كتب إبراهيم أحمد
وقعت “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” مؤخراً اتفاقية شراكة مع مؤسسة بهية لتطوير القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم العلاج المساعد وتوقع الاستجابة له، وهو نوع من العلاج الكيميائي، وذلك بين المرضى المصابين بسرطان الثدي المتقدم غير المنتشر. وتؤسس هذه الاتفاقية لبرنامج تعاوني مع “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” يستند إلى خبراتها في صحة المرأة والذكاء الاصطناعي والتصوير الشعاعي الطيفي محسن التباين للثدي، والخبرات السريرية لمؤسسة بهية في تصوير الثدي.
ومنذ أكثر من 20 عاماً، تم تشخيص السيدة بهية وهبي وهي ابنة إحدى العائلات المصرية المرموقة، بمرض سرطان الثدي. واكتشفت حينها صعوبة الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة لهذا المرض في مصر، فاضطرت للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج. وأثناء وجودها هناك، كانت قلقة على العديد من النساء المصريات اللواتي يعانين من مرض السرطان ولا يمتلكن الموارد الكافية للسفر وتلقي العلاج.
وبقي هذا الأمر في ذاكرتها، لتطلب من أولادها قبل وفاتها شراء جهاز متقدم للعلاج الإشعاعي واستيراده إلى مصر وهو الجهاز الذي ساعد في علاجها أثناء وجودها في الولايات المتحدة. إلا أن أولادها لم يكتفوا بالاستجابة لطلب أمهم فحسب، بل قرروا تكريم ذكراها ورؤيتها بمساعدة النساء المصريات عبر تأسيس مستشفى كامل يحمل اسمها.
ومن موقعه في مكان منزلها، يختص مستشفى مؤسسة بهية اليوم في الوقاية من مرض سرطان الثدي وتشخيصه المبكر وعلاجه ويقدم خدماته للنساء المصابات بهذا المرض. وضماناً لحصول جميع النساء في مصر على الرعاية الصحية الضرورية، يحرص المستشفى على تقديم خدماته مجاناً.
وتأسس المستشفى والمؤسسة في عام 2015 ويقدمان حالياً أكثر من 7000 فحص مبكر لسرطان الثدي و1500 جلسة علاج كيميائي شهرياً، إلى جانب 3000 علاج إشعاعي و350 عمل جراحي في الشهر الواحد. وسترتفع هذه الأرقام بشكل كبير مع افتتاح فرع المستشفى الجديد عام 2023 بمدينة الشيخ زايد في القاهرة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد عمارة الرئيس التنفيذي لمستشفى بهية: “يواصل مستشفى بهية إجراء البحوث لتحسين الخدمات المقدمة، إضافة على توفير الرعاية المباشرة للنساء. ويمثل مركزاً للتميز ويقدم أحدث التقنيات بالتعاون مع شركات رائدة في القطاع ويحرص على مواكبة مختلف التطورات العلاجية لترسيخ مكانته كمستشفى رائد في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأضاف أغنيس بيرزيني ، الرئيس والمدير التنفيذي لصحة المرأة في “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية”: “نحن متحمسون لرؤية ثمار هذا التعاون البحثي وقدرته على الارتقاء بالنتائج المستقبلية للمصابات بسرطان الثدي. ومن خلال الجمع بين خبراتنا مع دراية مؤسسة بهية وإدخالها في مسار الذكاء الاصطناعي، نقترب أكثر من تحقيق مساعينا لزيادة معدلات التشخيص المبكر والمساعدة في إنقاذ حياة المزيد من المرضى”.
من جانبه قال البروفيسور الدكتور محمد جمعة رئيس قسم الاشعة بمركز بهية للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي: “في إطار التزامنا بالاستمرار بإجراء البحوث في هذا المجال، يأتي تعاوننا مع ’جنرال إلكتريك للرعاية الصحية‘ لتسخير قوة الذكاء الاصطناعي وجمعها مع التجارب السريرية لتوسيع معارفنا بالقدرات التي يقدمها العلاج المساعد لتحسين النتائج المقدمة للمرضى في مستشفى بهية ومختلف مرافق الرعاية الصحية الأخرى”.
ويتم اليوم استخدام العديد من تقنيات التصوير التشخيصية لدراسة وتقييم استجابة المرضى للعلاجات المساعدة، في حين يمنح الذكاء الاصطناعي كوادر الرعاية السريرية مؤشرات مبكرة حول عدم استجابة المريض للخطة العلاجية المطبقة، بما يتيح لهم إجراء تغيير سريع في طريقة العلاج. وستعود هذه العملية بفائدة كبيرة تتمثل في تقليل السمية غير الضرورية التي يتعرض لها المريض والحد من تكلفة العلاج للمستشفى.
وسيعمل المشروع على دراسة استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن “التصوير الشعاعي الطيفي المتباين للثدي” (CESM)، لتقييم الاستجابة للعلاج الكيميائي المساعد في سرطان الثدي المتقدم كمؤشر دقيق ومؤشر للاستجابة ليحاكي النتائج المرضية بعد الجراحة والتنبؤ بنسبة الأورام المتبقية بدقة.
وبالنسبة للمرضى المصابين بسرطان الثدي المتقدم غير المنتشر، يتم استخدام العلاج المساعد قبل الجراحة للمساعدة في تقليل حجم الورم السرطاني. واستهدف العلاج في البداية المرضى غير المؤهلين لإجراء الجراحة، وتم توسيعه نطاقه ليشمل المرضى المؤهلين، حيث يجعل هذا العلاج من العمل الجراحي أكثر جدوى.
وتحرص مؤسسة بهية على توسيع عملياتها وزيادة عدد المرضى الذين تخدمهم، ويسعى هذا التعاون مع “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” لتعزيز خيارات العلاج السريري وتحسين النتائج العلاجية والتجارب المقدمة للمرضى.