كتب إبراهيم أحمد
أعلن الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، عن 5 توصيات هامة لتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر المحبة والتسامح ونبذ الكراهية، اليوم الثلاثاء، خلال إلقائه البيان الختامي لمؤتمر “إعلاميون ضد الكراهية”، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، بالشراكة مع المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام بالعاصمة الأردنية عمان.
وقال الرميثي:” نُؤمِنُ بكَرَامَةِ النَّفْسِ البَشَريةِ، ونُدْرِكُ أنَّ الحفاظَ عليها غايةُ المقاصِدِ ونِهَايَتُها، ونُثَمِّنُ سَعْيَ الإنسَانِ إلى حفظِ كرامةِ أخيهِ الإنسانِ، في عصرٍ تتعاظمُ فيه المسؤوليةُ الأخلاقيةُ والإنسانيَّةُ للصحافيينَ والإعلاميينَ”.
وأضاف:” انطلاقًا منَ الأهدافِ المشتركةِ بينَ مجلسِ حكماءِ المسلمينَ والمركزِ الكاثوليكيِّ للدراساتِ والإعلامِ؛ والـمُتَمَثِّلَةِ في: (نشرِ ثقافةِ العيشِ المشتركِ، والتسامحِ والسلامِ، ومواجهةِ الكراهيةِ والعنصرية والتمييز..)؛
ووعيًا -منهُما- بالدورِ المهمِّ الذي يمكنُ أنْ يقومَ بهِ الإعلامُ في ترسيخِ هذهِ القِيَمِ والمبادئِ السَّامِيةِ، وتوعيَةِ الرَّأْيِ العامِّ بأهميَّتِهَا في تحقيقِ الاستقرارِ والتَّنْمِيةِ والتماسُكِ الاجتماعيِّ”.
وتابع:” تأسيسًا على مدونَةِ العشرين للعمل الإعلامي، وعلى مواثيقِ الشرف الإعلاميةِ والمهنيةِ التي وَضَعَتْها الهيئاتُ والاتحاداتُ والمؤسساتُ الإعلاميةُ في العالمِ العربيِّ؛ ودعمًا للمسؤوليةِ الإنسانيةِ للإعلامِ؛ واستمرارًا للتعاونِ الوثيقِ بين الفاعلينَ الإعلاميينَ؛ وطموحاً في الوصول إلى إعلامٍ مستنيرٍ يُكَرِّسُ القِيَمَ والـمَبَادِئَ الإنسانيةَ، ويدعَمُ التعايُشَ بين مختلفِ المكوناتِ في المجتمعاتِ العربيةِ”.
ولفت إلى أن مجلسُ حكماءِ المسلمينَ عقد مؤتمرَا تحت عنوان “إعلاميونُ ضدَّ الكراهيةِ” بالشراكَةِ مع المركزِ الكاثوليكيِّ للدراساتِ والإعلامِ، على مدارِ يوميْ الإثنين 27 والثلاثاء 28 سبتمبر 2021، في العاصمةِ الأردنيةِ عمّان، بِرِعَايَةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، مستشارُ صاحبِ الجلالةِ الهاشميةِ الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وبحضور أكثر من مئةِ إعلاميٍّ وإعلاميةٍ من مختلفِ البلدانِ العربيةِ.
ودعا الرميثي إلى 5 توصيات جاءت كالتالي:
أولا: تفعيلُ بنودِ مُدَوَّنَةِ العشرينَ باعتبارها مرجعًا مُؤَطِّراً للقِيَمِ وسُلوكياتِ العملِ الإعلاميِّ والصحفيِّ؛
ثانيا: التأكيدُ على دورِ الإعلامِ في الدفعِ نحو المصالحاتِ، وتقريبُ وجهاتِ النظرِ بين الشعوب العربية، وتكريسُ خطابِ التضامُنِ والتكاملِ مدخلاً لحل الخلافاتِ؛
ثالثا: إيلاءُ اهتمامٍ أكبرَ بالقضايَا الإنسانيةِ، خاصةً في فتراتِ الجوائحِ والأوبئةِ والحروبِ والنزاعاتِ، ودعمُ النازحينَ وضحايَا الحروبِ وأعمالِ العنفِ.. والتنبيهُ إلى مشاكِلِهِم الاقتصاديةِ ومعاناتِهِم اليوميةِ؛
رابعا: تشجيعُ وسائلِ الإعلام المتعددةِ على إحياء “يوم الأخوّة الإنسانية” الـمقرَّرِ من قِبَلِ الأممِ المتحدةِ في الرابعِ منْ شباط من كل عام؛ وكذلك أسبوعُ الوِئامِ بين الأديانِ المقرّر كذلك في الأسبوع الأول من شباط، من خلالِ رعايةِ وتنظيمِ أنشطَةٍ تنشرُ قيم التلاقي والمودةِ بين جميعِ الناسِ.
خامسا: وسعيًا من المشاركين في مؤتمر “إعلاميون ضد الكراهية”، لتحويل الرؤيةِ المشتركةِ لإعلامٍ عربيٍّ قادرٍ على التصدي لخطابِ الكراهيةِ إلى واقعٍ يؤثرُ في حاضرِ ومستقبلِ شعوبِنَا، ويُسهِمُ في تَنمِيَتِهَا وبناءِ نَهْضَتِهَا؛ فإنَّنَا ندعوا إلى تأسيسِ “ائتلافٍ إعلاميٍّ عربيٍّ” يَعْمَلُ على تفعيلِ مُدَوَّنَةِ العشرينَ والاستفادةِ من المواثيقِ المشابهةِ؛ محليةً كانت أو دوليةً.
وقال الرميثي، إن الدعوةَ لإطلاقِ هذا الائتلافِ من عمّان، يحملُ الكثيرَ من الدلالاتِ التاريخيةِ والإنسانيةِ والدينيةِ؛ فلقد كانت هذه الأرضُ ملتقَى الأديانِ، ومنها مرَّ الأنبياءُ، وعليهَا نُزِّلَتِ الرسالاتُ، وفيها دُفِنَ الصحابةُ والقديسونَ، وفي تاريخها الحديثِ مَثَّلَتِ المملكةُ الأردنيةُ الهاشميةُ منذ تأسيسها قبل 100 عامٍ نموذجًا للاعتدالِ والتسامحِ، ورمزًا للسلامِ والتعايشِ العالميِّ، من خلال مواقِفِها الإنسانيةِ والاجتماعيةِ والدينيةِ، ووقوفِها إلى جانبِ القضايا العادلَةِ حولِ العالم”.
وفي نهاية البيان، وجه الرميثي، التهنئة والشكر للأسرة الأردنية، قائلا إن مجلسَ حكماءِ المسلمين والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وجميع المشاركين من الإعلاميين والإعلاميات؛ إذ يهنئونَ المملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة مئوية تأسيسها، فإنهم يتوجهونَ للأسرة الأردنية الواحدةِ، حكومةً وشعبًا، بقيادةِ حضرةِ صاحبِ الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، ولراعي المؤتمرِ؛ سموُّ الأمير غازي بن محمد الأكرم، بالشكر والتقدير على دعمهِم لرسالةِ المؤتمرِ ومجلسِ حكماءِ المسلمينَ والمركزِ الكاثوليكيِّ وأهدافِهِما في تعزيز ِالعيشِ المشتركِ، ومواجهةِ التطرفِ والعنصرية والتمييز، وعلى تقديمِ كل السبلِ اللازمةِ لإقامةِ هذا المؤتمر وإنجاحِهِ في العاصمةِ الأردنيةِ عمّان، وصولًا إلى تأسيس الائتلاف العربي الإعلامي المناهض للكراهية، وهو ما عمَّقَ القناعاتِ الراسخةَ لدى جميع المشاركينَ بضرورةِ الاستفادةِ من البيئةِ الأردنيةِ الخصبةِ في مجالِ الوئامِ الدينيِّ لمزيد من المشاريعِ والتجاربِ الخادمةِ لتعزيزِ الأخوة الإنسانيةِ.