B د/ خالد صديق أمرالله.. يكتب / طوبى لمن تعلمنا منهم العطاء - جريدة الوطن العربي
الرئيسية » مقالات » د/ خالد صديق أمرالله.. يكتب / طوبى لمن تعلمنا منهم العطاء
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

د/ خالد صديق أمرالله.. يكتب / طوبى لمن تعلمنا منهم العطاء

  في رثاء د/ واصف أحمد فاضل كابلي

في الأمس القريب وكعادتي المسائية حينما أستقبل النوم بوابل من الأفكار والمهاترات التي ممرت بها خلال يومي مستعرضا ً الأحداث والشخوص متحدثاً مع نفسي مخاطبا ً إيها أفمن المعقول أن يتذكرني الأخرين بعد رحيلي وهل يمكن لي أن أسطر آيات الخلود لنفسي بينهم .. وللعجب قد أتتني الإجابة بعدها بعدة أيام وبالتحديد اليوم الأربعاء الخامس عشر من ديسمبر عشرون واحد وعشرون حيث كان من المفترض أن يكون هذا التاريخ الذي لم ولن ينسي هو يوم مولدي السادس والأربعون ومن المفترض كعادة الأهل والأحبه أن نحتفل بذلك اليوم فإذا بخبراً أوقف لساني وأنطق بياني برحيل أستاذي ومعلمي ووالدي الدكتور واصف أحمد كابلي الذي أعزه وأوجله ليس فقط كونه رب عملي ولكن الأمر معي يختلف فتلك العلاقة الإنسانية الراقية التي صارت بيننا جعلتنا نتوحد سويا ً لخدمة أبنائنا ذوي الإعاقة حيث أكاد أقرأ أفكاره قبل أن يبوح بها لي علانية ألتمس من بريق عينية المفعم بالذكاء وحيوية الشباب ما يبغ ووما يريد ..

لقد عملت معه فترة ليست بالقصيرة وسافرنا سويا ً وتحاورنا كثيرا ً وكان يقول رحمه الله (( خالد ذراعي اليسرى ووسام حلواني ذراعي اليمني )) مجازاً بالتأكيد ودلالة على إرتباطه وإعتماده علينا في تسيير الأعمال بمركز نداء الأمل حيث كان لكل من له مطلبة أوحاجة يقول له إذهب لخالد كي ينهيها ..

تعثرنا سويا ًونجحنا سويا ً كان بمنزلة والدي ولا أستنكف أبداً أن أسلم على يده العطاءه .. لقد وقف بجانبي كثيرا ً ومراراً وتكراراً . كنت أستقي منه خبراته الأنسانية والعملية . كما تعلمت منه أدب الخلاف وإحترام الأخر وقت الخصومة فالكابلي لم يأتي من فراغ أو أوجدته الظروف بينما تعاملت مع شخصاً مكافح عطاء للحظات حياته الأخيرة محبا ً للعلم والعمل قارىء جيد لا تخلوا الإبتسامة من وجهة حتى في أحلك الظروف مواقفي معه عديده أهمها درسي الأول معه الذي غير مسيرتي المهنية حيث إختلفت رؤيتي الشخصية في مجال العمل الإنساني عامةً والإعاقة بصفة خاصة حيث حدث بيني وبينه حينما بلغت بأن الأستاذ / وسام كابلي ولده منوم في إحدى المشافي ويحتاج إلى أكياس صفائح دم لإجراء عملية جراحية فما كان منه إلا ان ذهبت أنا والأستاذ / وسام حلواني وقمنا بالتبرع بالدم ظهراً إستعداداً لإجراء العملية لولده بعد المغرب وعدنا للمركز وإذا بالدكتور كابلي يحضر للمركز قبل المغرب ويدخل في إجتماع مطول وكان يتحدث بشكل طبيعي دون قلق أو إظهار نية إنهاء الإجتماع مما أثار دهشتي .. من يكون هذا الرجل ؟ مال لهذا الرجل من قدرة وصلابه لتحمل جلوسه في إجتماع يتحدث عن أحوال وأوضاع منسوبي المركز من طلبه وإخصائيين تاركاً ولده وهو في تلك اللحظة بين يدي الرحمن بعملية ليست بسهله وفور إنتهاء الإجتماع إذا بي أسأله من باب الفضول ..

دكتور واصف أنت نسيت موعد عملية وسام ولدك ؟؟

فإذا به يرد رداً أوقف لساني وتفكيري حيث أجاب يا ولدي وسام عنده من يسأل عنه وله الدنيا كلها تسأل عنه بينما هؤلاء المعاقين هم طوق النجاة لولدي بإذن الله وتركني وذهب للاطمئنان على نجله. ولن أنسى حينما هاتفته من مصر وأبلغته بإحتياج أحد المراكز لدعم لإنشاء قسم للتأهيل المهني لديهم فدعم دون تفكير أو تردد حيث تحدث قائلا ً أن خدمة الإعاقة ليست لها حدود أو أوطان . إن للعطاء آية وتلك آيتي مع الكابلي وقس بنفسك على كل الأشياء فرحمة الله عليك يا دكتور كابلي يا حبيب كل من تعامل معك وعرفك فأنت بحق رجل من زمن النبلاء … د/ خالد صديق أمرالله

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إبراهيم أحمد.. يكتب / مصري وافتخر

بقلم / الكاتب الصحفي : إبراهيم أحمد حينما كنت واقفا في فناء المدرسة وانا طفل ...