر القواعد الأساسية للخصوصية الرقمية أثناء التواصل مع شخص ما عبر الإنترنت. وأضافت: “عند التعرّف على شخص عبر الإنترنت، أوصي بعدم إطلاعه على المعلومات الشخصية، كرقم الهاتف والموقع وعنوان المنزل أو العمل، وما إلى ذلك، فمنع التهديدات في المرحلة المبكرة من التعارف سيسمح لك بالاستمتاع بعلاقتك مع هذا الشخص عبر الإنترنت دون أية مخاوف”.
ويمكن معرفة المزيد حول الطريقة التي قد تغيّر بها التقنيات أساليب التعارف وإقامة العلاقات بين الناس.
كما يمكن التعرّف على الأساليب التي يلجأ إليها المحتالون للتشهير بالمستخدمين، والتعرف على السبل الكفيلة بتقليل مخاطر سرقة المعلومات الشخصية، وذلك بمتابعة الدورة التدريبية المجانية المعنونة بـ “مخاطر التشهير والحماية منه”، والتي طورها خبراء الخصوصية في كاسبرسكي بالاشتراك مع منظمة Endtab.org.
هذا، وتوصي كاسبرسكي باتباع التدابير التالية للحفاظ على حماية المعلومات الشخصية:
• التعامل مع البيانات الخاصة عبر الإنترنت بمسؤولية، من خلال اتباع النصائح الواردة في قائمة كاسبرسكي للتحقق من سبل حماية البيانات عبر الإنترنت.
• التحقق دائمًا من الإعدادات الخاصة بمنح الأذونات على التطبيقات التي تستخدمها، لتقليل احتمالية مشاركة بياناتك أو تخزينها من قبل أطراف أخرى دون علمك.
• استخدام أسلوب المصادقة الثنائية للدخول إلى الحسابات، وهنا فإن استخدام تطبيق لإنشاء رمز الدخول المستخدم لمرة واحدة يظلّ أكثر أمانًا من تلقي رمز الدخول عبر الرسائل القصيرة (التي يمكن قرصنتها). ويمكن كذلك الاستثمار في مفتاح 2FA للوصول إلى مستوى أمني أعلى.
• استخدام حل أمني موثوق به، مثل Kaspersky Password Manager، لإنشاء كلمات مرور فريدة لكل حساب وتأمينها، ومقاومة إغراء إعادة استخدام كلمة المرور نفسها مرارًا لحسابات مختلفة.
• استخدام أداة مثل Kaspersky Total Security لمعرفة ما إذا تعرضت أي من كلمات المرور التي تستخدمها لحساباتك عبر الإنترنت للاختراق. تتيح ميزة Account Check للمستخدمين التحقق من أي تسرّب محتمل لبيانات الدخول الخاصة بحساباتهم، فإذا كُشف عن تسريب ما، فإن هذه الأداة تتيح معلومات حول فئات البيانات التي قد تكون متاحة للجمهور، بحيث يمكن للمستخدم المتضرّر اتخاذ الإجراء المناسب.
• من المهم التفكير دائمًا في الطرق التي قد يتلقى ويفسر ويستخدم بها الآخرون المحتوى الذي تشاركه على الإنترنت.