ما هذا الشعور الذي بداخلي وأنا أجلس كل ليل ً داخل أسوار الغربة والتـي تمنيتها مثلي مثل الأخرين طمعا ً في الرزق وكرم الحياة والتـي أعتقد بأنها ليست بالقصيرة . حققت خلالها العديد من الإنتصارات والإنكسارات ومررت بالعديد والعديد من التجارب الإنسانية والعملية ما يجعلني أتحدث عنها بكل شفافية دون لغط أو رياء وكم خاب ظني في أناسا ً ظننتهم في لحظة يصونون العيش والملح وتعثرت خلال تجربـتي بأناسا ً حق القول فيهم بأنهم رفقاء للدرب والعهد ..
هذا الشعور الذي أشبهه بالحرب النفسية بداخل كل مغترب ترك الدار والأهل والوطن والذي لا يفصح عنه إلا لنفسه كل ليلة وهو يداعب النوم أن يأتيه دون أن يفكر في هذا وذاك إلى أن يستقر به الحال في ثبات عميق من الإرهاق فها أنا ذا أبحث عن سعادة الأخرين ورضا المحبين وراحة المقربين .. وهل هم كذلك بالفعل ؟؟
لقد أكسبتني الغربة حب الوحدة الــتي أضحت تلازمني حتى في وطني .. ما هي إلا خيوط بالية تترنح بي يميناً ًويساراً ً تجاه من أحب . فهناك وللأسف فجوة كبيرة بين ما ظننته وبين ما هو قائم بالفعل فحب الوطن غريزة إنسانية لا تتنحى عن الإنسان إلا بالممات وحب الغربة يسري في الدم كسريان الدم في الوريد وياليتني فزت بهذا أو ذاك فنحن جميعاً كالراقصين على السلم نحيا حياة كريمة بلا روح ولا سعادة وسنواجه تلك الحقيقة عندما نستقر في أوطاننا وتتكالب علينا حزمة الأمراض التـي جمعناها طيلة سنوات الغربة ونحن لا ندري . علاوة على تساقط الأقنعة التـي كان يتشح بها أقرب الأقربين لك . فالحياة مستمرة بك أو بدونك بالنسبة لهم جميعا ً وطبيعة الحال والأحوال مختلفة تماما ً عما تظن حتى إنك قد سقطت سهوا ً من حسبان وطنك ..
فنحن الجيل الذي أعطى بلا مقابل وأحب بلا هدف من هؤلاء البشر الذي نخالطهم أيعقل أن تتغير الحياة بتلك السرعة أيعقل كل ما نراه ؟؟ أنحن في حلم أو واقع ؟؟
ليس لي حلول لأطرحها أنها الحياة يا سادة فهل الحنين للوطن حقا مشروعاً لي أم سأظل في غربة الذات حتى الممات … وشكرا ً