بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة شركة أوميجا سوفت
إن الاقتصاد العالمي الأن يتحول الى إقتصاد يتسم بالتغيير الشديد في جميع مجالات الحياة والمسمى بالاقتصاد المعرفي ، وكما ذكرنا من قبل أن محاور الاقتصاد الجديد هو العلم والفكر والابتكار والابداع ، والجدير بالذكر ان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي العامل المشترك والذي يلتف حوله العلوم المختلفة لانتاج منتجات وخدمات لها صفات مختلفة في الاداء والشكل من حيث السرعة والدقة والكفاءة والقيمة المضافة . كما أن الذكاء الاصطناعي الذي يرتكز على البيانات الضخمة وتحليلها واستنباط قوالب تفرز تقارير ودلالات ومؤشرات في جميع المجالات العسكرية والتجارية والاقتصادية والطبية والصناعية والزراعية والانشائية يعتبر هو العامل الفعال للإقتصاد المعرفي .
وهذا الإقتصاد لايعرف الجهل والمؤشرات المغلوطة انما يرتكز على العلوم والبحث العلمي والابداع والابتكار والتفوق للعقول البشرية المؤهلة ، وهو اقتصاد حافل بفرص لاحصر لها بالنسبة للدول التي تسعى الى الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثروة ويحمل الزعزعة والتخلف والفقر والانحدار للدول الأخرى .
ويرتكز هذا الاقتصاد على محاور مهمة لابد من الاخذ بها والعمل عليها كما يلي :
أولا : السعي لتلبية طلبات إحتياج ومتطلبات السوق الجديد :
ويتمثل ذلك في منتجات وخدمات مبتكرة ومبدعة ينتظرها السوق العالمي الجديد مدعوم بالتكنولوجيات الحديثة المتمثلة في الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء والتي ترتكز على علوم البيانات الضخمة واستخدام تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس الفائقة السرعة والسعة .
ثانيا : تحسين وتطوير المنتجات :
وذلك بما يتناسب مع العصر الحالي والمستقبل القريب بدمج المنتجات والخدمات ذات الصلة لتقديم حلول متكاملة لكي تتفاعل وسط المنتجات العالمية الحديثة وياستخدام اساليب التسويق الالكتروني والمنصات الرقمية التجارية والشمول المالي من أجل بناء حلقة الوصل بين المستفيد والمشتري والبائع ومقدم الخدمة .
ثالثا : الابتكار والابداع والاختراعات التي تواكب السوق العالمي :
وهي محاور النمو والتطور والتنوع الاقتصادي الجديد والذي يقدم منتجات وخدمات مبتكرة لها القدرة على التكامل والتجانس مع المنتجات الأخرى لتتوافق معها في جميع المجالات وخاصة شديدة التعقيد بما في ذلك صناعة السلاح والطيران والدواء والصناعات الثقيلة والرعاية الصحية والمدن والمنازل الذكية وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية والجينوم والعلوم الكونية والذرية والطباعة الثلاثية .
رابعا : الادارة والقيادة :
ينبغي على الحكومة التي تسعى الى هذا الاقتصاد أن تعيد النظر في منظومة التعليم والبحث العلمي والديموجرافيا والهياكل الادارية وثقافتها لكي تتمكن وتحسن التعامل مع بيئة الاسواق الجديدة ونماذج الأعمال الحديثة ، فالمؤسسات ذات التسلسل الهرمي التي كانت في حقبة الاقتصاد الصناعي الموجه نحو الانتاج الذي نعيشه الأن لايحقق النجاح والتقدم في الاقتصاد المعرفي والرقمي الأكثر انتشارا وسرعة ونمو للإقتصادات العالمية الكبيرة والقوية والذي له أكبر الاثر في التغيير للأفضل . ولابد من تحديد الرؤية ورسم منهجية واستراتيجية واتباع أساليب في اتخاذ القرارات الحكيمة المعتمدة على المؤشرات وبطاقات الآداء المتوازن لكل أجهزة الدولة من أجل الوصول والمشاركة في هذا الاقتصاد الذي سيحقق في سنة 2030 م 70% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي والذي يقدر بقيمة 60 تريليون دولار امريكي فإن لم نلحق بهذا الركب سيلحق بنا مالا يحمد عقباه .وللحديث بقية .
خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه