جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
بقلم/ الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات و التحول الرقمي .
التحول الرقمي في مصر، بلد بناة الاهرامات. فاذا كان لدي المصريين اجداد عظماء بنوا الاهرامات بكل علم وتقدم وازدهار ملحوظ في ذلك الوقت ، فأنه يوجد الأن أبناء تبني الاهرامات مرة اخري ولكن بالتكنولوجيا والتقدم التقني التي يساعد الدولة علي الازدهار والنمو و المنافسة في السوق العالمي ويساعد وابنائها علي وجود أجيال لديها العلم التقني لبناء مجتمع حديث ، فقد نري ان الدولة تقوم الان علي بناء كل محاور التحول الرقمي من تحديث في البنية التحتية و بناء قواعد بيانات لربط جميع مفاصل الدولة تحت رقم موحد و استثمار بشكل واضح في الموارد البشرية من دورات ومنح لأبنائنا وقد نري رؤية الدولة في خلال السنوات الماضية القليلة وبعد جائحة كورونا لتحقيق التحول الرقمي على محورين: خدمة المواطنين، وتحسين أداء الحكومة. ولهذا هناك عدد من المشاريع المشتركة التي تم إطلاقها بالتنسيق مع جهات حكومية مختلفة. في السطور التالية، سوف يسلط الضوء على 5 مشاريع ترسم الخريطة الرقمية للخدمات في مصر:
قاعدة البيانات:
قاعدة البيانات المتكاملة عامل ملموس في تحقيق مصر الرقمية، حيث تساعد في بناء مجتمع معلوماتي متكامل، من خلال تسهيل تبادل البيانات بين الجهات الحكومية فيما بينها ، مما يساهم في تبسيط إجراءات أداء الخدمات للمواطنين ، من خلال تطوير المعلومات. في الدولة وتحديث وربط قواعد البيانات الوطنية. حيث ان قاعدة البيانات تساهم في مكافحة الفساد بأشكاله المختلفة .
2- سرعة الإنترنت
خلال مرحلة بناء قاعدة البيانات ، كان من الضروري تحسين جودة الإنترنت في مصر لضمان توافر الخدمة وتقديمها على أعلى مستوى. وبالفعل تم ضخ استثمارات تزيد قيمتها عن 30 مليار جنيه لزيادة سرعة الإنترنت من خلال تبني المصرية للاتصالات لنظام هرمي تبدأ قاعدته بتوسيع قاعدة البنية التحتية في مصر.
والخطوة الثانية هي تطوير وتوسيع الشبكات .
الخطوة الثالثة هي بناء مراكز بيانات عملاقة حاصلة على شهادات وتراخيص من مؤسسات دولية ، وأعلى الهرم هي الحوسبة السحابية والتطبيقات. ونتيجة لذلك ، ارتفع متوسط سرعات الإنترنت الثابت في مصر إلى 44.09 ميجابت / ثانية ، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها متوسط السرعة في مصر حاجز 40 ميجابت / ثانية في مايو الماضي.
تقدم تصنيف مصر العالمي ثلاث مراتب لتحتل المرتبة 89 عالميا ، مقارنة بالمركز 94 في مايو الماضي ، وفقا لأحدث التقارير الصادرة عن مؤشر Speedtest Global في يونيو 2021.
3- كابلات الألياف الضوئية
استكمالاً لتحسين البنية التحتية للاتصالات، تم استبدال الشبكات النحاسية بشبكات ألياف بصرية “ Fiber optics ” متطورة ، وتم تمديد هذه الشبكات داخل المباني والمنشآت ، وربط 11 ألف مبنى حكومي بشبكة كابلات الألياف الضوئية ، بتكلفة إجمالية 6 مليارات جنيه ، لربط جميع المباني الحكومية على الصعيد الوطني بهذه الشبكة.
تعد كابلات الألياف الضوئية وسيلة عالية السرعة لنقل البيانات. وهي مصممة لنقل البيانات عبر مسافات طويلة بأداء عالي. كما أنها تدعم العديد من أنظمة الإنترنت والتلفزيون والهاتف في العالم. نظرًا لأن كابلات الألياف الضوئية تنقل البيانات عبر موجات الضوء ، يمكن نقل المعلومات بسرعة الضوء أي 90 ضعفًا وهو الأمر الذي قد يُسهِم في زيادة سرعة الإنترنت في المستقبل إلى أكثر من 100 تيرابايت في الثانية الواحدة (التيرابايت تساوي ألف جيجابايت، أو مليون ميجابايت، أو مليار كيلوبايت)..
لتعزيز خدمات الاتصالات، تم تغطية الطرق الرئيسية وبعض المناطق في المحافظات بشبكات الهاتف المحمول. كما تم تحسين خدمات الهاتف المحمول المقدمة للمواطنين من خلال تسريع إصدار تراخيص بناء أبراج لشركات المحمول.
4- منصة مصر الرقمية
عملت الحكومة على رقمنه الخدمات الحكومية وإتاحتها من خلال أربعة منافذ وهي “منصة مصر الرقمية” التي تم إطلاقها على أساس تجريبي ، وبلغ عدد المستخدمين المسجلين أكثر من مليون مواطن .
تشمل خدمات المرحلة الأولى من “المنصة الرقمية المصرية” ، بالتعاون مع مزودي الخدمة ، 45 خدمة حكومية رقمية ضمن حزم خدمات المرور والتموين والتوثيق والتسجيل العقاري ، بالإضافة إلى خدمات المحاكم والسجل التجاري والعقاري. الضريبة العقارية ، وتشمل خدمات المرحلة الثانية إطلاق 21 خدمة ضمن حزم المحاكم والإسكان الاجتماعي والأحوال المدنية ، بالإضافة إلى عدد من خدمات التموين والتوثيق .
5- تطوير الأداء الحكومي
بناء عاصمة ادرية ذات طابع تقني عالي المستوي، تتجه الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة لتحقيق نقلة نوعية في أدائها لتصبح حكومة رقمية تشاركية بلا أوراق ، من خلال رقمنه دورات العمل وتطوير أساليبها باستخدام التطبيقات المتخصصة التي ستتبع في العمل الحكومي ، مع العمل على رقمنه الحكومة. مع بناء مركز معلومات ضخم في منتصف العاصمة حيث يصبح هو أكبر الركائز التكنولوجية الأساسية والأضخم في مصر والقارة الافريقية وقد تم اختيار شركات كبري لتنفيذ انشاء وتشغيل مركز البيانات بالشراكة مع شركة العاصمة الادارية وفقا لأحدث المستويات العالمية لما تتمتع به الشركات من خبرات ومهارات دولية في تقديم الخدمات التكنولوجية المبتكرة على المستويين المحلي والعالمي وذلك بالتعاون مع كبري الشركات العالمية في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. و التي ستمكن العاصمة الادارية من استغلال التكنولوجيا الذكية لتقديم مجموعة من الخدمات ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر تقديم حلول إنترنت الأشياء IoT ، ومنصات الذكاء الاصطناعي AI ، والحوسبة السحابية Cloud Computing وخدمات الـ TRIPLE PLAY (انترنت – تليفون – تليفزيون) فائقة الجودة والسرعة وادارة المرافق .
