بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة شركة أوميجا سوفت
إن القيادة تشكل محورًا هاماً ترتكز عليه مختلف الأنشطة في المنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة ، وفي ظل النمو الذي يتسابق عليه كل دول العالم ومبادرة الامم المتحدة للتنمية المستدامة للدول الناشئة والنامية وأيضا التحديات التي تواجه العالم الآن من الاوبئة وسباق التسليح النووي والبيولوجي والحروب الدائرة والعالم الملتهب الان ، فرض على كل دول العالم السعي لإحداث التغيير والتطوير الملائم بالشكل الذي يضمن لها الاستمرارية لمواجهة الكساد الاقتصادي والتحديات السياسية والاجتماعية والعسكرية والتميز نحو الأفضل . وهذه المهمة لا تتحقق إلا في ظل قيادة إدارية واعية ملهمة تعمل في بيئة غير تقليدية وقودها الفكر والابداع . لذا لابد من تطوير الكوادرالقيادية ما يمكنها من تحريك الجهود وتوجيه الطاقات لتحقيق أفضل مستوى من الإنجاز لمواجهة التحديات للدولة .
ولقد ظهرمفهوم ( إدارة التميز ) ليكون مدخل شامل يجمع عناصر ومقومات بناء المؤسسات الحكومية للدول على أسس متفوقة تحقق لها قدرات فذة في مواجهة المتغيرات والأوضاع الخارجية المحيطة ، كما تكفل لها تحقيق الترابط والتناسق الكامل بين عناصرها ومكوناتها الذاتية واستثمار قدراتها المحورية والتفوق بذلك في مجال العمل وتحقيق الفوائد والمنافع للوطن والمواطنين .
وتقوم القيادة الإدارية هنا بدور هام ومحوري له أكبر الأثر في صياغة الأهداف والغايات المنشودة والتي يتم تحديدها لمصلحة الوطن والمواطنين من أجل النمو والتقدم ومواجهة التحديات الراهنة . بتحقيق ترابطها مع البيئة المحيطة ، وتفعيل عناصرها وقدراتها الذاتية. وبذلك تصبح القيادة الإدارية الإستراتيجية ذات القدرات المعرفية المتطورة من أهم مقومات وآليات ( إدارة التميز ).
كما أن حاضر ومستقبل أي دولة يتوقف نموه وتطوره ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والعلمية على القرارات التي يمكن أن يتخذها القادة لتشكيل وتنفيذ وتحقيق أحلام وطموحات وأهداف الوطن والمواطنين .
ويجب التنويه هنا إلى تعريف ماهية القائد الفعال والمتميز، فهو القائد الذي يملك القدرة على إحداث الفارق في الإنجاز والأداء المستمر للدولة والمجتمع من خلال وضع الرؤية والمعايير وتحديد الأهداف والقيم ورسم حدود للأولويات وإيجاد الاغراض والأهداف الاستراتيجية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى وخاصة في الأزمات والتحديات الداخلية والخارجية التي تمر بها كل دول العالم وخاصة مصر .
وتتحقق المنافع للدولة والمواطنين بالقيادة التي تقوم بصياغة وتوجيه السياسات والإستراتيجيات والموارد البشرية وتستثمر العلاقات وتدير العمليات والاجراءات المختلفة بالدولة في منظومة متناغمة ومتكاملة لإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والفئوية ..
كما أن القيادات التنفيذية في الدولة هي المحور الأساسي في عملها ومساراتها ، وهي التي تتحمل القدر الأكبر من المسؤولية ، فعلى عاتق هذه القيادات تقع مسؤولية صياغة الاستراتيجيات المستقبلية وتحديد الرؤية واستشراف وجه المستقبل ، وتخطيط سياسات العمل وصناعة القرارات وإدارة الأزمات والتحديات والتي يتوقف علي سلامتها نجاح إدارة الدولة في تحقيق أهدافها .
ومن أهم سمات القيادة الناجحة هي السعي نحو التميز ومواجهة التحديات بإسلوب علمي وفكري وابتكاري ، من خلال بحث التوصل لمخرجات وأهداف أكثر جودة بمعايير محددة واضحة قابلة للقياس والتنفيذ ، ونشر ثقافة الابتكار والإبداع بين المواطنين ، والوعي بقدرات الدول المحيطة سواء الصديقة أو غير ذلك ، وتنمية العلاقات مع العالم واستثمارها لصالح الوطن والمواطنين .
كما أن القادة المتميزين يعملوا على تطويروتحقيق الرؤية والرسالة للدولة ، ويعملوا على تطوير القيم والنظم المؤسسية المطلوبة والحوكمة للنجاح والتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي القائم على الانتاج والتحفيز على الطلب المحلي للمنتجات والخدمات المصرية .
والجدير بالذكر أثناء فترات التغيير وإداراتها لابد من الحفاظ على ثبات الهدف والرؤية . وعند الحاجة يكون لهؤلاء القادة القدرة على تغيير اتجاه وقدرات ومهارات موظفي الدولة والموارد البشرية لمواكبة ومواجهة التحديات الكبيرة والتي نواجهها في ظل هذه المرحلة . وللحديث بقية
ولكم خالص تحياتي وتقديري
د/ أشرف عطيه