كتب إبراهيم أحمد
خلال 24 يوما فقط من انطلاقه، سجل إكسبو 2020 دبي مليونا و471 ألفا و314 زيارة، ساهم في اجتذابهم أسبوع الفضاء في إكسبو 2020 الذي تم تنظيمه ضمن أسابيع الموضوعات العشر التي ينظمها الحدث الدولي طوال فترة انعقاده، فضلا على البرنامج الموسيقي ذي الطراز الرفيع والفريد من نوعه الذي تم تقديمه طوال تلك الفترة، واشتمل على عدد كبير من العروض الموسيقية والثقافية الخلابة. كما ساهمت عطلة نهاية الأسبوع الطويلة وإجازة منتصف الفصل الدراسي في تعزيز أعداد الزوار.
وأمكن أسبوع الفضاء في إكسبو 2020 دبي من تحفيز المحادثات حول مجموعة من الموضوعات المهمة، ومن بينها تأثير الحطام الفضائي، والتطورات الحاصلة على صعيد التقنيات المستخدمة في هذا القطاع، والعدد المتزايد من النساء اللاتي استطعن ترك بصمتهن على الفضاء الخارجي وفي هذا القطاع، الذي أثار اهتمام عمالقة الاقتصاد الحديث من أمثال إيلون ماسك وجيف بيزوس كأحد القطاعات الكبرى الواعدة في عالم الاستثمار. في هذا الإطار، تمكنت غرفة دبي ووكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء من تسليط الضوء على هذا القطاع المهم عبر تنظيم سلسلة من المحادثات والمناقشات التي بحثت الفرص والتحديات التي يتيحها التسويق التجاري لهذا القطاع الواعد.
وقد حقق أسبوع الفضاء نجاحا كبيرا، حيث استقطب جماهير غفيرة، وقدم موسيقى بإيحاءات فضائية مذهلة، ومنح الزوار الفرصة لتأمل النجوم، فضلا عن أنه أتاح لهم فرصة االتعرف عن قرب على رواد الفضاء الإماراتيين ومنهم هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، ونورة المطروشي، أول رائدة فضاء إماراتية، إضافة إلى العروض الجوية المذهلة التي قدمها فريق “فرسان الإمارات” للاستعراضات الجوية، مع نظرائهم السعوديين “صقور السعودية” الذين قاموا باستعراضات جوية مبهرة في سماء موقع إكسبو 2020، بينما احتشدت جماهير غفيرة في ساحة الوصل لحضور العرض الفضائي المذهل.
وشكّل الأطفال حوالي 25% من أعداد زوار موقع إكسبو 2020 دبي، منذ افتتاحه للجمهور في الأول من أكتوبر، إذ اجتذبتهم حزمة من الأنشطة والفعاليات المصممة خصيصا لهم، بما فيها برنامج تدريب الأطفال على أيدي عمالقة الكريكيت “راجستان رويالز” وجلسات لعب كرة القدم تحت إشراف مدربين من نادي مانشستر سيتي، بالإضافة إلى المعالم الصديقة للطفل التي تنتشر في حديقة الفرسان وعشرات الأماكن الأخرى.
ولم تتباطأ وتيرة توافد الزوار إلى موقع الحدث الدولي، منذ حفل الافتتاح المبهر الذي أقيم يوم 30 سبتمبر الماضي، والذي ضم كوكبة من النجوم والمواهب من دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط ومختلف أقطار العالم، وذلك على ضوء تمكّن الزوار من تجربة عشرات البرامج الثقافية كل يوم، أثناء تجوالهم بين أكثر من 200 جناح في أرجاء موقع إكسبو.
كما شهدت عطلة نهاية الأسبوع الطويلة الأخيرة حضور جماهيري واسع، قدموا للاستمتاع بالعرض الموسيقي الخلاب الذي قدمته أوركسترا الفردوس المؤلفة بأكملها من النساء، بقيادة المايسترو ياسمينا صباح، وتحت إشراف الموسيقار العالمي إيه آر رحمان، وهو العرض الذي ملأ مسرح اليوبيل بألحان ونغمات مستوحاة من عالم الفضاء، كما شهدت العطلة نفسها حفلا ممتعا آخر للفنان وكاتب الأغاني البريطاني سامي يوسف، الذي انضم إليه موسيقيون من جميع أنحاء العالم في عرضه الذي حمل عنوان “ما وراء النجوم”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دشّن قيصر الأغنية العربية، الفنان العراقي، كاظم الساهر، أحد أكثر المطربين العرب نجاحا، سلسلة “أمسيات خالدة” الغنائية من إكسبو 2020 دبي. كما قدم إكسبو 2020 لزواره عرضا موسيقيا مميزا للملحن وكاتب الأغاني والمنتج السوري إياد الريماوي على مسرح اليوبيل، تم تنظيمه ضمن سلسة جلسات في إكسبو الغنائية، وشهد حضورا كبيرا من الجماهير.
حظيت كذلك الفعاليات المنتظمة بشعبية كبيرة بين الزوار، كمهرجان الأضواء الليلي كاليدوسكوب، والشلال المائي الخلاب في موقع إكسبو 2020، بجداره المائي المرتفع الذي يبلغ طوله 14 مترا، فضلا عن حديقة الثرّيا، والتي أتاحت للزوار فرصة الحصول على مناظر مبهرة لكامل الموقع بزاوية 360 درجة.
ونظرا للحماس الذي أثارته هذه الفعاليات، توافد الزوار على أكثر من 200 منفذ للأطعمة والمشروبات في جميع أنحاء موقع إكسبو للحصول على فرصة تجربة أطباق من أكثر من 50 مطبخا عالميا، بدءا من الأطعمة الشعبية التي تقدم في شوارع كبرى المدن العالمية، وصولا إلى تلك التي تعد وفقا لأحدث تقنيات الطهي المبتكرة وتجارب تناول الطعام المستدامة.
واستمر إكسبو 2020 دبي في اجتذاب المشاهدين عبر المنصات الرقمية ليرتفع عدد الزوار الافتراضيين إلى 10.8 مليون زائر منذ الأول من أكتوبر، مقارنة مع من 9.3 مليون زائر في الأسبوع الماضي.
إكسبو 2020 دبي، يدعو الزوار من جميع أنحاء العالم لنصنع معاً عالماً جديداً وذلك لغاية الحادي والثلاثين من مارس 2022، خلال ستة أشهر من الاحتفال بالنبوغ البشري، والابتكار، والتقدم والثقافة.