كتب إبراهيم أحمد
توفر كولومبيا، ضمن جناحها الخاص في معرض “إكسبو 2020 دبي” الذي يحمل عنوان “إيقاع يربط المستقبل”، فرصة مميزة للزوار للتعرف على العراقة والأصالة الكولومبية، والاطلاع على تاريخ وتراث وثقافة هذه الدولة التي تقع في الجهة الشمالية الغربية لقارة أمريكا الجنوبية، وتمتلك سواحل طويلة تمتد على كل من البحر الكاريبي في الشمال، والمحيط الهادئ في الغرب، وهي الدولة الوحيدة في قارة أمريكا الجنوبية التي تمتلك سواحل على كل من المحيط الهادئ والبحر الكاريبي.
وتعتبر كولومبيا واحدة من أهم وجهات أمريكا الجنوبية السياحية وأكثرها تنوعاً وجذباً للسياح، وذلك بفضل التنوع الفريد في طبيعتها، بدءاً من جبال الأنديز المغطاة بالثلوج، إلى غابات الأمازون الاستوائية، وسواحل البحر الكاريبي الفيروزية، وصولاً إلى الأراضي الصحراوية الحارة في شمال وجنوب البلاد. كما تمتلك أيضاً مقومات طبيعية ساحرة كالشواطئ العذبة والجبال والمدن التراثية، إضافة إلى النهر العجيب الذي يسمى بالنهر ذي الألوان الخمسة، وتختلف ألوان أرضيته ما بين الأصفر والأخضر والأحمر والأزرق وحتى الأسود.
وتتميز كولومبيا بتنوع بيولوجي كبير ضمن بيئتها الطبيعية، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي في العالم بعد البرازيل. كما تحتل المرتبة الأولى عالميًا في عدد بساتين الفاكهة، والمرتبة الثانية في النباتات والبرمائيات وأسماك المياه العذبة، والمركز الثالث في أنواع أشجار النخيل والزواحف، والمركز الرابع في التنوع البيولوجي للثدييات. كما تشكّل كولومبيا موطناً لنحو 20% من أنواع الفراشات في العالم، ويوجد فيها أكثر من 200 نوع من الفراشات تعيش في كولومبيا فقط وليست موجودة في أي بلد آخر.
ونجحت كولومبيا خلال السنوات القليلة الماضية في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مميزة، وتحتل اليوم المرتبة الثالثة بين دول أمريكا الجنوبية من ناحية عدد السياح التي يزورونها كل عام. وتضم وجهات ومناطق جذب سياحية رئيسية تشتهر بعبق الماضي والمناظر الطبيعية الساحرة والمباني المعمارية الجميلة، أبرزها مدينة قرطاجنة التي تتميز بوجود العديد من الآثار التاريخية والمباني القديمة فيها، بالإضافة إلى الطبيعة الساحرة في المناطق الجبلية وكذلك الشواطئ الرملية الذهبية، وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بالإضافة إلى العاصمة بوغوتا، التي يطلق عليها اسم مدينة الزمرد الأخضر، والتي أصبحت الوجهة السياحية الرئيسية لكولومبيا باعتبارها موطناً للمتاحف الشهيرة بما في ذلك متحف بوتيرو الذي يعرض فن فرناندو بوتيرو ومتحف الذهب الذي يضم أكثر من 55 ألف قطعة من الذهب.
كما تعد مدينة ميديلين إحدى الوجهات السياحية الفريدة التي تتسم أبنيتها بهندسة معمارية فريدة تشهد على براعة صنع يد الإنسان، وتعد وجهة نابضة بالحياة للمسافرين الباحثين عن عطلة غنية بالأنشطة الثقافية. ويؤهلها جمالها الطبيعي الخلاب أن تكون قبلة للعديد من السياح الباحثين عن الراحة والجمال والتاريخ الأصيل.
إلى جانب ذلك، توجد في كولومبيا منطقة تاريخية لمدينة قديمة تدعى “المدينة المفقود’” والتي تم اكتشافها في سبعينيات القرن الماضي في منطقة مخبأة في أعمال جبال سييرا نيفادا دي سانتا مارتا، ويعتقد أنها كانت يوماً ما أكبر مدينة في العالم قبل اكتشاف الأمريكيتين، إنها فرصة لا تفوت لزيارة واستكشاف هذه المدينة الغامضة، حيث لا يزال جزء كبير منها مدفوناً داخل الجبال.