B الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / أفعى الراسمالية واقتصاد المعرفة - جريدة الوطن العربي
الرئيسية » مقالات » الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / أفعى الراسمالية واقتصاد المعرفة
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / أفعى الراسمالية واقتصاد المعرفة

بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة شركة أوميجا سوفت

إن الرأسمالية أصبحت سباقا شرسا حول العالم فالكل يسعى ويبذل قصارى جهده لكي يحقق المكاسب بأسرع وقت ممكن وبأي إسلوب كالفئران التي تتسابق لكي تنال قطعة الجبن .


وعلى الرغم من الفكرة التي يعتنقها الكثير بأن الرأسمالية لها الفضل في رفع المستوى المعيشي لكثير من شعوب العالم الرأسمالية للدول المتقدمة إلا أنني أقف حائرا من انتشار الفقر في معظم الدول النامية والفقيرة ، ولم تسلم أيضا الدول المتقدمة من الفقر لبعض مواطنيها . فالفقر كالمرض العضال الذي عجزت عنه مختلف الأنظمة والسياسات الاقتصادية الوضعية للقضاء عليه .
فالرأسمالية لا ترحم الدول والشعوب وقت الأزمات حيث يعيش ويستمر فقط من لديه القدرة على الاستمرارية أطول مدة ممكنة أما الآخرون فلا قيمة لهم ولا وزن .
والجدير بالذكر أن حكومات الدول العظمى المتقدمة والتي لديها قوة وقدرة اقتصادية هائلة تتبنى مجموعة من السياسات والنظم الاقتصادية لتعطيل الاستفادة من الموارد الانتاجية بحجة توازن المعروض من الانتاج مع الطلب للحفاظ على مستوى الأسعار وبذلك يزداد الفقر والمرض والألم والجهل بين الشعوب النامية والفقيرة وتزداد الفجوة بين الفقراء والأغنياء .
ونحن نعيش عصر تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة وتحول الاقتصاد الى اقتصاد يعتمد على العلم والفكر والابداع نجد أن الاقتصاد العالمي اليوم عاجزا عن تخفيف الأعباء والمتلطبات البشرية من الغذءا والدواء والكساء لكثير من سكان الأرض وبدلا من إختفاء الفقر والجوع والجهل نجده يتزايد بشكل كبير . مما جعل الامم المتحدة تنادي بالتنمية المستدامة للدول النامية والفقيرة من أجل التوازن والحفاظ على موارد الأمم وتنميتها للأجيال القادمة وتقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والفقيرة .
وإن أبدعت الراسمالية في عملية الانتاج للسلع والخدمات فإنها أوجدت الموجة الاحتكارية للشركات العملاقة في ظل عالم يدعي الشفافية والمنافسة الشريفة وحرية الاستثمارات إلا أن الرأسمالية أخفقت في العلاقات الانسانية والسلم الاجتماعي والاستقرار النفسي ما أدى الى زيادة مشاعر السخط والبؤس والاحباط وزيادة العداء والكراهية بين طبقات المجتمع الواحد .
كما أن عمليات الاحتكار زادت من خلال الاندماجات والاستحواذ الذي يتم بين الشركات وأصبحنا في امبراطورية الشركات العملاقة العابرة للقارات والتي تسيطر على اغلبية الناتج المحلي للإقتصاد العالمي ، وتظهر مخاطر الاحتكار في قيام تلك الشركات بالسيطرة على الاسواق والقضاء على الشركات الصغيرة .
ومع ثقة البنوك ومؤسسات التمويل في الشركات العملاقة العابرة للقارات والمتعددة الجنسيات وأيضا علاقة تلك الشركات الجيدة بشركات التوريد للمواد الخام والصناعات الوسيطة مما يجعل إفلاس احدى الشركات العملاقة لأي سبب من الاسباب بمثابة كارثة كبيرة تعصف بكل المتعاملين مع هذه الشركات من الممولين والموردين وحتى العملاء .
كما أن الرأسمالية تجيد تغيير جلدها كالأفعى فإن رأسمالية الثلاثينات تختلف عن الخمسينيات والتسعينيات ، والآن دخلت الرأسمالية المعاصرة حول العالم مرحلة جديدة وتغيير جلدها في استخدام قوة الدولة لتحقيق مطامع الرأسماليين ، حيث يتبادلون الأدوار مع السياسيين ذو النفوذ للحكومات المختلفة واستخدموا السياسة لتغيير شكل وملامح الرأسمالية وفق مصالحهم الخاصة فهي أقل عنفا من ذي قبل ولكن أشد مكرا وخداعا للإستحواذ على مقدرات الشعوب للدول النامية والفقيرة .
فعلى الحكومة المصرية الانتباه الى تلك الاساليب التي تنتهجها تلك الشركات الدولية متعددة الجنسيات وأيضا الرأسماليين سواء من الداخل أوالخارج باتخاذ الحيطة والحذر والرقابة المستمرة وسن التشريعات التي تحمي الاقتصاد المصري والمواطنين من المشاكل التي تظهر مستقبلا نتيجة لتلك الاساليب الخادعة والتي تضر بالاقتصاد الوطني وأيضا التحفيز والتشجيع لريادة الأعمال والتحول الى اقتصاد المعرفة الذي ينبض بالخير الكثير لمن يسعى اليه .

خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجدي سبلة.. يكتب / محجوب عبد الدايم في هيئاتنا ذات السمعة والصيت

سمعنا الحكمة القديمة التي تقول أن ثلاثة أشياء انقرضت من هذا العالم وهي الغول والعنقاء ...