بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة شركة أوميجا سوفت
بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد ونظرا لأهمية العلم والتعليم في تقدم ونهضة الشعوب ، فكان واجب علينا أن نقوم بتوضيح بعض المفاهيم الحديثة للعملية التعليمية والتي تهتم بها كل أسرة مصرية من أجل بناء عقول أولادهم وسلوكياتهم طمعا في مستقبل أفضل لهم .
ومن هذا المنطلق أتحدث اليوم في موضوع مهم الا وهو الاستراتيجيات الحديثة للتعليم ، حيث إستخدمت كلمة الاستراتيجية في باديء الامر بالعسكرية وهي تعني استخدام كل الوسائل والخطط والاجراءات للوصول الى الاهداف وتحقيق النصر . ومنذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي تم استخدام مصطلح الاستراتيجية في الادارة بكل قطاعاتها التعليمية والصحية والادارية والخدمية الخ ……. .
لذا فإن إستراتيجيات التعليم الحديث تعرف على انها مجموعة من الوسائل والادوات والقوانين والاجراءات المبتكرة والتي تستخدم في العملية التعليمية لمساعدة القائمين عليها في الوصول الى الأهداف المتمثلة في مخرجات تعليمية متناغمة تتناسب مع الطلب المحلي والعالمي لتحقق الاهداف المنشودة وتكون محور اساسي من محاور النمو والتقدم ونهضة الدولة .
وكما تحدثنا من قبل أن التعليم والعلم هم محاور الاقتصاد في ثوبه الجديد والذي يعرف باقتصاد المعرفة والمعتمد على رأس المال البشري بالعلم والفكر والابداع لإنتاج منتجات ملموسة وغير ملموسة يمكن بيعها أو تأجيرها . وكما نعلم أيضا أنه من يمتلك العلم فقد امتلك كثيرا من زمام الامور السياسية والاقتصادية والتكنولوجية .
ومن أجل ذلك تتسابق الامم والشعوب على كيفية تطوير التعليم ياستراتيجيات واضحه وابتكارية تتوافق وتواكب الثورات العلمية والصناعية والتكنولوجية والطبية والزراعية ومختلف المجالات ، ومن هنا سأتحدث عن 10 إستراتيجيات حديثة للتعليم والمتعارف عليها عالميا :
أولا : إستراتيجية التعلم بالإكتشاف :
وتعتمد هذه الاستراتيجية على مشاركة التلاميذ والطلاب وتشجيعهم على التفكير المنطقي والاستنباطي لتخاطب المستويات العقلية العليا وفقا لمصفوفة بلوم في التحليل والتركيب للموضوع ويتم عرضها في المناهج التعليمية وفق طرق مناسبة لكل التلاميذ المتعلمين والتحفيز على ابداء الملاحظات والتحليل ثم الاستنتاج فيتم التحصيل والتعلم .وعادة تستخدم هذه الاستراتيجية في المواد العلمية ومن أهدافها :
1 – التدريب على منهجية وخطوات البحث العلمي والمنهج التجريبي والاكاديمي .
2 – تنمية مهارات التفكير والتحليل والدمج والتركيب للتلاميذ والمتعلمين .
ثانيا : إستراتيجية فرق العمل :
وفي هذه الاستراتيجية يتم تقسيم التلاميذ والطلاب الى مجموعات وكل مجموعة تعمل بجهد وتفكير متكامل ومتناغم بين الاعضاء من أجل الوصول الى الهدف المحدد من الدرس او الموضوع وفي كل مجموعة تلاميذ لها أدوار محددة في تناغم وتكامل فمثلا :
الطالب المتحدث : يقوم بشرح الدرس لزملاؤه أو الفكرة أو المهمة أو الهدف المطلوب ويخصص لهذه المهمة الطلاب الذين يتمتعون بالتفوق البصري والسمعي والقدرة على الاستيعاب والتعبير .
الطالب المستمع : ومهمته التدقيق والمراجعة وطرح مزيدا من الاسئلة حتى تقترب المجموعة من الحل وهذه المهمة تصلح للطلاب ذوات القدرة على السمع والاستيعاب .
الطالب المرافق : ومهمته التدوين وإمداد زملاؤه بالمراجعة أثناء مناقشة فريق العمل والمجموعة .
وهذه الاستراتيجية من أنجح الأساليب وأفضلها وأمتعها بالنسبة للتلاميذ والطلاب والمتعلمين لما يجدونه من مساحة فكرية وإبداء آرائهم وإظهار سمات شخصياتهم الذاتية . وللحديث بقية .