كتب إبراهيم أحمد
أظهر استطلاع أجرته كاسبرسكي أن 62% من الأفراد في دولة الإمارات قد واجهوا في العام 2020 محتالين حاولوا سرقة تفاصيل بطاقاتهم المصرفية وبيانات دخولهم إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت. وبالرغم من أن منصات التجارة الإلكترونية تتسم بالراحة وبمنح الأفراد سهولة الوصول إلى مبتغاهم، يبقى في المقابل خطر الوقوع فريسة لمجرمي الإنترنت قائمًا ومرتفعًا، لا سيما بعد أن أصبح الأفراد أكثر ارتياحًا عند التسوّق في العديد من مواقع التجارة الإلكترونية بحثًا عن أفضل الصفقات والعروض، نظرًا للتغيّر في عادات التسوّق الرقمي منذ الجائحة، كذلك مع ما تشهده هذه الفترة من إقبال جماعي كبير في جميع أنحاء العالم على شراء هدايا العام الجديد، خصوصًا وأن كثيرًا من المتسوقين يفعل ذلك في اللحظات الأخيرة، سيّما وأن أيامًا قليلة باتت تفصل العالم عن رأس السنة الجديدة.
وأشار ماهر يموت الباحث الأمني الأول في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي، تعليقًا على هذا الموضوع، إلى المقولة الشائعة التي مفادها أن “جوجل يعرف عن مستخدمي الإنترنت أكثر مما يعرفون عن أنفسهم”، معتبرًا أن ما تحمله هذه العبارة من معنى “مخيف، ولكنه صحيح”. وقال إن الأفراد يقضون أكثر من نصف يومهم في النظر إلى الشاشات، سواء كانت جهاز حاسوب أو جهازًا محمولًا، وذلك لأغراض عديدة بينها الحرص على البحث عن أفضل العروض الترويجية، إلى درجة يسهل عندها خداعهم ودفعهم إلى زيارة مواقع ويب مزيفة قد تكون مدخلًا يحتاجه مجرمو الإنترنت للإيقاع بهم، وأضاف: “نعلم كيف يمكن للمستخدمين حماية أنفسهم من هذا الخطر، ولا يتطلّب ذلك سوى القليل من الجهد والوقت”.
هذا، وتوصي كاسبرسكي المستخدمين باتباع خمسة تدابير مهمة لينعموا براحة البال من ناحية السلامة والأمان أثناء التسوّق عبر الإنترنت:
البحث بأمان في الإنترنت. بالرغم من الدور المفيد لمحركات البحث عند البحث عن المنتجات، فقد يخاطر المستخدم بالنقر دون قصد على نتائج بحث قد تقود إلى مواقع تصيّد. ويُنشئ نتائج البحث الخبيثة هذه ويصمّمها مجرمو الإنترنت لاصطياد البيانات الشخصية للمستخدمين، مثل تفاصيل بطاقات الائتمان، من أجل سرقة أموالهم.
إدارة كلمات المرور وحمايتها على الإنترنت. ينبغي عند تكوين كلمات المرور عدم استخدام كلمات أو أسماء يسهل تخمينها. ومن المفيد دائمًا إنشاء كلمات مرور تتألف من مزيج من الأرقام والحروف وعلامات الترقيم، وعلاوة على ذلك، فإن استخدام حلّ لإدارة كلمات المرور، مثل Kaspersky Password Manager، يُعدّ طريقة رائعة لتحديث أسلوب التسوّق عبر الإنترنت وإدارته وحمايته، إذ يتيح إنشاء كلمة مرور مختلفة لكل موقع ويب.
عدم التسوق إلاّ من التطبيقات والمواقع الموثوق بها. تستطيع التطبيقات الوصول إلى كمية هائلة من البيانات، مثل جهات الاتصال وتفاصيل الموقع وغيرها، كما أنها قادرة على العمل في خلفية الجهاز دون علم المستخدم، بل إن بعض التطبيقات تشتغل تلقائيًا وتتتبّع نشاط المستخدم دون سابق إنذار. وبالمثل، يجري تصميم مواقع الويب لتتبع معلومات معينة خاصة بالمستخدمين، كعمليات البحث عبر الإنترنت والموقع الجغرافي وعنوان بروتوكول الإنترنت، وما إلى ذلك. ويمكن للمستخدم تنزيل برمجيات أمنية مثل Kaspersky Internet Security لفحص مصداقية التطبيقات وحماية نفسه من خطر أي نشاط غير مرغوب فيه.
استخدام بطاقة ائتمان واحدة. قد يستفيدُ المستخدم من تخصيص بطاقة ائتمان واحدة لعمليات الشراء عبر الإنترنت. بهذه الطريقة يمكن تقليل مخاطر الحصول على المعلومات من بطاقات متعددة تنتشر تفاصيلها في أنحاء الإنترنت. وقد يكون من الممكن اتخاذ تدابير تفصيلية مثل تقييد حدّ الائتمان للبطاقة الائتمانية الخاصة بالشراء عبر الإنترنت أو تخصيص مبلغ محدّد لبطاقة الخصم المباشر عبر الإنترنت.
الحذر عند استخدام شبكات الإنترنت العامة. ينبغي عدم التسليم بأن الشبكة الموجودة في المقهى أو في المركز التجاري رسمية وسليمة، فقد تكون شبكة مزيفة أعدّها أحد مجرمي الإنترنت سعيًا للحصول على معلومات شخصية قيّمة من مستخدمين مطمئنين. ينبغي الاستفسار عن كل شيء وعدم الاتصال عبر شبكة “واي فاي” غير معروفة أو غير محددة الموثوقية. لكن يمكن لحلّ أمني جيّد أن يحمي المستخدم في جميع الأوقات، شريطة الحرص على تحديثه بانتظام.
وبالإضافة إلى تلك التدابير الوقائية، توصي كاسبرسكي باستخدام حلّ مثل Kaspersky Total Security، الذي سيُنذر المستخدم ويبقيه يقظًا إذا حاول زيارة صفحة ويب تصيدية، سواء أكانت مؤكدة أو مشتبهًا فيها. وتتيح هذه الحلول مجموعة واسعة من الأدوات والمزايا كالتصفح بخصوصية، والتدقيق في الحساب، ومكافحة برمجيات الفدية، وإدارة كلمات المرور، وتأمين الأجهزة المحمولة.