كتب إبراهيم أحمد
احتفى صالون أحمد بن ماجد الثقافي في مقر السفارة العمانية في القاهرة مساء أمس باليوم العالمي للغة العربية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والأدباء والمهتمين، وأدارها الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي، وقد ألقى سعادة عبدالله الرحبي سفير سلطنة عمان في جمهورية مصر والمندوب الدائم بجامعة الدول العربية كلمة قال فيها: إن اللغة ليست مجرد وعاء صوتي إنها أكبر من ذلك أكبر بكثير.. بكثير، والعلاقة بين الفكر واللغة أعمق مما نظن علماء اللغة اليوم يجزمون بوجود تأثير خفي للغة في طريقة تفكير الإنسان بل في تصوراته عن الكون والحياة.
وأضاف سعادته: إن الدور العماني في إثراء اللغة العربية منذ القدم، فالفراهيدي أصبح الرمز الأول للعربية من علمائها وسيظل سفير عمان الدائم لدى العرب ونبض العربية الخالد، مؤكدا على روح التسامح في تعاطينا مع اللغة وقال: «لقد عاشت لغات من أقدم لغات العالم في عمق الحضارة العربية، فلا يعني احتفالنا باللغة العربية التعصب لها، ومحاربة اللغات الأخرى، خاصةً اللغات المهددة بالانقراض بيننا لغات نشأت وعاشت معنا في وطننا العربي الكبير، يمكنني أن أشير إلى لغات خمس في وطني عمان كمثال فقط هي: البطحرية، والجبالية، والحرسوسية، والسواحلية سماها العمانيون بنفس الاسم، وهي نتاج تمازج عماني إفريقي في اللغة السواحلية حتى أصبحت أهم لغة أدبية إفريقية ولا تزال، والكمزارية».
بعد ذلك قدم عدد من الشعراء العرب قراءات شعرية منهم محمد عبدالسلام منصور من اليمن، والدكتور أحمد درويش من مصر، والشاعر العماني محمود الجامعي، وزين العابدين الضبيبي من اليمن، وعزف الفنان أشرف علي على العود فيما أنشد الدكتور أحمد سعد الدين نصوصا مختارة من الشعر العربي، وألقى الفنان خالد عبدالسلام نائب مدير المسرح القومي وأستاذ الإلقاء في أكاديمية الفنون قصيدة الشاعر نزار قباني (حوار ثوري مع طه حسين)، أعقبه الفنان العراقي راسم منصور الذي تحدث ضرورة اهتمام الممثل بالنطق السليم للغة العربية في الأعمال المسرحية والدرامية، مختتما مشاركته بإلقاء نص لشكسبير، من مسرحية (هاملت)، كما تحدث الإعلامي مجدي الشاذلي الذي عمل سنوات طويلة في الصحافة العمانية، عن حرص وسائل الإعلام العمانية على الحفاظ على اللغة العربية، كجزء من الحفاظ على الهوية الوطنية، في حين تحثد الفنان حلمي فودة، حول أهمية اللغة في توصيل الخطاب الفني للجمهور بشكل سليم، مؤكدا على ضرورة الخروج من الجلسة بتوصية لترجمة هذا الحرص ونقله إلى حيز التنفيذ، ثم توالت قراءات شعراء من مصر وهم محمود حسن، السيد خلف أبو ديوان، والدكتورة وجيهة السطل، عبير مبارك، راوية حسين، إيهاب عبدالسلام.
وتحدث الشاعر عبدالرزاق الربيعي عن الدور العماني عبر التاريخ في الصناعة المعجمية، وإسهامات العمانيين في رفد اللغة العربية بالمعاجم والقواميس، والجهود لم تزل مستمرة إلى اليوم مشيرا إلى دعم المغفور له- بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيدـ طيب الله ثراه- الذي منذ توليه الحكم أولى اهتماما باللغة من خلال سن القوانين التي تحافظ على سلامة اللغة، وإقامة الكثير من المشاريع الثقافية، والعلمية التي تصب في هذا المجال، ومنها كرسي السلطان قابوس في الأدب العربي والإسلامي بجامعة جورج تاون الأمريكية الذي أنشئ عام١٩٨٠، وكرسي السلطان قابوس للغة العربية بالجامعة نفسها وأنشئ عام١٩٩٣ وألقى مرثيته في السلطان قابوس «مثواك أعيننا».