تعد مهنة الطب أحد أسمي وأرقي المهن وهناك نوعية من الأطباء يفتخر بها وطننا الغالي، ومن بينهم الدكتور الشاب محمد أبو هرجه، إبن محافظة الغربية، والذي نشأ وترعرع فيها وبالتحديد في مركز زفتي أحد أقدم المراكز والأكبر من حيث عدد القري والتوابع علي مستوي مصر، وقدم الكثير لها خلال رحلته في مهنة الطب قبل سفره لفرنسا.
وأبو هرجه، إبن محافظه الغربية، قدم نموذجًا فريدًا في علاقة الطبيب بمرضاه فمنذ تخرجه عمل بالمستوصفات الخيرية بقري مدينه زفتي، مسقط رأسه، وذلك علي مدار خمسة عشر سنة أو ما يزيد، يجوب ريف محافظته -التي وجدناه عاشقًا لها- في المستوصفات الخيرية والقوافل الطبية يخدم مرضي وطنه، مقدمًا المهنة السامية علي كل أموال الدنيا، ورغم كونه أحد أمهر أطباء الأمراض الصدرية إلا أنه لم يعمل إلا من خلال المستوصفات الخيرية والمستشفيات العامة، ولم يقوم بإنشاء عيادة خاصة به بل كان يتبرع بثمن الأدوية من ماله الخاص لغير القادرين.
سافر أبو هرجه، محاط بدعوات محبيه حاملًا حلم الحصول علي الدكتوراه الطبية من إحدي الجامعات الفرنسية المرموقة، ووقتها أصاب العالم فيروس كورونا، فلم يتخلي وقتها عن دوره بل إجتهد وقام بتطمئنة المصريين من خلال رسائله التي نُشرت في عدة مواقع وجرائد ورقية حكومية رسمية وكبري غير حكومية، كجريد الجمهورية جريدة الدستور والعديد من الوسائل الإعلامية، ناقلًا لهم أحدث الأبحاث الأوروبية والجديد في عالم اللقاحات.
ويقول سالم حرك، أحد سكان قرية شبرا اليمن، مركز زفتي، استطاع أبو هرجه، أن يكشف المرض الذى يعانى منه طفل صغير عندما كان يحضر للمستوصف الخيري بالقرية، والذى لم يستطع أحد من الأطباء اكتشاف ما يعانى منه، وتابع الحالة لفقرها وأحضر لها العلاج بالمجان وتكفل بكافة التكاليف من أشعة وخلافه، وذاع صيته كطبيب للغلابة وأصبحت القرية عن بكرة أبيها يحضرون هو وأطفالهم للعلاج عنده، وما أن يعلم أن أحدهم لا يملك المال حتي يتكفل بكل شيء فهو النموذج الذي نتمناه في بلادنا وكل بلاد الدنيا، ودائمًا ما تصحبه دعوات الغلابة في كل خطواته.
ويؤكد العميد خالد حسين، رئيس مجلس إدارة مركز شباب ششتا، أن الطبيب الإنسان أبو هرجة، مثالًا يجب أن يحتذيه كثيرًا من الأطباء في العلاقه بين الطبيب ومرضاه ومراعاه احتياجات الدولة المصرية الحديثة التي يقوم ببناءها فخامة الرئيس السيسي وخاصة في المجال الصحي، فهو أحد الأطباء الذين ينظرون لمصلحة المريض ويتابع حالته ويصبح هناك ود وألفة بينهما مهما كانت حالته المادية او لإجتماعية، وله في القرية صداقات عديدة والجميع يعتبره أحد رموز الطب السامي الذي يتمني أن يكون عليه كافة أطباء مصر والعالم.
فيما قال ناجي حسن، أحد أهالي شبرا ملس التابعة لمركز زفتي، عن الطبيب المصري، يحسن الاستماع لشكوى المريض ويتفهم معاناته وأن يُحسن معاملته ويرفق به أثناء الفحص، ولا تعالى على المريض أو ينظر إليه نظرة يستهزئ به أو يسخر منه، لذلك كان والدي عليه رحمة الله، يعشق الذهاب إليه ويشعر بالتحسن طالما دخل المكان الذي يوجد به أبو هرجة ويخرج من حجرة الكشف أفضل من الحالة التي ذهب بها.
فيما قال سعيد حسن، عضو مجلس إدارة إحدي الجمعيات الخيرية التي تنتشر مستوصفاتها الخيرية في قري مصر، انه أبو هرجة كان يحرص دائمًا على المساواة في المعاملة بين جميع المرضى، وأن لا يفرق بينهم في الرعاية الطبية بسبب تباين مراكزهم الأدبية أو الاجتماعية أو بسبب مشاعره الشخصية تجاههم، أو بسبب انتمائهم الديني، وكان يوقر كبار السن ويداعب ويلاطف الأطفال، ويتودد للجميع لذلك ندعوا الله أن ينهي رحلته التعليمية ويعود لمصر كي يعاود العمل الخيري معنا.