بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة شركة أوميجا سوفت
إن التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل والذي شهده العالم خلال الخمسون عاما الماضية لم يحدث من قبل ، وعلى قمة هذه العلوم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والأمن السيبراني والتي غيرت الكثير من سمات وخصائص المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية . فالكل يتسابق من أجل إمتلاك القدرة و السيطرة والهيمنة العلمية والتكنولوجيىة التي بدورها تكون حجر الزاوية للتفوق العسكري والاقتصادي والسياسي .
لذا فإن هذا التقدم أحدث تغييرا كبيرا في الآداء العسكري للجيوش فوداعا لعصر الجيوش والاسلحة التقليدية حيث سيصل الأمر الى أن الأحياء البحرية والبرية من الطيور والحيوانات سيكونوا مصدرا للتجسس جنبا الى جنب مع اختراقات شبكات الانترنت والكتائب الالكترونية والقرصنة .
ومن هنا فإن التطوير العسكري المستمر أدى الى التقدم في آداء الحروب على مدار التاريخ من خلال التقدم الفكري للإنسان والعلم والبحث العلمي لمجالات متعددة أهمها علوم الفيزياء والكيمياء الحيوية والهندسة والعلوم الفلكية والكونية والذرية والنووية وعلوم النانو والعلوم الجيولوجية والحيوية ، حيث قامت كثير من الدول وبخاصة أمريكا وروسيا والصين وبعض دول أوروبا بتسخير إمكانات ضخمة للوصول الى اعلى درجات الكفاءة القتالية وتحقيق الاهداف الاستراتيجية من خلال استغلال تلك العلوم والفكر والابداع والتكنولوجيا للوصول الى حروب الجيل السادس .
ويقع العالم الأن تحت نيران الجيل السادس للحروب وهي التي يتم فيها احتلال العقول بدلا من الأرض . ولكي نتحدث عن سمات وخصائص الجيل السادس للحروب لابد وأن نقوم بتعريف الاجيال السابقة باختصار شديد فيما يلي ، حيث أن الجيل الأول للحروب تمثل في الحرب بين جيشين نظاميين لدولتين في الصراع على الارض او خلاف يقع بينهما .
بينما حروب الجيل الثاني هي حروب العصابات والتي ظهرت في امريكا اللاتينية و يكون جيش أمام عصابات . ويعرف الجيل الثالث للحروب بأنه تلك الحرب الوقائية والاستباقية والتي ابتكرها الألمان وتعتمد على المفاجأة في القتال كما حدث في حرب اكتوبر المجيدة حيث حققت مصر فيها انتصارا عظيما بفضل جيش مصر البواسل .
أما حروب الجيل الرابع فهي تلك الحروب التي تتكون من جماعات أو طوائف منظمة في التخطيط والتنفيذ من أجل تفتيت الدولة ومنشآتها وكياناتها كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية بضرب برجي التجارة العالمي والبنتاجون في سنة 2001م .
وتعرف حروب الجيل الخامس بأنها تلك الحروب التي تعتمد على العصابات وعمليات وتنظيمات ارهابية ممنهجة واستخدام بعض المواطنين كلاعب اساسي في هذا النوع من الحروب .
والآن وصل العالم الى حروب الجيل السادس والتي يمكن تعريفها على انها تلك الحروب التي تدار عن بعد وليس بالمواجهة المباشرة للجيوش ويشمل هذا الجيل كل ماهو معني بالحرب سواء كان أسلحة أو معدات أو أفراد ، بداية من الاسلحة النووية إلى ادارة الصراع الاقتصادي والمالي والهيمنة السياسية والمعلوماتية واستهداف الأفراد عن بعد سواء كانوا منفردين او تكتلات باستخدام الأسلحة الذكية . وسنتحدث في الجزء الثاني إن شاء الله عن ماهي الأسلحة الذكية وماهي مظاهر وسمات حروب الجيل السادس واستغلال الطبيعة كسلاح فتاك . وللحديث بقية
خالص تحياتي وتقديري