كتب إبراهيم أحمد
قال الكاتب والمفكر حسن إسميك، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتاح أوكرانيا، وما تزال عمليته العسكرية مستمرة فيها، بكل قوة وإصرار، ودون اكتراث بكل ما يصدر عن الغرب من تهديد ووعيد “بارد وبطيء” مقارنة من سخونة الأحداث وتصاعدها، ومن عقوبات اقتصادية تستهدف أفرادا ومؤسسات روسية حكومية وغيرها، لا بل تقول وزارة الدفاع الروسية أن أوامر قد تم توجيهها للقوات الروسية بشن هجوم واسع النطاق من كل الجهات في أوكرانيا.
وأشار إسميك، إلى أن بوتين فعلها في أوكرانيا مثلما فعلها في سوريا من قبل، وإذا ظن البعض أن الوضع في أوكرانيا مختلف من ناحية أن التدخل الروسي فيها يستهدف الدولة والحكومة، على العكس منه في سوريا حيث جاء لمساندة الدولة السورية، إلا أن أوجه التشابه بين الحالتين، سواء من جهة الارتباط بالصراع الدولي، أو جهة شدة التأزم الداخلي، أو من جهة تفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين، أكثر بكثير من وجه الاختلاف العابر هذا.
تابع: أول وأهم أوجه التشابه بين الدولتين – سوريا وأوكرانيا- أن روسيا جعلت منهما ساحة لصراعها مع القوى الإقليمية، والعالمية أيضاً، بهدف إعادة تأكيد نفسها كقوة عظمى مرهوبة الجانب، وأنه ينبغي على الدول والقوى العالمية الأخرى أن تأخذ مخاوف موسكو وتوجساتها ومصالحها بعين الاعتبار، وعلى محمل الجد والأولوية.
أضاف إسميك، أنه يتشابه الحال في الدولتين أوكرانيا وسوريا من ناحية مستوى التدخل الروسي وعلانيته الواضحة، فموسكو لم تكن خجولة أبداً، بالأمس في سوريا واليوم في أوكرانيا، تدخّلت في الأولى بمستويات عالية مباشرة عبر قواتها ومعداتها، وغير مباشرة عبر تسليم الجيش السوري معدات وبيعه نظماً عسكرية حديثة وتدريب قواته، واستمرت حتى تحقق هدفها الرئيس –وإن بصورة جزئية– فتم وقف كل العمليات العسكرية تقريباً على معظم الأرض السورية.
ولفت إلى اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا اليوم؛ بنفس مستوى الانخراط العالي، فتضرب على عدة جبهات وتدمر مطارات ومعسكرات وقواعد للقوات الأوكرانية، وأظن أن هذه العملية ستطول كثيراً، لكن في المقابل لن يتم إنهاؤها قبل أن تحقق روسيا كل ما تريده من أهداف بحسب تصريحات مسؤوليها الرسمية منذ بدء العملية العسكرية.
وأكد إسميك، أن هذا هو مكمن “الخطر” الأكبر الذي يشكله أي تدخل روسي في أي مكان في العالم، سواء أكان لصالح حكومة ما أو ضدها، فلروسيا دائماً هدف استراتيجي يتجاوز العمليات العسكرية، والتي تشنها موسكو كمجرد أداة، تحصّل من خلالها نفوذاً وقوة ومكانة على الصعيد الدولي، لمواجهة الغرب الأوروبي إلى حد ما، والأمريكي أولاً وأخيراً.
ونوه بأنه روسيا استطاعت أن تستفيد من حالة العجز شبه التام التي يبديها خصومها، والتردد الشديد في الإقدام على أية خطوة ذات معنى، هذا ما سمح للقيادة الروسية برفع حدة المواجهة إلى مستويات عالية في أوكرانيا اليوم.